"الرياضة ليست رفاهية": هل تتخلي الأسر العربية عن الأنشطة الرياضية للأبناء في ظل الغلاء؟

MicrosoftTeams-image.png

مها مأمون وطفليها

هل ترى الأسر العربية أن الأنشطة الرياضية خارج المدرسة أمرا أساسيا لا يمكن الإستغناء عنه؟ أم تعتبرها رفاهية يمكن التخلي عنها مع ارتفاع أسعار احتياجات الأسرة الاساسية؟


النقاط الرئيسية:
  • خفضت العديد من الأسر الأسترالية نفقاتها مؤخرا بسبب استمرار أزمة غلاء المعيشة
  • ارتفع الإنفاق على الغذاء بنسبة 5.8 في المائة ولكن يقول الخبراء إن هذا انعكاس لارتفاع أسعار المواد الغذائية
  • تشير الأرقام أن تكلفة النشاط الواحد لطفل واحد فقط تصل إلى 1859 دولارًا سنويًا
"يمكن أن أقلل الإنفاق على العديد من الأشياء مثل تناول الطعام في المطاعم ولكن لا يمكنني حرمان أولادي من ممارسة الرياضة."

هكذا تشرح رشا سليمان أهمية الأنشطة الرياضية خارج المدرسة لأولادها.

تقيم رشا في مدينة سيدني ولديها ولدان على أعتاب مرحلة المراهقة لذلك ترى أنه من المهم شغل أوقات فراغهما بشئ مفيد.

تضيف رشا: "الفراغ أمر سيء للأطفال وخصوصا أولئك الذين هم في سن المراهقة."

"البديل عن الرياضة سيكون قضاء المزيد من الوقت على الأجهزة الإلكترونية وذلك مؤذي على المستوى الجسدي والعقلي."
خفضت العديد من الأسر الأسترالية نفقاتها مؤخرا بسبب استمرار أزمة غلاء المعيشة ولكن تقوم كل أسرة بترتيب أولوياتها بشكل مختلف.

فهل ترى الأسر العربية أن الأنشطة الرياضية خارج المدرسة أمرا أساسيا لا يمكن الإستغناء عنه؟ أم تعتبرها رفاهية يمكن التخلي عنها مع ارتفاع أسعار احتياجات الأسرة الاساسية؟

تتفق مها مأمون مع رشا حول أهمية الرياضة في خلق حياة صحية للأطفال. ولكنها ترى ايضا أنه يمكن التخلي عن بعض الأنشطة لعدم وضع أعباء إضافية على ميزانية الأسرة.

رغم رغبة مها في تعلم أطفالها أحد الفنون القتالية اضطرت إلى وقف اشتراك رياضة الكاراتيه بسبب ارتفاع أسعار الأنشطة الأخرى.

تقول مها: "قاموا برفع سعر حصة تعلم السباحة على سبيل المثال. برروا الزيادة بأن تكاليف إدارة المكان مثل فواتير الكهرباء وأشياء أخرى ارتفعت مؤخرا."

"ابني الصغير أخبرني أنه يود الاستمرار في ممارسة رياضة الكاراتيه وهذا يشعرني بالحزن."

مع استمرار ارتفاع أسعار احتياجات الأسرة الأساسية تضطر الكثير من الأسر إلى التخلي عن بعض بنود الإنفاق الأخرى أيضا.

تظهر أحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الأسترالي (ABS) أن إنفاق الأسرة على السلع والخدمات التقديرية - أي غير الأساسية - قل بنسبة 0.6 في المائة مقارنة بشهر مايو من العام الماضي.

يأتي معظم الانخفاض في المشتريات التقديرية من الأشخاص الذين لا ينفقون الكثير على المفروشات والمعدات المنزلية، وكذلك الملابس والأحذية.

على الجانب الآخر، ارتفع الإنفاق على الغذاء بنسبة 5.8 في المائة ولكن يقول الخبراء إن هذا انعكاس لارتفاع أسعار المواد الغذائية.
kids.jpg
أبناء مها مأمون بملابس الكاراتيه
ترى مها أن الرياضة "ليست رفاهية".

تقول مها: "نحن هنا كمهاجرين ليس لدينا أهل نا ولا توجد الكثير من الأنشطة التي يمكننا القيام بها كما هو الحال في بلادنا."

"أيضا لا يوجد نادي رياضي للأطفال يمكنهم قضاء الوقت فيه لذلك يشعر الأطفال بالملل مما يجعل ممارسة الرياضة أمرا مهما للغاية."

ولكن رغبات وطموحات الأسرة والأطفال فيما يتعلق بالأنشطة الرياضية تصطدم أحيانا بالواقع المادي الذي بات مقلقا للكثيرين.

تشير الأرقام أن تكلفة النشاط الواحد لطفل واحد فقط تصل إلى 1859 دولارًا سنويًا مما يعني أن تكلفة الأنشطة قد تصل إلى 3.8 مليار دولار سنويا في أستراليا.

بحسب موقع Mozo أيضًا فإن الأنشطة تصبح أكثر تكلفة بمرور الوقت بسبب مشاركة الأطفال في المسابقات وزيادة عدد مرات التدريب.

تقول رشا إنها رغم رفضها التخلي عن الأنشطة الرياضية كلية فإنها تتعامل بمرونة مع نوع الرياضة والمكان الذي يمارسها أولادها فيه إذا كان ذلك يعني تكلفة أقل.

تقول رشا: "الرياضات الجماعية تكون أرخص في التكلفة لذلك لا مانع من تغيير نوع الرياضة."

"على سبيل المثال أفكر استبدال رياضة السباحة بالـAFL لأحد أبنائي لأنها رياضة جماعية وفيها تفاعل جيد مع أطفال آخرين وتكلفتها أقل."

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على

شارك