خطوات عملية لتعامل أفراد العائلة في ظل الحظر الصحي بسبب كورونا

الأمهات في ظل الإعلاق  ماذا عليهم أن يفعلن؟

الأمهات في ظل الإعلاق ماذا عليهم أن يفعلن؟ Source: Pixabay

المستشارة الأسرية رند فايد: هذه خطوات لخلق بيئة متفاعلة داخل المنزل بين الوالدين وأفراد العائلة بمختلف أعمارهم


أسهم الحجر الصحي بسبب جائحة كورونا في تغيير تفاصيل يومنا وأسلوب حياتنا، وحفزنا على إنشاء طرق جديدة للتواصل في العلاقات الأسرية داخل المنزل بين الوالدين والأطفال .حول أهم الخطوات المتبعة لخلق بيئة متفاعلة داخل المنزل، سألنا أخصائية الإصلاح الأسري والمستشارة النفسية الأسرية رند فايد عن هذه الخطوات فأوضحت


 النقاط الرئيسية:

  • على الوالدين تخصيص وقت بسيط لارتشاف قهوة الصباح وتصفية الذهن قبل بدء اليوم.
  • الفئة العمرية من 6-13 عاما يحبون الروتين ويجب ترويض ذلك.
  • الأم عليها ثلاث مهام يومية: أن تكون مُدرسة، وأم، ومهنتها، فخذي الأمور ببساطة.
  إن الخطوة الأولى تبدأ من الوالدين: فهما أساس المنزل، لذلك يجب أن يدركا أن المحافظة على صحتيهما النفسية والجسدية هامة جدا، لأن  هناك علاقة وطيدة بين الصحة النفسية والجسدية. فهما مترتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا. فخلل أحدهما ينعكس على الجانب الآخر سلبا أو إيجابا. أي لوكان أحد الوالدين نفسيته سيئة فسيؤثر ذلك على أعضاء الجسد، ويدخل الشخص في حالة من الخمول والتعب السريع مع صعوبة التنفس وتتابع الأمراض الجسدية، والأمر كذلك لوكان هناك مرض عضوي، اذا لم يعالج طبيا ونفسيا سيؤثرعلى المزاج والعطاء و التفاعل على كلا الوالدين و بالتالي على الأسرة بكاملها.

وتقول في نصيحتها الثانية للوالدين، يجب تخصيص وقت لكليهما أو أحدهما قبل بدء اليوم، بحيث يستيقظا مبكرا قبل باقي أفراد العائلة، لقضاء فترة زمنية بسيطة، أقلها عشر دقائق لارتشاف قهوة الصباح لتصفية الذهن مصحوبة بموسيقى محببة والاستغراق في حالة معقولة من التأمل الصباحي. المهم تحديد وقت يومي مخصص لكليهما معا أولأحدهما لشحن بطارية الجسم و الذهن وتجديد الطاقة لبدء يوم جديد ونفض ضغوط اليوم السابق .

وتابعت أن الخطوة الثالثة هي أن الاولاد بطبيعتهم يقلدون آبائهم أكثر بكثير من النصائح الشفهية المباشرة، فهم يجدون صعوبة بتقبل النصائح المباشرة، لكن بمجرد مشاهدتهم لطريقة تعامل الوالدين في إدارة الأزمة وتصرفهم الحكيم والتفاعل الايجابي، هذا التصرف سيترسب  في اللاوعي لدى الاولاد على أنه هو التصرف السليم، فينعكس ذلك على سلوكهم اللحظي والمستقبلي عند مواجهة أي أزمة، بحل أي مشكلة وفقا لما شاهدوه من الوالدين تلقائيا. وتضيف، لذلك من المهم أن يكون تصرفهما متزنا نفسيا ولايقع أحدهما أو كلاهما في العصبية أوالخوف المفرط ممايسبب قلقا للأولاد ويعتبرون أن هذا هو التصرف السليم لاحقا فيقلدونه.
رند فايد مستشارة نفسية وأسرية
المستشارة النفسية والأسرية رند فايد Source: Supplied
من جانب الأبناء:أوضحت المستشارة النفسية والأسرية وأخصائية الإصلاح الأسري رند فايد وهي أم لثلاثة أطفال، أن هناك طرقا مختلفة لتعبئة وقت فراغ الأولاد وفقا للفئة العمرية.

