فيصل اسحق أحمد كان واحدا من بين المعتقلين في جزيرة مانوس في معتقل اللاجئين، وكان في السابعة والعشرين من العمر.
فيصل الذي قدم من منطقة دارفور في السودان طلبا للجوء في أستراليا، أرسل مثل غيره من طالبي اللجوء الذين وصلوا عبر القوارب في البحر إلى جزيرة مانوس التابعة لبابوا نيو غينيا، وقد تم منحه صفة اللجوء منذ حوالي أكثر من عام.
فيصل مات السبت في الرابع والعشرين من شهر كانون الأول ديسمبر 2017.
ويقول صديقه وأحد المعتقلين هناك، عبد العزيز، أن فيصل كان يشكو من مشاكل صحية في القلب والمعدة منذ حوالي ثمانية أشهر وكان يذهب إلى المركز الطبي في المعتقل لكنه لم يتلق تشخيصا أو علاجا لحالته.
ويروي عبد العزيز أن يوم الأربعاء الماضي، اشتدت حالة فيصل سوءا، فذهب لزيارة المركز الطبي التابع لشركة متعاقدة مع وزارة الهجرة على توفير العناية الطبية اللازمة للمعتقلين، غير أن الممرضة التي عاينته طلبت منه العودة إلى المخيم. وبعدما علم المعتقلون بهذه الحالة تنادوا لتوقيع عريضة شكوا فيها من سوء المعاملة الطبية التي تلقاها فيصل، ورفعوها إلى مندوبي وزارة الهجرة، لكنهم لم يتلقوا أي رد على مخاوفهم.
نُقل فيصل، بحسب ما قاله عبد العزيز، إلى قسم آخر في المعتقل، وهو قسم مخصص لمن لديهم حالات تستوجب اهتماما أكبر، لكنه حالته لم تكن على ما يرام، فأخذ يتقيأ ثم شعر بدوار ووقع على أرض الحمام وكان ينزف من الرأس.
ويقول عبد العزيز، إن شخصا كان متواجدا معه طلب مساعدة رجال الأمن الموجودين في المعتقل، فأتوا واتصلوا بالطبيب الذي حاول معالجة فيصل لكنه لم يستطع فعل شيء، فنقل فيصل إلى المستشفى المحلي الذي أعلن حالة الطوارئ، ولم يسمح لأحد بالدخول. في هذه الأثناء وصلت الأنباء إلى الرجال الآخرين المعتقلين فطلبوا معرفة ماذا حصل له، لكنهم تلقوا رسالة صباح يوم السبت في الرابع والعشرين من كانون الأول ديسمبر تعلمهم بأن فيصل بحالة سيئة.
في تلك الأثناء كان فيصل قد نقل إلى مستشفى في مدينة برزبن الأسترالية، لكنه فارق الحياة.
ويقول عبد العزيز إنه يعتقد أن فيصل توفي في مانوس بعد وقوعه أرضا في الحمام وكسر جمجمته. لكننا لم نستطع تأكيد هذه المعلومات.
شعر المعتقلون بالغضب والصدمة بعد معرفتهم بنبأ الوفاة، ويقول عبد العزيز إنهم عبروا عن ذلك بطرد حراس الأمن خارج المعتقل، وتكسير بعض الكراسي والطاولات في المطبخ، وإطلاق عبارات الحزن والغضب، وقد استمرت حالة الشغب لحوالي أربع ساعات، حيث عادت بعد ذلك الأمور إلى الهدوء لكن جميع المعتقلين ما زالوا بحالة صدمة.
هذا وطالبت مجموعات الدفاع عن اللاجئين بإنشاء مفوضية ملكية للتحقيق في نوعية الرعاية الصحية التي يتلقاها المعتقلون، بينما دافع رئيس الوزراء ملكوم ترنبول عن سياسة الحكومة الخاصة بحجز طالبي اللجوء خارج الأراضي الأسترالية.
استمعوا إلى هذا اللقاء مع عبد العزيز من داخل معتقل مانوس، وقد أجرته معه إيمان ريمان.

Source: SBS Arabic24