شرحت المستشارة النفسية هند صعب في حديث أجرته معها SBS عربي 24 أن هذا الاضطراب هو من حالات القلق التي تصيب الإنسان عند تعرضه لحدث مرعب يهدد حياته أو حياة الاخرين مما يترك أثر عاطفي شديد على تفكير وإحساس الشخص ويولد له الصدمة.
النقاط الرئيسية
- اضطراب القلق ما بعد الصدمة يصيب الصغار والكبار على حد سواء.
- أبسط الأمور يمكن أن تجعل الشخص يسترجع الذكريات الأليمة ويعيِشها مجدداً.
- طلب المساعدة من المتخصصين هو الطريق الأسلم للعلاج ولا مشكلة في أخذ الأدوية.
أوضحت السيدة هند أن الأشياء البسيطة قد تسبب للإنسان حدوث الصدمة إذا كانفي حالة ضعف نفسي أو يمر في ظروف صعبة فيكون عرضة للصدمات بشكل أكبر.
"وعادة ما تحصل هذه الصدمات نتيجة الحروب والظلم الاجتماعي والتعذيب النفسي والجسدي والجنسي والعنف المنزلي، إضافة إلى التنمر في المدرسة والعمل وحوادث السير والكوارث الطبيعية. كما أن جائحة كورونا بحد ذاتها تسببت للكثيرين بصدمات نفسية.
أضافت السيدة هند أنه لا يوجد إطار زمني لبدء اضطراب ما بعد الصدمة، ففي بعض الأحيان قد يحصل أمر معين بعد وقت طويل قد يذكر الشخص بالصدمة التي عاشها. كما قد تظهر في حالات أخرى بعد أسبوعين إلى ستة الأسابيع، ولكن في كل الحالات يعاني الشخص في الأسابيع الأولى جموداً عاطفياً بحيث لا يقوم بأي ردة فعل.
إن أبرز الأعراض التي يعاني منها المصاب باضطراب القلق ما بعد الصدمة هي تكرار الذكريات أو Flashbacks أو الاستذكار المفاجئ بحيث يتذكر ما عاشه فجأة فيعيش نفس الرعب مجدداً، إضافة إلى الكوابيس وتجنب الأماكن التي تذكرهم بالحادث والانطواء وفقدان الأمان والثقة بالنفس، كما قد يلجؤوا إلى المهدئات وشرب الكحول لتخفيف وطأة ما يمرون به.

Source: AAP
" بالنسبة للأطفال الذين يصابون باضطراب القلق ما بعد الصدمة فقد يختبرون نفس الأعراض كالبالغين إلا أنهم قد يتعرضون لتأخر في النمو فقد يتعلقون بصورة أكبر بالأهل ويعانون الخوف من البقاء لوحدهم كما قد يتعرضون للتبول اللاإرادي أثناء الليل.
تؤثر هذه الحالة على حياة المصاب اليومية، فنتيجة للعزلة يفقد الترابط مع الآخرين وحتى مع أقرب الناس إليه مما يؤثر على علاقاته الاجتماعية وعمله ودراسته. كما لا يمكن فصل الذهن عن الجسد فكل هذه الأمور سيكون لها عواقب على صحته الجسدية أيضاً.
شددت السيدة هند على أهمية طلب العلاج في الوقت المناسب للتخفيف من وطأة الأمور على المدى الطويل وخاصة أن المعالج النفسي يستطيع أن يساعد الشخص على تقبل الحدث والتعامل معه بطريقة صحيحة حتى يستعيد الأمان والطمأنينة وتدريجياً أيضاً إلى حياته الطبيعية.

Source: Getty Images
"يمكن أن يصل الأمر بالمصاب إلى حالات مستعصية إذا لم يطلب المساعدة فقد تتطور الحالة إلى الاكتئاب والهلوسة والهذيان والتوهم ".
كما شرحت السيدة هند أن عملية الشفاء تعتمد على جهد الشخص نفسه وتعامله مع الحالة. وبما أن الجاليات العربية قد عاشت الحروب فهي أكثر تأثراً بالصدمات لذا فإن الشفاء قد يتطلب وقتاً أطول أو يمكن أن يخلق لهم هذا الأمر مناعة شخصية ونفسية في حال واجهوا صدمات أخرى كما حدث مع جائحة كورونا التي رأى البعض أنهم طالوا عاشوا الحروب فهم قادرون على تخطيها.
وفي ختام الحديث وجهت السيدة هند نصيحة أي شخص بطلب المساعدة الفورية وإذا لم يكن مدركاً على من خوله أن يشجعونه ويدفعونه لطلب المساعدة لأن لا أحد لديه مناعة نفسية كاملة.
يمكنكم الاستماع إلى هذا اللقاء في التدوين الصوتي المرفق أعلى الصفحة.