على الرغم من مرور عشرين عاما على حادثة غرق القارب SIEV X في مياه المحيط في الطريق ما بين اندونيسيا وأستراليا، مازال الغموض يلف تفاصيل غرق القارب وأسباب عدم تدخل البحرية الأسترالية في انقاذ من كان على متنه.
في شهادة حية حول غرق القارب SIEV X، ناجٍ من الغرق يقول "قصدنا أستراليا كلاجئين فلم تسارع لانقاذنا."
قال رجلٌ نجا من الغرق "باعجوبة" في حادثة قارب اللجوء المعروف بالرمز SIEV X إن جميع ركاب المركب الغارقة كان يقصدون أستراليا طلباً للجوء إلا أنها حتى لم تمد لهم يد المساعدة لتنقذهم من الغرق.
عصام عصفور الذي يبلغ من العمر اليوم 59 عاماً ويعيش في السويد كان من بين ما يقارب 400 طالب لجوء كانوا على متن القارب متوجهين من أندونيسيا إلى أتسراليا عبر البحر من أجل حياة أفضل.
وبنبرة حزينة مليئة بالندم، تحدث عصام إلى أس بي أس عربي 24 عبر الهاتف قائلاً "لقد قصدت أستراليا فكدت أموت وخسرت ولدي ولم يتم منحي اللجوء هناك."
حادثة غرق القارب هذه حصلت في 19 تشرين الأول 2001. ورغم مرور 20 عاماً على تلك الاحداث إلا أن عصام ما زال يذكرها بتفاصيلها.
"في ذلك اليوم، كانت الأجواء مخيفة جداً يرافقها لون مياه المحيط الهندي السوداء وسط سماء ماطرة وعاصفة وكنا ما يقارب 400 شخص على متن قارب متهرئة."
عصام لم يكن لوحده على ظهر ذلك المركب "المتهالك" بل كان بصحبة زوجته وأولاده الاثنين الذي كان يبلغ أكبرهم عمراً 19 عاماً وأسمه عمار.
ويقول عصام إنه لم يستخدم المراكب سابقاً ولم يكن على ظهر سفينة من قبل ولكنه كان قادراً منذ أول لحظة وضع قدمه في المركب القول بأن هذا المركب لم يكن مجهزاً لعبور المحيط الفاصل بين اندونيسيا وأستراليا.
"حافة المركب لا ترتفع عن الماء سوى نصف متر فقط فيما كان عدد الناس الذين على متنه يتجاوزون 400 من بينهم أطفال ونساء."
ويضيف عصام أنه بعد أن رأى المركب لم يستطيع أن يفعل أي شيء سوى أن "يسلم أمره إلى الله" في أشارة منه إلى اليأس من الوصول بآمان الى الجهة الثانية من المحيط "أستراليا".
يروي عصام إن اليوم كان يوم جمعة و"كان ماطراً وعاصفاً والظلام كان يغطي المكان عند مغرب ذلك اليوم فيما كان طائرة من البحرية الاسترالية تحوم بالقرب من القارب وتراقبه عن كثب."
بدأت المأساة، بحسب عصام، عندما توقف محرك القارب وبدأ بالتمايل من اليمين إلى اليسار. "كنّا جالسين عند جهة اليسار من القارب وعندما بدأ بالتمايل قمنا بالقاء الحقائب في الماء والتفرق في أنحاء القارب ولكن هذا الاجراءات لم تنجح."
ويوضح عصام "بدأت المياه تدخل إلى القارب وبالفعل دخل الجزء الايسر منه حيث كنت أجلس في الماء. غطاني الماء وغطست في الماء لثلاثة أو أربعة أمتار وأحسست بطفلة تمسك بي ولكن لا أعرف بعد ذلك ربما هي أفلتتني أو أنا حررت نفسي منها لكي أطفوا على السطح."
ويقول عصام إن مياه المحيط مالحة مما يجعلها تدفعنا إلى السطح وقد تمسكت بقطعة من خشب القارب فيما تمسك آخرون بقطع أخرى. "ومن بعيد رأيت زوجتي ممسكة بقطعة خشب وابني الآخر وقد سعينا للتمسك بقرب بعضنا البعض."
ويشدد عصام في حديثه مع اس بي أس عربي 24 على أنه كان يسمع صوت ولده "عمار" من بعيد لكنه أختفى بعد ساعتين من الحادثة. "الوضع أستمر لحوالي 20 ساعة حتى طلوع الشمس في اليوم التالي" بحسب عصام الذي قال أن قارب صيد أندونيسي أنقذهم ووفر لهم الملابس حتى يستطيعوا المقاومة بسبب برودة الجو.
ويضيف "لقد أخذونا إلى الفندق وكنا حوالي 45 ناجٍ من القارب ونجينا أنا وزوجتي وابني الصغير." وبعد وصولهم إلى الفندق حضر فريق من الامم المتحدة لزيارتهم وأخذ طلباتهم بالحصول على اللجوء.
ويقول عصام "لقد حصلت على اللجوء في السويد أنا وزوجتي وأبني الصغير أما ابني عمار فلم أره منذ افترقنا على القارب." ويؤكد أنه ما كان ليغامر بالذهاب إلى استراليا عبر البحر لو كان عرف بوضع القارب وخطورة البحر.
ويختم عصام حديثه بالقول "لقد توجهت لأستراليا طلبا للجوء فكدت أموت وخسرت ولدي الكبير ولم أحصل على للجوء فيها.