بعد 14 عاما من تجرع الإهانات اليومية.. أم تروي قصة كسرها أغلال العنف المنزلي

Attendees at the 2018 march. Via Facebook

Attendees at the 2018 march. Via Facebook Source: No Excuse For Abuse

حفاظا على سرية السيدة، أجريت بعض التعديلات على صوتها.


 "تعض على جرحك لأجل أولادك، فأنت لا تريد تدمير عائلتهم واخراجهم من منزلهم".

بهذا الجواب وصفت ضحية عنف منزلي رفضت الكشف عن هويتها، سبب تحملها حوالي 14 عاما من العنف المنزلي اليومي.

وتشرح السيدة أن قرار الرحيل صعب، حتى بعد التعرض لعذابات يومية  وتقول إنك "لا تريد أن تصبح ضحية، وتترك أهلك، ومع مرور الوقت يصبح العنف المنزلي جزءا من حياتك، وبعد سنين تأمل أن تحدث معجزة".
SBS
Police marching during the 2018 event. Source: SBS
كما أكدت هذه الضحية على أن المرأة التي تتعرض للعنف المنزلي تكون "خائفة تشعر بالوحدة وتتطلع إلى مستقبل مجهول".

وبالرغم من وجودها في أستراليا، إلا أن ظلم المجتمع كان لها بالمرصاد وتقول" إن المجتمع في الماضي كان مختلفا، فقضية أن تترك المرأة منزل شريكها كان وصمة عار، وخوفا من العار اكتويت بنار سكوتي عنه وصمت".

وفي عام 2013، حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث اتجهت إلى مكان مسيرة No Excuse for Abuse المناهضة للعنف ضد المرأة،  بدافع الفضول، إلا أنها انضمت إلى جموع المشاركين.

وتقول" وجدت أن هناك أناسا يتحدثون عن العنف المنزلي ويرفضونه، لقد ساعدوني واستمعوا لي، لقد صدقوا قصتي، وهناك التقيت بعناصر من شرطة كامسي".

وفي البداية شرحت السيدة أنها حصلت  عبرمن قابلتهم على دعم نفسي لها ولأطفالها. ومنذ ذلك الحين، تشارك هذه السيدة بمسيرة No Excuse for Abuse كل عام، وتساعد من هن في حاجة إلى دعم ومساعدة.

 وخاطبت النساء اللاتي يتعرضن للعنف المنزلي بالقول" هناك أناس يودون مساعدتكم، ويصدقونكم وصعوبة الشيء تكمن في بدايته". وختمت قائلة" يمكنكِ التحرر من العنف المنزلي وبدء حياة جديدة سعيدة خاصة مع وجود مجتمع وأشخاص صالحين".وستشهد مدينة سيدني مسيرة No Excuse for Abuse  يوم الجمعة الموافق 29 نوفمبر.

الشرطة

من جهته قال مفوض شرطة منطقة كامسي بول ألبوري  إن العنف المنزلي أصبح قضية أكثر تعقيدًا وتطوراً  في أستراليا.وقال ألبوري إنه "لدينا حاليًا حوالي 175 ألف مكالمة تتعلق بحوادث العنف المنزلي كل عام" ، مضيفًا أن الشرطة تلبي نداء حادثة عنف منزلي واحدة كل 4 دقائق في نيو ساوث ويلز. وأشار ألبوري إلى أن ضحايا العنف المنزلي من النساء يتعرضن للقتل والخنق والاعتداء الجنسي وفي بعض الحالات الحرق والمضايقة والتهديد بالأسلحة النارية.

 وراثة العنف

وأوضح ألبوري إلى أن العنف المنزلي ينتقل عبر الأجيال، حيث يكون أحد الوالدين ضحية للعنف المنزلي ومن ثم ينقله إلى الأطفال. وشدد على أنه لا يمكن حل العنف المنزلي من قبل الشرطة وحدها، وأن الطريقة الوحيدة لحل العنف المنزلي هي توحيد المجتمع، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الخلفية.

كما أكد على أن العنف المنزلي غير مرتبط بدين أو عرق ما ، داعيا إلى وجوب الإبلاغ عن حالات العنف المنزلي والتدخل لوقفها فورا.

إلا أنه أشار إلى أن بعض رجال الدين ينصحون ضحايا العنف المنزلي بحل الموضوع داخليا، عوضا عن التوجه إلى الشرطة، مؤكدا على أهمية توعية أجيال المستقبل حول رفض العنف المنزلي.

 وختم بالقول إلى أن قضايا العنف المنزلي لا يمكن حلها عن طريق أفراد، بل عبر المجتمع ككل، بما في ذلك رجال الدين الذين يمكنهم تقديم مساعدة للضحايا وأسرهم.

من جهته، أوضح غاندي سنديان مسؤول التعددية الثقافية في قسم شرطة كامسي، أن المسيرة تمثل انعكاس للتعدية الثقافية في المجتمع الأسترالي، حيث يشارك أناس من مختلف الخلفيات والأديان، رفضا للعنف ضد المرأة.

من جانبه، قال نائب رئيس مجلس بلدية كانتربيري – بانكستاون بلال حايك، إن مجلس البلدية يشارك في هذه المسيرة إيمانا منه بأن العنف غير مقبول تجاه أي شخص أو طفل أو إمرأة.


شارك