برهن الإنسان خلال وباء كورونا وعبر الأزمان عن مرونة وميزات مبدعة ومواهب خلّاقة وقدرة عالية على التأقلم مع ظروفه، مهما كانت صعبة، لا بل انه كلما اشتدت التحديات كلما زاد العزم على المواجهة وتخطي الحواجز والعوائق أمام الروح البشرية.
ومن أبرز معالم هذه الروح، انها مجتمعية تنتعش بالحركة والعيش المشترك.
وفي ظل قيود الإغلاقات المتكررة في مختلف المدن الأسترالية، التي فرضت للحد من تفشي وباء كورونا، بدأ الملايين من الأستراليين يشعرون بقساوة العزلة وبرودة الوحدة.
ووجدت الناشطة الإجتماعية في الجالية العربية ورئيسة جمعية السيدات اللبنانيات الأستراليات الخيرية السيدة ريما بالش فرصة في الوسائل الألكترونية، لتجتمع مجاا بصديقاتها وزملائها عبر تقنية الفيديو وهكذا قامت بمبادرة شخصية لتلتقي بهن حول: فنجان قهوة وصبحية أونلاين.
وقالت السيدة بالش في حديث مع أس بي أس عربي24: "في ظل التحدي الذي فرضه فيروس كورونا، في سيدني وفي أستراليا والعالم، قلت لنفسي، صار ا لوقت لنخلق طاقة إيجابية ونرسم البسمة ونرّجع الأمل ونعيد الضحكة مجددا، كان لا بد من إدخال الفرح والبهجة ونرفع معنوياتنا ونجدد المحبة في القلوب."
وهكذا صدقت مقولة: "الإنسان حين يعطي ما هو بحاجة اليه، يعود عليه مضاعفا."
"صبحية وحركة وغنية" هذا عنوان الصبحية الإفتراضية التي جمعت السيدات من خلفية عربية في سيدني عن بعد، رافقهن فنجان القهوة التقليدي "الفنجان البدّاوي" المعروف شعبيا بفنجان الشفّة، الموجود في بيوت السيدات التي تحولت الى بيت واحد من خلال التواصل عبر الإنترنت، وركوة القهوة الساخنة التي فاحت رائحتها في الذاكرة قبل أن تعبق في الأجواء.
ولطالما شاعت في العالم العربي، الصبحيات التي جمعت الجيران والأقارب والأصحاب، لا بل كانت ملتقى الأزواج وفرصة لفتح القلوب والمصارحة والمصالحة ما بين أفراد العائلات والمجتمعات.
ويحمل فنجان القهوة رمزية خاصة فهو مشروب الأفراح ويعني الرضى، والأتراح ويعني المؤازرة والمواساة، والمصالحة ويعني وبالرغم من سواد البنّ، السلام وفتح صفحة جديدة بيضاء.
وهكذا لم تمنع قيود الإغلاق، ان تلتقي السيدات حول فنجان قهوة افتراضي، و أفكار الإبتكار لا تحد، فلم لا تبادوا أنتم أيضا بالدعوة لصبحية إفتراضية لكسر العزلة وجفاوة التباعد الجسدي الذي لا بد منه خلال فترة الوباء، وتذكروا "ان ما لا يكسرك يجعلك أقوى."
ووجهت السيدة بالش تحية شكر الى السيدات اللواتي شاركن ب"الصبحية العفوية الأكثر من رائعة بوجودهن على الZoom."
وبما أن الكثيرون متعبون من مستجدات الوباء و "كي لا نسأم من الكلام ونقوم بحركة فيها فرحة" كان لا بد من السؤال عن الأحوال سريعا والأنتقال الى أجواء الفرح والمرح واضافة التسلية من خلال الفرفشة والألعاب الخفيفة الظل: "شئت ان نقوم بحركة بدنية نشطة، شاركنا بمسابقة ودية وفكاهية، سألت الصديقات أن يحضرن لي العالم اللبناني، الذي نفتخر به جميعنا، والتي عادت أولا حاملة العلم حظيت ب5 نقاط."
"ثم سألت السيدات أن ترينني ربطة خبز لبناني وسألتهن على كم رغيف تحتوي وكم من البندورة لديهن والشرط كان ان يجلبنها بيدهن ويعرضونها لنا على الكاميرا.
مشاركة السيدات وروح الصبى التي تميزن بها، استحقت لهن فرح المشاركة على الروح الرياضية ولإحداهن جائزة تقديرية من مشروب وشوكولا :"صدف ان الفائزة بالجائزة تسكن على مقربة من منزلي، فحرصت على إيصال الهدية سريعا وتركتها خارجا لتستلمها وتفرح بها."
وتحولت فكرة متواضعة ومبادرة لطيفة الى جمعة ودية أيقظت الفرح الداخلي الذي تاق له عالمنا ، فرح اللقاء مع الأصحاب ومشاركةهم الدمعة والإبتسامة وروح الوحدة ودفء القرب ولو عن بعد.