طلبت حملة بعنوان أو "ارفعوا صوتنا" من شباب استراليين تحت سن الحادية والعشرين أن يكتبوا خطابا قصيرا حول رؤيتهم للمستقبل ليقرأها النائب المحلي لمنطقتهم في البرلمان الفدرالي في كانبرا.
- المشاركة في هذه المبادرة مفتوحة لغاية 21 أيلول/سبتمبر
- الشباب يعانون من صعوبة إيجاد عمل والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية ويتخوفون من سياسات ستنعكس نتائجها عليهم في المستقبل
- الشباب العربي يحاول التوفيق بين الهوية العربية والهوية الأسترالية والفرق بين العادات والتقاليد
وتهدف هذه المبادرة إلى إيصال أصوات الشباب الاستراليين من مختلف أنحاء البلاد إلى البرلمان، وإلى تنمية جيل جديد من القياديين وصناع القرار.
ويجب ألا يتجاوز الخطاب الذي سيقرأه النواب في البرلمان باسم الشباب 200 كلمة لتكون مدته دقيقة ونصف، ويجيب على السؤال: ما هي رؤيتك لأستراليا بعد عشرين عاما من الآن؟
ومن المسائل التي أثارها بعض الشباب لغاية الآن: خوف الشباب على مستقبل البيئة والمناخ خاصة بعد الحرائق والجفاف الذي يؤثر على الطبيعة الاسترالية.
كما أثيرت مسألة إشراك النساء والمهاجرين واللاجئين وغيرهم من المجموعات المهمشة في العمل السياسي، ومسائل حول الصحة العقلية والمصالحة مع السكان الأصليين.
ويقول الشاب رشيد غيه الذي يتابع دراساته العليا في علم النفس في جامعة ملبورن إن أهم المسائل التي تقلق الشباب الآن هي العمل والدراسة والقضايا الاقتصادية.
"من أهم التحديات التي تواجه الشباب في أستراليا هي إيجاد عمل، كذلك الدراسة وقضايا الاقتصاد كغلاء المنازل مثلا والتي تمنعنا من تحقيق أحلامنا، كما وأن هناك مسائل الصحة النفسية والبيئة".
ويقول رشيد غيه إن الشباب قلق أيضا من قرارات يأخذها السياسيون الآن من شأنها أن تؤثر على حياة الشباب في المستقبل.
"السياسيون يأخذون قرارات تؤثر علينا بالمستقبل فنحن الذين سنتحمل نتائجها. قرارات قد تؤدي إلى مشاكل تظهر في المستقبل مثل البيئة والديون العامة".
ويقول رشيد إن هناك مسائل أخرى تواجه الشباب من أصل عربي في أستراليا مثل اختلاف الثقافة بين المنزل والمجتمع الأوسع.
"ليس من السهل التوفيق بين الهوية العربية والأسترالية، فأنت لست أستراليا فقط أو عربيا أو مسلما فقط، وهذا يحتم أن تركز على جانب واحد من شخصيتك وهويتك حسب الموقف الذي تجد نفسك فيه".
ويقول رشيد إن التمثيل السياسي للشباب من أصل عربي غير كافٍ في المعترك السياسي الأسترالي.
"يجب أن يكون هناك تمثيل سياسي أكبر لكي يصل صوتنا أكثر، ولو كانت هناك مجموعة تعمل على تشجيع الشباب على الانخراط بالشأن العام والشأن السياسي لكان ذلك سيشجع الكثيرين منا على دخول الحياة السياسية ويعطينا الأمل. عندي أصدقاء كثيرون متحمسون لهذا لكن هناك عقبات تصعب هذه الطموحات".
وتتوافق الشابة أليسا أبو عيسى وهي طالبة علوم طبية في جامعة ملبورن في الرأي مع رشيد خاصة لناحية إيجاد عمل.
"القضايا التي يعاني منها الشباب في أستراليا بشكل عام تعتمد بشكل خاص على إيجاد فرص عمل رغم وجود فرص عمل لكن الشباب يعانون من هذا الموضوع، أتمنى لو كان بإمكاننا أن نجد أشخاصا أو منظمات تساعد الشباب المتخرجين في إيجاد عمل".
أما عن الشباب العربي في أستراليا فتقول أليسا أبو عيسى إن هناك مسائل العلاقة مع الأهل واللغة والتفاهم.
"أرى أن المشاكل التي يعاني منها الشباب العربي بشكل خاص هي المشاكل الاجتماعية، فنحن العرب نحب الاختلاط، نحب أن نكون موجودين في مجتمع كبير، وهنا تأتي مشكلة علاقة الشباب مع الأهل، فما ألاحظه من المجتمع المحيط أن المشكلة بين الأهل والأولاد هي مشكلة اللغة والتواصل، وبعدها تأتي مشكلة الاختلاف في العادات والتقاليد العربية والاسترالية، لكن قد يغيب عن الأهل في أستراليا أن المجتمع في الوطن العربي يتغير أيضا، وأفضل حل لهذه المسألة هو التفاهم والثقة بين الأهل والأبناء".
وتقول أليسا أبو عيسى إنها لا ترى تمثيلا للشباب العربي في المشهد السياسي في أستراليا، لكن ربما يكون هذا التمثيل أفضل في وسائل الإعلام.