"لن يغلق هذا الفصل من الآلام": النطق بالحكم على منفذ مجزرة كرايست تشيرش الأسبوع القادم

Sheikh Rafat Najm while visiting Christchurch injured

Sheikh Rafat Najm while visiting Christchurch injured Source: Supplied

الشيخ رأفت نجم كان من بين أول الواصلين إلى كرايست تشيرش بعد الهجوم، حيث عمل إماما لمسجد النور الذي شهد الجزء الرئيسي من الاعتداء خلال أعوام 1997 و1998


في نيوزيلندا، تجري الاستعدادات على قدم وساق من أجل التحضير لجلسة النطق بالحكم على منفذ هجوم مجزرة كرايست تشيريش منتصف مارس آذار من العام الماضي.

وكان منفذ الهجوم قد فاجأ الجميع بالإقرار بالذنب مطلع العام الجاري في جميع الجرائم والتي تشمل: 51 تهمة بالقتل العمد و40 تهمة بالشروع في القتل وتهمة واحدة بالضلوع في عمل إرهابي.

وأدين الرجل الأسترالي بجميع تلك التهم، ولكن العقوبة سيتم تقريرها خلال الجلسة التي ستبدأ يوم الاثنين القادم ومن المتوقع أن تستمر على مدار أربعة أيام، حيث سيستمع القاضي إلى بيانات من المصابين وذوي الضحايا قبل تقرير العقوبة.

من جانبه قال الشيخ رأفت نجم، أحد قادة الجالية المسلمة في نيوزيلندا "الجرح عميق جدا، والتعافي منه ببطء." وأضاف الشيخ نجم أن "عملية استرداد الحق هي عملية طويلة الأمد" مؤكدا أن "الحكم مهما كان لن يغلق هذا الفصل من الآلام."

الشيخ رأفت نجم كان إماما لمسجد النور الذي شهد الأحداث الرئيسية للمجزرة خلال عامي 1997 و1998، قبل أن ينتقل إلى مدينة أوكلاند ليصبح مستشارا دينيا لجامعتها التقنية ومدرسا لمادة الصحة والروحانيات والسلامة العامة.

لم تنقطع صلة الشيخ نجم بالجالية المسلمة التي احتضنته في كرايست تشيرش لدى وصولوه إلى نيوزيلندا قبل نهاية القرن الماضي. وقال الشيخ "عندما وقعت المذبحة وفجعنا بسماع أخبارها، قمت بحجز أول طائرة يوم السبت، لأكون في المستشفى العام في يوم السبت 16 مارس آذار 2019."
Sheikh Rafat Negm during his visit to one of Chrstchurch victims in New Zeland
الشيخ رأفت نجم أثناء زيارة أحد مصابي هجوم كرايست تشيرش Source: Supplied
وقتل 51 شخصا وأصيب 40 آخرون عندما هاجم الأسترالي البالغ من العمر 29 عاما يوم الجمعة مسجدي النور ولينوود في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية.

يتذكر الشيخ المشهد عند وصوله إلى المدينة المكلومة "وجدت كيف اجتمع النيوزيلنديين بالقرب من موقع الاعتداء وبالقرب من المشفى وكلهم جاؤوا بالزهور وبعضهم كان يبكي، كانت رسالة الدعم واضحة من خلال الزهور والرسائل التي كتبوها، وهدأت نفسي قليلا قبل زيارة المصابين."

وأضاف "وجدنا أن من نجا من الحادث، قد أصيب بإصابات كانت أغلبها فظيعة جدا." ولكنه أكد أن المصابين كانوا على قدر كبير من الصبر والهدوء: "عندما تجد رجلا فقد جزء من جسده أو عطب من أعضائه عضو ويقول الحمد لله، فإن تلك الجملة تهز الوجدان."
بدأ قادة الجالية المسلمة يزورون أهالي الضحايا في المدينة أيضا لدعمهم والشد من أزرهم: "عندما تلتقي بأسرة فقدت عائلها الوحيد يكون أمر مؤلم جدا، ولا يمكن إدراك مدى الألم إلا لمن عايش حدث كهذا في أسرته."

"التقيت بأسرة الحاج داوود الذي اشتهر بجملة "مرحبا يا أخي أو Hello Brother" بعد الحادث، والتي وجهها للقاتل أمام المسجد، وكان هذا الرجل ممن استقبلوني في المدينة سنة 1997."

لكن الألم الذي تركه الهجوم فتح طريقا للتعافي، كما يقول الشيخ نجم "التهدئة وإظهار الدعم والمساندة، كانت هذه بداية العلاج، حيث جاءت الوقود من أمريكا وكندا وأوروبا وماليزيا وآسيا. كان حضور هذا الكم الكبير على وجه السرعة من أماكن مختلفة في بقاع العالم رسالة واضحة للغاية."
 Prime Minister Jacinda Ardern, second right, gestures as she leaves Friday prayers at Hagley Park in Christchurch
Prime Minister Jacinda Ardern, second right, gestures as she leaves Friday prayers at Hagley Park in Christchurch Source: AP
وأضاف "أدركت الحكومة النيوزيلندية أن هذه الهجمة الشرسة لليمين المتطرف يجب أن يواجهها تدخل المجتمع حكومة وشعبا." وقال "رئيسة الوزراء نجحت في أن تبعث رسائل تهدئة ومساندة من خلال أمور رمزية كان من بينها وضع حجاب على الرأس مما يدل على الأسلوب الراقي الذي تعاملت به مع الهجوم."

وخلال آخر زيارة له إلى كرايست تشيرش مطلع العام الجاري قبل فرض القيود المتعلقة بفيروس كورونا، التقى الشيخ نجم بأحد المصابين الذي قد زاره في المستشفى وسمع منه أنه لن يشفى من إصابته خلال ثلاث سنوات كما اعتقد الأطباء في البداية: "قال لي إنني لن أستطيع السير على قدمي مرة أخرى."

وأضاف "لقد ترك الهجوم أثرا في حياة الضحايا سيبقى إلى أن يلتقوا مجددا أمام الله."
وكانت المحكمة قد أجلت جلسة النطق بالحكم لمدة شهور لكي تسمح لأكبر عدد ممكن من المصابين وذوي الضحايا ممكن يرغبون في حضور الجلسة وإلقاء بيانات، بعمل ترتيبات السفر في ظل القيود المفروضة على الحدود بسبب تفشي فيروس كورونا.

ومنعت المحكمة التغطية الإعلامية المباشرة من داخل القاعة ولكن من المتوقع أن يكون هناك وجود إعلامي دولي ومحلي كبير، كما سيصل نحو 200 شخص لحضور وقائع الجلسة.


شارك