قليلة هي الدول حول العالم – منها كندا والبحرين - التي بدأت باختبار فعالية خلط لقاحين من نوعين مختلفين، ومعظم الدول ومن بينها أستراليا تلتزم بتزويد الراغبين بتلقي اللقاح بجرعتين من نفس النوع، إما اكسفورد-استرازينيكا لمن هم فوق الخمسين عاماً وفايزر لمن هم دون ذلك.
النقاط الرئيسية
- دراسة إسبانية أعطت المشاركين جرعة أسترازينيكا متبوعة بجرعة فايزر تقول ان الأجسام المضادة لدى هؤلاء أعلى منها لدى من تلقوا جرعتين من نفس اللقاح.
- خلط اللقاحات قد يساعد في حل مشكلة إمدادات بعض أنواع لقاحات كورونا مثل فايزر الأمريكي.
- الجسم بحاجة لفاصل زمني بين جرعتي اللقاح وتختلف المدة باختلاف التقنية التي تم وفقها تصنيع اللقاح.
دراسات وُصفت بالواعدة في إسبانيا والمملكة المتحدة، كشفت عن نتائج "أولية" مبشّرة بخصوص خلط لقاحي فايزر واسترازينيكا.
وفي حديث مع أس بي أس عربي24، قالت الباحثة في علم الأمراض، د. تماضر محاسنة انه "من المبكر" الحكم على نتائج هذه الدراسات: "لم يحدث أن تم خلط لقاحات مختلفة في الماضي. الدراسة في إسبانيا عمدت إلى إعطاء المشاركين الجرعة الأولى من لقاح استرازينيكا ولقاح فايزر للثانية أما في المملكة المتحدة فتم العكس."

أجوبة المشاركين في استطلاع رأي أس بي أس عربي24 Source: SBS Arabic24
تجدر الإشارة إلى أن إدارة السلع العلاجية في أستراليا لم توافق بعد على مزج أنواع مختلفة من اللقاحات ولا تزال خطة التلقيح الوطنية تتعرض لانتقادات رغم تحسن وتيرة التطعيم بعد تعثرها أكثر من مرة ولا سيما بعد ظهور حالات التجلط الدموي المرتبطة بلقاح أسترازينيكا والذي كان يُعد حجر الأساس لهذه الخطة لأنه سيتم تصنيعه محلياً في معامل شركة CSL للتكنولوجيا الحيوية.

Only 14 per cent of respondents chose AstraZeneca as their preferred vaccine. Source: SBS Arabic
لماذا نخلط اللقاحات؟
الشركات المصنعة للقاحات كوفيد-19 والتي مُنحت الموافقات في أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة ليست كثيرة ومن أبرزها فايزر وجونسون آند جونسون وموديرنا واسترازينيكا. محدودية مصادر اللقاح تسببت بأزمة لكثير من الدول التي لم تتمكن من تأمين عدد الجرعات المطلوب لتغطية كل السكان.
من هنا تبرز أهمية برهنة فعالية وأمان خلط اللقاحات، ففي حال تم ذلك، سيكون بالإمكان التغلب على مشكلة نفاذ بعض اللقاحات واستكمال خطط التلقيح دون تعطيل.
وهذا ما تتفق عليه د. تماضر: "في ظل هذه الجائحة العالمية، لن تكون كل الدول قادرة على تأمين جرعات كافية. الأولوية تُعطى بالطبع للدول التي تعاني أكثر على صعيد عدد حالات الإصابة ومعدل الوفيات. خلط اللقاحات في حال ثبتت فعاليته سيتغلب على هذه المشكلة."
لماذا هناك فاصل زمني بين جرعتي اللقاح؟
تقول د. محاسنة ان الدراسات إلى الآن أشارت إلى ضرورة إعطاء فرصة للجسم بين جرعتي اللقاح لزيادة كفاءته: "يعتمد ذلك على طريقة عمل اللقاح. فايزر مثلاً الذي يستخدم تقنية mRNA يدخل إلى الشيفرة الوراثية كالمندس أو الجاسوس وبالتالي يخدع الجسم ليصنع منه أكثر قبل أن يكشفه ويولد الأجسام المضادة."
وهناك سبب آخر أيضاً: "هناك ما يُعرف بالخلايا التائية التي تساعد الجسم على تذكر الفيروس مستقبلاً حتى لو تغير قليلاً. الجسم بحاجة لبعض الوقت ليكون مسلحاً لمحاربة الفيروس."
استمعوا إلى المقابلة مع الخبيرة في علم الأمراض د. تماضر محاسنة في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.