شرعت المدارس في نيو ساوث ويلز أبوابها وتحلت بالزينة والبالونات واليافطات التي تحمل عبارات الترحيب والسعادة، تيمنا بعودة الطلاب الى صفوفها.
والتقى ميكروفون أس بي أس عربي24، عددا من الأهالي والطلاب والمعلمين في المعهد الماروني للعائلة المقدسة فس سيدني، للحديث عن سعادة اللقاء بالأصدقاء الممزوجة بمخاوف الإصابة بكورونا والفرح الملون بالقلق بعد أشهر من الدراسة عبر الإنترنت.
الملاعب تعج بالأولاد وما أعذبه من ضجيج، ويا لها من لذة أن نسمع هتاف الأطفال، وأن تطرب أرض الملاعب على رنين أقدامهم.
وتتراقص حركاتهم على أنغام تنقلهم وتواجدهم الثمين في رياض وصفوف المدارس إيذانا بعودة الحياة الطبيعية.
وهكذا عاد الطلاب بأجواء الفرح والترقب ومشاعر البهجة الممزوجة بالقلق بعد إغلاقات متكررة هادفة لكبح جماح كورونا في كبرى المدن الأسترالية لتتحول معها مرارة البعد الى فرحة اللقاء بعد أزمة لم يشهد لها عالمنا مثيلا.
وقالت الأخت مرلين شديد من المعهد الماروني للعائلة المقدسة في هاريس بارك، لميكروفون أس بي أس عربي 24: "فرحتنا لا توصف، عودة الطلاب الى الصفوف هي عودة الفرح الينا وعودة الحياة الى طبيعتها، أدمعت عيوني لرؤيتهم وهم اليوم منشغلون بكتابة أسطر لشكر أهلهم الذين تعبوا ورافقوهم وساعدوهم خلال أشهر الدراسة عن بعد بشكل خاص."

Schools welcome students with Balloons and decorations after lockdown Source: Jamileh Fakhri
وفي الوقت الذي كان فيه التعليم عن بعد الخيار الأفضل، يبقى أن المدارس الفارغة من الطلاب ليست سوى أبنية من حجر بحاجة لدفء البشر: "المدرسة دون ضجة الأطفال فارغة باردة لا تسمى مدرسة."
ومع عودة التعليم وجها إلى وجه، لا تزال هناك بضعة مدارس مغلقة بهدف التعقيم والتنظيف بسبب حالات إصابة بكوفيد-19، لذا لن يتراخى القيّمون على المدارس في تطبيق الإجراءات الوقائية لتفادي إي إغلاق محتمل والحفاظ على سلامة الجميع والعمل جارٍ على التأكد من تهوئة الصفوف بشكل جيد كما ينظر الأخصائيون في وضع تدابير لإدخال الإختبارات السريعة لكورونا إلى المدارس.
ويرى الأخصائيون الطبيون أن احتمالية انتقال العدوى في المدارس هي أقل منها في المنازل، ومع ذلك يجب على الطلاب الثانويين ارتداء الكمامات لخفض احتمال الإصابة بكورونا.
وأعرب عدد من الأهالي عن سعادتهم بعودة أبنائهم إلى الصفوف المدرسية بالرغم من شعورهم بعدم اليقين أو القلق بشأن كورونا الذي لم يختفي بعد ويتوجب على عالمن االتعايش معها.
ورأى البعض الآخر أن العودة للتعلم وجها إلى وجه في الفصل الأخير من السنة الدراسية غير مجدية، فيما تحفظ البعض على التوقيت وعبر البعض الآخر عن الإرتياح والاطمئنان أكثر في أوقات الدراسة من المنزل: "أقل من شهر وتنتهي السنة الدراسية، الأمر لا يستحق العناء، تعودنا وبرعنا في مساعدة أولادنا بالفروض المدرسية، أبقينا أولادنا في البيت لأربعة أشهر من الإغلاق للحفاظ على سلامتهم، لماذا المخاطرة الآن باحتمالية الإصابة بكورونا، المنزل أكثر أمنا لهم من المدرسة."
ولم تختلف المشاعر بالعودة الى المدارس من عائلة الى أخرى فحسب، لا بل تباينت الآراء ما بين أمهات وأولادهن ضمن العائلة الواحدة بين مؤيد لعودة الطلاب إلى المدارس ومن يفضل الدراسة من المنزل.
ويقول رئيس حكومة نيو ساوث ويلز، إنه من الممكن أن تكون هناك حالات إصابة إيجابية متفرقة بكورونا في بعض المدارس، إلا ان البديل الذي لا يمكن تطبيقه الى ما لا نهاية هو إغلاق كل المدارس.
وتبقى الإجراءات الأساسية من غسل اليدين والتعقيم وارتداء الكمامة أساسية للحفاظ على السلامة من كورونا.
نتمنى لكم عودة آمنة الى المدارس على أمل ان تعتلي الفرحة وجوهكم وتغمر السعادة قلوبكم دوما وأن يكون النجاح حليفكم.