الفئة الأولى، الفئة العمرية من 6-13 عاما، تقول:" في هذا العمر الأطفال يحبون الروتين، وعقلهم مبرمج على حب هذا الروتين، لذك يجب على الأم عمل جدول أسبوعي يتجدد، مع ثبات بنود هامة فيه مثل: تثبيت موعد الوجبات الرئيسة كالفطور، والغداء، والعشاء حتى يتبرمج عقلهم وجسدهم على ذلك دون أن يزعجوا الأم يوميا بأسئلة مثل متى سنأكل؟ فهي بهذه الحالة تتفادى أي حالة تشويش لها .
Coronavirus kid
Source: Getty Images
على الجانب الآخر، يجب أن تضع الأم في الجدول أنشطة ذكية متنوعة داخل المنزل مثل: تخصيص وقت لإنعاش ذاكرتهم باللغة الأم، أو الدردشة لتعليمهم عن حضارة وتاريخ بلدهم الأم ا خاصة وأن العائلة حاليا تمتلك وقتا مقبولا إلى حد ما في حالة الحظر. وقيام أفراد العائلة بالدراسة و العمل من المنزل .

فيما أضافت، أنه لابد من تخصيص أحد مساءات الأسبوع لمشاهدة فيلم مناسب لأفراد العائلة، مع تخصيص وقت لممارسة الرياضة المنزلية بطريقة مرحة غير مملة أو روتينية مع الأولاد تخرجهم من حالة الملل أو التعب، مع الأخذ بالاعتبار أن تكون هذه الرياضة مختلفة تماما عن الحركات التي تعود عليها الأطفال في المدرسة، أي أن تكون الرياضة مبدعة وخلاقة تشعرهم بالمرح .كما ألمحت إلى أن هناك طريقة جيدة ومتفاعلة لتطوير مهارات الأولاد من خلال مشاركتهم بمهارة يمتلكها أحد الوالدين فيعلمهم إياها بطريقة اللعب والمشاركة.
المرحلة العمرية من 13- 18 عاما، تقول المستشارة الأسرية رند فايد:"هذه الفئة يجب أن يلتفت لها الأب أكثر من الأم في هذا الوقت الصعب. لذلك يجب التعامل مع هذه الفئة العمرية بشكل ذكي وإيجابي باستثمار الوقت أثناء تواجد الوالد في المنزل، لأن هذه المرحلة، هي مرحلة الصداقة وبلورة الشخصية. لذا، لابد من معرفة اهتماماتهم بطريقة لا تشعرهم بالفضول والتدخل، وإنما بتتبع مايحبون ثم توجيههم بذكاء. كالمشاركة باهتمامتهم باللعب الالكتروني ومعرفة التطبيقات التي يستخدمونها للتفاعل معهم. وهي فرصة للمراقبة الذكية. أوممارسة القراءة الجماعية إذا سمحت الفرصة والنقاش بعد الانتهاء من قراءة الكتاب.

الفئة العمرية من 18- وأكبر: هذه الفئة - بالطبع - التعامل مها مختلف تماما مع سابقتها، لأنها وصلت لمرحلة النضج، لذلك يجب المبادرة بالسؤال عما يرغبون أن تقوم به العائلة مع بعضها البعض، وتفقد مزاجهم الشخصي، خاصة لدى الفئة الصامتة منهم. لذا، تقول المستشارة النفسية رند فايد: " لابد من استغلال  المرافق الهامة في المنزل كالحديقة المنزلية للتفاعل العائلي لممارسة أي نشاط يكسر حالة الحظر أو الملل، ويمكن اعتبار هذه الحديقة الصغيرة مكانا لنزهة خارجية مصغرة  لقضاء وقت ممتع إذا كان الجو مناسبا لأكثر من نشاط .وبشكل عام، تقول:" على الأهل تحاشي السماع للأخبار السيئة أول اليوم  أوآخره، وإنما يكون الاستماع ومتابعة الأخبار خلال اليوم مع الابتعاد عن الأشخاص السلبيين.

وتختم حديثها للأم بنصيحة خاصة لها فتقول: "أنت تحديدا مطلوب منكِ ثلاث مهام يومية بشكل دائم وكامل، أن تكوني مُدرسة، وأم، بالاضافة لعملك ومهنتك، لذلك أنصحكِ أن تأخذي الأمور ببساطة وأن تكوني رحيمة بنفسك". 


شارك