تتعرض الحكومة الأسترالية إلى انتقادات لاذعة من قبل دول المحيط الهادئ بسبب دورها السلبي في معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبدأ منتدى جزر المحيط الهادئ في جزيرة توفالو هذا الأسبوع بأجندة يعتليها مسألة الاحتباس الحراري وتأثيرها على الجزر المحيطة بأستراليا. وكانت أستراليا قد أعلنت عن عزمها تقديم مبلغ 500 مليون دولار لمساعدة الدول المحيط الهادئ لمواجهة التلوث. وقال رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، :"إن هذه الأموال، التي خُصصت من ميزانية المساعدات الدولية، ستسمح لجزر المحيط الهادئ بالاستثمار في الطاقة المتجددة وتعزيز قدرتها على مكافحة آثار الاحتباس الحراري."
ووجهت جزر المحيط الهادئ انتقادات لكانبرا رغم المساعدات، حيث قال رئيس وزراء جزيرة فيجي إن على أستراليا أن تقوم بالحد من معدلات انبعاث غاز الكربون لديها أيضا. وقال الدكتور جمال رزق المحاضر في جامعة غرب سيدني والخبير البيئي إن انتقادات قادة الدول المجاورة مبررة. وقال رزق "هذه الدول صغيرة وليست بحاجة الى تكثيف الجهود لمواجهة الاحتباس الحراري على عكس أستراليا." وأضاف "على أستراليا مواجهة مشكلة التلوث على أراضيها أولا."
لكن الدكتور رزق يرى أن وصول تأثير الانبعاثات التي تخرج من أستراليا إلى تدمير تلك الجزر هو أمر مبالغ فيه. وأضاف أن الترويج لتلك الفكرة قد يكون وراءه رغبة بعض قادة الجزر في الحصول على المزيد من المساعدات من أستراليا. وأكد الخبير البيئي إن التلوث "يؤثر على العالم بأسره وليس الجزر فحسب".

Source: AAP
ورفض رزق دعوات قادة الدول المجاورة بتخلي أستراليا عن استخدام، واعتبرها تدخلا في السياسة الداخلية الأسترالية. وقال "مطالبة أستراليا بالتخلي عن الفحم والاتجاه نحو الطاقة المتجددة ينُم عن عدم احترام هذه الدول للسيادة الأسترالية." لكن رزق لا يختلف مع فكرة هذا الطرح بشكل جذري، حيث شدد على ضرورة الالتزام بالطاقة النظيفة والمتجددة. واعتبر رزق أن إغلاق محطات الفحم "أمرا إنسانيا وأخلاقيا" قبل أي شئ. مؤكدا على أن الالتفات إلى الطاقة المتجددة يقلل من الأخطار البيئية والاقتصادية الناجمة عن الاحتباس الحراري.
استمعوا إلى اللقاء كاملا مع الدكتور جمال رزق الخبير البيئي والمحاضر في جامعة غرب سيدني في الرابط أعلاه