"حان الوقت لإجراء مناقشة جدية حول ما تعنيه العنصرية" كانت هذه بعض من كلمات خطاب زعيمة حزب أمة واحدة One Nation بولين هانسون في معرض ردها على اتهام نائبة زعيم حزب الخضر مهرين فاروقي لها بالعنصرية، اذا كانت طلبت من فاروقي "العودة إلى باكستان" بعد أن انتقدت فاروقي "التاريخ الاستعماري" للعائلة المالكة البريطانية عبر تغريدة على تويتر في يوم حدادا أستراليا على الملكة اليزابيث الثانية.
ورفضت هانسون الاعتذار عن تصريحها وأضافت: "أنا لم أشير إلى عرق السناتور أو ألمح إلى أنها تتمتع بخصائص متدنية بسبب عرقها أو بلدها الأصلي. فقط قلت اذا لم تكن راضية عن بلدها الجديد بإمكانها العودة إلى باكستان."
السيناتور هانسون: سئمت من الأشخاص الذين يستخدمون لون بشرتهم للعب دور الضحية
وقالت عضوة مجلس الشيوخ عن حزب الخضر إنها قدمت تعازيها للملكة الراحلة لكنها لم تستطع "الحداد على زعيمة إمبراطورية عنصرية مبنية على الأرواح المسلوبة وأرض وثروات الشعوب المستعمَرة".
تحدثنا مع اللاجئ والناشط الشبابي عزيز عزيزي – طالب علاقات دولية – حيث استذكر معنا مواقف عنصرية واجهته لدى وصوله إلى أستراليا: "ليست مرة او مرتين، منذ وصولي في 2016 وأنا أتعرض لمواقف عنصرية. في المدرسة في أحد الأيام كانت المعلمة تسألنا عن تجمع مميز في بلدنا. لست مسلماً ولكنني اخترت أن أشارك معها ومع زملائي صور من زيارة الأربعين كأكبر التجمعات الدينية في العراق."

Senator Mehreen Farouqi Source: Facebook / Mehreen Farouqi Facebook
السيناتور فاروقي: من حقي المشاركة في النقاش العام دون التعرض لي بشكل عرقي وعنصري
بحسن نية شارك عزيز الصور والمعلومات عن هذا التجمع الديني الذي وصل تعداد حاضريه هذا العام إلى 21 مليون شخص. ردة فعل المعلمة كانت غير متوقعة: "بدأت بانتقاد الموضوع بشكل عنصري. وصفت هذا التجمع بأنه بربري."
ناشط عراقي: العنصرية تأتي مبطنة وعلى شكل نكتة في كثير من الأحيان
شعر عزيز بإهانة كبيرة وقرر عدم السكوت عنها: "لسنا مجبرين على سماع هكذا تعليقات عنصرية. توجهت إلى مدير المدرسة ولكنه للأسف لم يتخذ أي إجراء وحاول إسكاتي."
ويرى عزيز أن رأي بولين هانسون "يمثل شريحة كبيرة من المجتمع الأسترالي" وباتت كلمة "ارجع إلى بلدك" تقال بشكل متكرر لأبناء المجتمعات الإثنية.
يرى عزيز أن العنصرية ليست بالضرورة وليدة المنزل: "من الممكن أن تكون البيئة المدرسية مسؤولة عن تغذية العنصرية في المجتمع. هناك معلمون ومعلمات يقومون بدس السم في العسل ويطلقون نكاتاً عنصرية تصعب من مهمة دمج الأطفال في بيئة تحترم الآخر وتقدر ثقافته وتراعي اختلاف الثقافات عن بعضها البعض."
وعن السبب الذي يدفع بكثير من الضحايا إلى عدم التبليغ عن الإهانات العنصرية، عبّر عزيز عن اعتقاده بأن الواصلين حديثاً كثيراً ما يصابون بخيبة أمل بسبب عدم التجاوب الكافي مع شكواهم: "انا اعتقد ان أستراليا إلى حد ما لا توفر دعماً كافياً لمن يتعرض لعنصرية مقارنة بدول أوروبية مثلاً. يجب أن اكون آلية المحاسبة والمرابة أكثر صرامة هنا."
استمعوا إلى مزيد من التفاصيل في المدونة الصوتية أعلاه.