لم يكد الطقس المشمس والحار يبدأ حتى هرع الناس إلى أماكن السباحة، لكن عوضا أن تكون هذه الأماكن ملاذا من الحر قد تصبح أماكن خطيرة لأن المياه قد تكون خادعة خاصة للذين لا يعرفون السباحة.
النقاط الرئيسية
- جائحة كورونا أبعدت الأطفال عن دروس السباحة
- 41 % من الأهل لا ينوون تسجيل أطفالهم بهذه الدروس
- الجاليات المهاجرة ضمن الفئات الأكثر عرضة للغرق
وأمس شهدت ولاية نيو ساوث ويلز حادثي عرق لطفلين. فلقد توفي صبي في الرابعة عشرة من عمره بعد سقوطه في حفرة مائية بالقرب من منطقة Taree ، بعد ساعات فقط من وفاة صبي آخر في السابعة من عمره في نقطة سباحة في ال Blue Mountains.
وقد دعت وزارة الصحة في نيو ساوث ويلز للحفاظ على الحيطة والحذر مع ارتفاع الحرارة وتوجه الناس نحو الأماكن المائية. وسجلت اليوم في مناطق سيدني المختلفة درجات حرارة مرتفعة وصلت إلى أكثر من أربعين درجة. وهي الأعلى لها في هذا الموسم.
تأتي هذه الأخبار مع كشف بحث جديد أن الأهل يعرضون أطفالهم للخطر بسبب عدم وضع دروس السباحة في سلم أولوياتهم. فلقد كشف تقرير Swim Safer أن نصف الأطفال الأستراليين لا يلتحقون بدروس السباحة، وأن 41% من الأهالي ليس لديهم النية بتسجيل أطفالهم للبدء بهذه الدروس على الرغم من أن الصيف هو الفصل الذي يشهد أكثر حالات الغرق.
كما وجد البحث الذي أجرته أن أكثر من نصف الأهالي الأستراليين لديهم مهارات بسيطة أو غير كافية من السباحة.
وقد أطلقت مؤسسة Swim Australia مبادرة بمناسبة أسبوع السباحة الآمنة الذي يبدأ اليوم، تهدف إلى دفع المزيد من الأطفال الذين هم بخطر للالتحاق بدروس لتعلم مهارات السباحة لأنها تعتبر منقذة للحياة.
ووعدت هذه المؤسسة بجعل دروس السباحة في المتناول من خلال التبرع بكلفة درس واحد (أو 20 دولارا) لمساعدة مزيد من العائلات على تسجيل أطفالهم بالدروس، مما يساعد أيضا قطاع السباحة الذي تأثر كثير بسبب جائحة كوفيد 19.
ويقول Brendon Ward المدير التنفيذي لSwim Australia إن الجائحة منعت الكثيرين من الالتحاق بهذه الدروس المهمة لإنقاذ الحياة وتخوف من أن يؤدي تراجع اهتمام الأستراليين بتعلم السباحة إلى نشوء جيل بأكمله لا يعرف بديهيات السلامة، داعيا إلى العودة بسرعة وانتظام لتعلم تلك المهارة الأساسية.
وقد تحدثنا مع السيد حمد علوش الذي عمل في وقت سابق كمنقذ للحياة في أحد المسابح العامة في مدينة ملبورن فقال "تعلم السباحة أهم من تعلم كل أنواع الرياضات الأخرى" وروى كيف أنه شاهد بعض الأطفال الذين كانوا على وشك الغرق في غضون لحظات قليلة، ودعا الأهل إلى ضرورة البقاء على مسافة قريبة من الأطفال في الماء ومراقبتهم الدائمة.
وكشف البحث الذي أجرته مؤسسة Swim Australia أن ثلث (30%) من العائلات الأسترالية اعترفت بأنها تعرضت لتجارب خطيرة قريبة من الغرق، وأن 34 بالمئة من الأهالي لا يثقون بقدرة أطفالهم على النجاة من المياه في حالة طارئة.
وأشار آخر تقرير لمؤسسة التي تدعمها الحكومة الفدرالية، إلى أن عدد الذين فقدوا حياتهم بين الأول من تموز يوليو 2018 والثلاثين من حزيران يونيو 2019 بلغ 276 شخصا، بارتفاع 10 بالمئة عن العام الذي سبقه. كما ونجا 584 شخصا آخر من حوادث غرق.
ويقول التقرير أن ذلك العام الذي كان من أكثر الأعوام ارتفاعا في درجات الحرارة قد أدى بالفعل إلى زيادة في عدد حالات الغرق بنسبة 17 بالمئة مقارنة مع المعدل الوسطي على مدى عشرة أعوام.
وجاءت الأنهر في أعلى القائمة، حيث غرق 29% ، ، كما وأشارت الأرقام إلى أن الفئة العمرية بين 45 ألى 55 شكلت 15% من إجمالي الوفيات الناتجة عن الغرق، وهي أكبر نسبة
وأشار التقرير إلى أن هناك فئات تعتبر أكثر عرضة لخطر الغرق ومنها الجاليات المتعددة الثقافات، السكان الأصليين، وذوي الدخل المنخفض، والذين يعيشون في مناطق نائية.
وتعترف Royal Life Saving Australia ان كلفة دروس السباحة، والوصول على منشآت السباحة، والاختلافات الثقافية عادة ما تشكل عوائق أمام تعلم هذه المهارات الأساسية في هذه الفئات.
استمعوا إلى اللقاء مع حمد علوش في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.