مع دخول ولاية نيو ساوث وايلز في أسبوعها التاسع للإغلاق، يواجه الأطفال تحديات لا تحصى داخل جدران المنزل.
النقاط الرئيسية
- الإغلاق يخلق حالة عدم الاستقرار عند الأطفال في مراحل نموهم الأساسية
- أطفال ميليسا منيّر يلعبون دور بريجيكلان وشانت ويحاربون من خلال اللعب وباءً غير منظور
- الاحتفال عن بُعد بعيد ميلاد الطفل أدوارد أغضبه وتركه في حيرة
ميليسا شبل منيّر أم لثلاثة أطفال أكبرهم في السابعة من عمره. شرحت ميليسا أن عائلتها الصغيرة تعيش تحديات الإغلاق كباقي العائلات ووصفت هذه التحديات قائلة:
نحن كباقي الناس، أحيانًا نشعر بالراحة والتأقلم وأحيانًا نشعر بالتعب والاختناق
وأضافت أن أطفالها اشتاقوا إلى أبسط تفاصيل الحياة الطبيعية كالذهاب إلى الحديقة العامة أو حتى للذهاب إلى عيادة الطبيب!
أشارت ميليسا إلى أن التحدي الأصعب الذي يعيشه أطفالها هو حالة غياب الاستقرار في مرحلة نموهم الأساسية قائلة:
"بدأ أولادي مراحل أساسية مهمة في طفولتهم كالذهاب الى الحضانة والتأقلم فيها، ومع عودة جائحة كورونا اضطررنا للتوقف عن كل شيء ومن ثم العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعة والآن وللمرة الثانية يعود أولادي إلى الإغلاق".
وفي هذا الإطار أوضحت ميليسا أن هذا التوقف المتكرر عن مسار الحياة الطبيعية يشعر الأولاد بالضياع وعدم الاستقرار ويربكهم:
أولادي يسألونني أنذهب إلى المدرسة اليوم أم لا؟ لماذا نعاود نشاطنا ومن ثم نتوقّف؟ Image
محاربة الفيروس أصبحت لعبة الأولاد
ينقل الطفل واقع حياته في اللعب، لذا فليس غريباً أن يلعب الطفل في هذه المرحلة الحرجة دور رئيسة حكومة ولاية نيو ساوث وايلز غلاديس بيريجكليان، إذ يراها كل سكان الولاية تطل يوميًا مع كبيرة مسؤولي الصحة في الولاية كاري شانت وعن هذا الأمر قالت منيّر:
أولادي يمثّلون دور غلاديس وشانت يوميًا! رؤية أولادي يلعبون دور مكافحة الوباء يكسر قلبي!
وتابعت قائلة: "كنا نلعب في طفولتنا في لبنان ألعاب الحرب واليوم يلعب أولادنا حربًا من نوع آخر".
كما شرحت أن الأولاد يظنون أن هذا هو نمط الحياة الطبيعي ويتمثل في البقاء في المنزل وأخذ اللقاح وإلا فالشرطة تتدخل.
قالت ميليسا إن المنزل الواحد أصبح مقسمًا إلى أجزاء، فغرفة الجلوس أخذت مكان الصف والحديقة الخارجية أصبحت الملعب أما غرفة الألعاب فحدّث ولا حرج!
عيد الميلاد من خلف الشاشة
ينتظر الأولاد سنة بأكملها ليحتفلوا بعيد ميلادهم، ومع كل إغلاق أول سؤال تواجهه ميليسا إن كان سيتم الاحتفال بعيد ميلادهم أم لا.
شرحت ميليسا أن ابنها ادوارد حصل على عيدي ميلاد في السنة الماضية بسبب التقيّد بالأعداد المسموح تواجدها داخل المنزل ففرح بهذا الشيء على عكس هذه السنة:
"حضرنا كل شيء وشرحنا لابننا إدي أن العيد سيكون مختلفًا هذه السنة. وعندما انضم كل أصدقائه عبر الشاشة اقترب من الكاميرا ثم ابتعد".
وتابعت قائلة:
غضب ابني ولم يفهم لماذا تغيّب الكل، فهو يتواصل عبر الشاشة مع العائلة في لبنان لأنهم بعيّدون ولكن من الصعب كثيرًا عليه أن يقبل أن تواصله مع رفاقه هنا أصبح أيضًا عن بُعد

Eddy's virtual 4th's birthday with his friends Source: Supplied/Melissa Shebl Mnayyar
أرسل أصدقاؤنا الهدايا ليفرحوا قلب إدي. هذا يشعرنا أننا لسنا وحيدين إذ أن هناك من يبادرون ليشعروننا بالدفء والقرب
ميليسا تحاول جاهدة وبكثير من الحب، أن تخلق مساحة فرح لأطفالها الثلاثة رغم كل الظروف ليتمكن أولادها من أن يعيشوا أثمن مرحلة في حياتهم بعيدًا عن الخوف، ولكن في سعيها هذا يغيب عنها أن تجد وقتًا للعناية بنفسها.