منافع ومساوئ الإغلاق المبكر على مدينة سيدني

lockout law

Source: AAP

تكثيف تواجد عناصر الشرطة ووضع بعض القيود قد يحل الخلاف


 تسعى الحكومة في ولاية نيو ساوث ويلز الى إلغاء قوانين الاغلاق المبكر للنوادي الليلية في وسط مدينة سيدني. ودخلت القوانين الحالية التي تسمح للنوادي الليلية والحانات بالعمل حتى الساعة الواحدة والنصف فجراً، حيز التنفيذ عام 2014. وبحسب الإرقام، ساهمت هذه الاجراءات  في تقليل العنف المرتبط بتناول الكحول في وسط المدينة.

وبالرغم من هذا، تريد الحكومة إلغاء هذه القوانين التي أصبحت قيد التنفيذ بعد مقتل الشابين توماس كيلي ودانيال كريستي بحادثتين مفصليتين نتيجة ما يسمى باللكمة او الضربة الجبانة.

نتيجة لذلك، تعرضت حكومة الولاية للانتقاد بعد ان كشفت تقارير صحافية عن سعي الحكومة إلى إبقاء هذه القوانين سارية المفعول في منطقة Kings Cross والغائها في بقية مناطق وسط سيدني التجاري.

بين الإقتصاد والأمن

 وفي هذا الشأن، تقول رئيسة الولاية غلاديس بيريجيكليان إن إلغاء هذه القوانين والتوقف عن العمل بها سيؤدي إلى تنشيط الاقتصاد المحلي وتحسين الحياة الليلية في وقت اعترض فيه البعض على هذا الاقتراح، معتبرين أن سلامة المواطنين أولوية.

كما دعا مسؤولون في منظمة “keep them safe” إلى انتظار تقرير اللجنة العاملة على دراسة النتائج الصادرة عن قوانين الإغلاق المبكر.

وفي هذا السياق، استضاف برنامج Good Morning Australia المحامي هاشم الحسيني للإضاءة أكثر على مشروع الغاء قوانين الإغلاق المبكر في مدينة سيدني وهذا أهم ما ورد في الحديث.

هل تمكنت بالفعل هذه القوانين من خفض حالات العنف الناتجة عن الإفراط في شرب الكحول؟

أجاب الحسيني انه حين وضعت هذه القوانين، كانت حالات العنف الناتجة عن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية في تزايد، بشكل خاص خلال السهر في عطلات نهاية الأسبوع في مناطق معينة من المدينة.

 وأضاف الحسيني ان الذين يفرطون في الشرب يفقدون التفكير المنطقي والعقلاني ولا يستطيعون التحكم بأفعالهم وأقوالهم "الذين يفرطون في شرب الكحول يفقدون الاحساس بالوقت والزمن وامكانية التصرف بطريقة منطقية، ونتيجة لذلك وقعت بعض الحوادث التي أدت الى وفاة أشخاص أو وضعهم في غيبوبة دائمة".

وهناك دراستان قائمتان حول هذه القوانين وفعاليتها، الدراسة  الأولى تركز على الناحية الايجابية التي تتلخص  بانخفاض عدد  حوادث العنف الناتجة عن تعاطي الكحول، بالأخص في قلب المدينة ومنطقة كينغز كروس،  لدرجة ان الأخيرة تحولت من منطقة سهر صاخبة  يقصدها السواح في الليل، الى منطقة عادية يعيش فيها الناس كما يعيشون في باقي  المناطق. والدراسة الثانية تركز على  الجانب السلبي المتمثل في المردود المادي المتدني الذي أدى بأصحاب المصالح الصغيرة هناك الى تكبد خسائر مادية والى الاقفال تماما في بعض الأحيان ما جعل منطقة كينغز كروس "منطقة ميتة".

هذا ويذكر ان البعض يصفون  نيو ساوث ويلز بالـNany State  وسيدني بالمدينة التي تنام مبكرا.

كما أشار الحسيني الى مسألة الـ displacement "حيث اعتاد رواد النوادي الليلية والذين يحتفلون بمناسبات خاصة كأعياد ميلاد هم على التوجه الى مناطق أخرى لا تُطبق فيها قوانين الإغلاق المبكر، لأنهم لا يريدون العودة الى بيوتهم ويودون الاحتفال لساعات أطول ويكملوا سهرهم، وحظت بأغلبيتهم منطقتي Double Bay و Blacktown اللتان لا تقفل فيهما النوادي الليلية عند الواحدة والنصف صباحا كما هو مشروط في قلب المدينة بل تبقى مفتوحة الى ساعات الفجر الأولى.

أين نجد التوازن و الى ما تعود الأولوية بعد ان ساهمت قوانين الاقفال المبكر في خفض أعمال العنف من جهة والمردود الاقتصادي من جهة أخرى؟

أجاب الحسيني بالقول أنه "لن نجد التوازن بمجرد  تطبيق قوانين الاغلاق المبكر، فالمدن الاوروبية تبقى صاحية الى ساعات الصباح الأولى، ولكن الحلول قد تتضمن تكثيف العناصر الأمنية، وتسهيلات عملية لتحويل سيدني الى مدينة حيوية يقصدها السواح  الشباب الذين يريدون تمضية وقت أطول في السهر".

وفي حال تم الغاء قوانين الإغلاق المبكر، ما هو البديل؟

يظهر أن الحلول البديلة ما زالت غير واضحة تماما، لكن زيادة عدد دوريات الشرطة وعناصر الأمن وتشديد شروط بيع المشروبات الكحولية، قد يساعدون على ايجاد الحل البديل وشيئا من التوازن.

وأضاف الحسيني أنه "يتوجب على بائعي الكحول التوقف عن إعطاء الأشخاص المزيد من المشروبات الكحولية في حال ملاحظتهم أعراض السكر والثمالة عليهم"، مقترحا تغريم من يخالف هذه الضوابط.

وتبقى الرقابة الذاتية وحس المسؤولية  أفضل القوانين الحياتية.  

 

يمكنكم الاستماع للقاء أعلاه.


شارك