متخصص في مكافحة الإرهاب بعد الهجوم على مطار كابل: "أفغانستان ستصبح الثقب الأسود الذي يبتلع الجميع"

Emergency services respond to the Kabul blasts.

Source: AAP

نجت القوات الأسترالية من الهجوم الانتحاري في مطار كابُل بعدما قررت الحكومة الأسترالية سحب عناصرها بناءً على معلومات استخبارية توقعت هجوما خطيرا ووشيكا.


وصف رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الهجومين اللذين استهدفا مطار كابُل وأوقعا عشرات القتلى والجرحى "بالعمل الشرير" وقال إنه يشاطر "الأصدقاء الأمريكيين والأفغان حزنهم" معلنا أن  الجنود الأستراليين كانوا يساعدون مواطنين للعبور من بوابة "آبي" قبل ساعات فقط من وقوع الهجوم.

من جهتها قالت وزيرة الخارجية ماريز باين إن الحكومة لم تستطع التأكد مما إذا كان بين القتلى او الجرحى أستراليون أو حملة تأشيرات استرالية.

بعد ساعات قليلة من تحذيرات استخبارية  تنبأت بأن هناك "مخططا لشن هجوم خطير ووشيك" على مطار كابل، وقع هجومان انتحاريان: الأول في بوابة "آبي" في المطار والثاني في فندق البارون القريب منها. ونتج عن الهجومين مقتل  80 شخصا بينهم أربعة عشر جنديا أمريكيا، وإصابة أكثر من 140 آخرين.

وأعلن تنظيم داعش خراسان مسؤوليته عن التفجيرات وقال في بيان إن أحد مفجريه الانتحاريين استهدف "مترجمين ومتعاونين مع الجيش الأمريكي".

وكان قد تم سحب آخر القوات الأسترالية من مطار كابول قبل ساعات فقط على وقوع الهجوم، وقال وزير الدفاع الأسترالي  بيتر داتون أن أستراليا أنهت مهمة الإجلاء وقال إن جميع عناصر قوات الدفاع الأسترالية بخير.

هذا ووافق مجلس الشيوخ الأسترالي على إجراء تحقيق برلماني للنظر في التدخل الأسترالي في أفغانستان على مدى 20 عاما والانسحاب العسكري الذي أدى إلى فوضى عارمة في البلاد.

ويقول الخبير في شؤون الامن القومي ومكافحة الإرهاب ظافر الشمري في حديث مع SBS Arabic24 إن اتفاقية الدوحة التي أبرمت في شهر أذار/ مارس من العام الماضي حددت تاريخ انسحاب القوات الأمريكية وتعهدت فيها طالبان بعدم السماح لداعش أو القاعدة العمل داخل أفغانستان.

وتوقع الخبير في شؤون الامن القومي ومكافحة الإرهاب ظافر الشمري في تغريدة له على تويتر  أن يبدأ الصراع بين الجماعات المختلفة في أفغانستان مجددا معتبرا أن أفغانستان ستكون بمثابة "الثقب الأسود الذي يبتلع الجميع".
ويضيف الشمري إن لدى الاستخبارات الامريكية نقصا في فهم العقلية التي يفكر بها المتشددون والمتطرفون. ويضيف: "بعض أفراد الجماعات المتطرفة كانوا بين أفراد الشرطة والجيش، كما وأن المعلومات التي تصل لوكالات الاستخبارات ليست دائما صحيحة".

وافق مجلس الشيوخ الأسترالي على إجراء تحقيق برلماني للنظر في التدخل الأسترالي في أفغانستان على مدى 20 عاما والانسحاب العسكري من هناك، كما وأعلنت الحكومة الأسترالية عن وقف عمليات الإجلاء لأفغان يحملون الجنسية أو التأشيرة الأسترالية وسحبت جوًّا كل عناصرها بعد الهجومين في كابُل. 

وكانت الحكومة الاسترالية قررت سحب آخر جنودها من كابول أمس الخميس على الرغم من وجود بعض الاستراليين المتبقيين في المدينة الذين يسعون للمغادرة، وذلك بناء على معلومات استخبارية موثوقة بأن هجوما إرهابيا تم التخطيط له.   

وقال موريسون إنه لا توجد خطط لعودة القوات الاسترالية إلى الفوضى الأفغانية: "بقينا هناك لمدة 20 عاما لتحويل دولة فاشلة إلى دولة ناجحة، لكن ذلك للأسف لم يكن ممكنا وأنها تبقى مكانا خطرا للغاية".

وقال إن استراليا ستنتقل الآن إلى "مرحلة ما بعد الإجلاء" حيث ستعمل الحكومة على توطين الأشخاص من خلال القنوات الإنسانية.

هذا ووافق مجلس الشيوخ الأسترالي على إجراء تحقيق برلماني للنظر في التدخل الأسترالي في أفغانستان على مدى 20 عاما والانسحاب العسكري الذي أدى إلى فوضى عارمة في البلاد.

وقالت السناتور المستقلة جاكي لامبي التي دفعت باتجاه التحقيق، إنه "بينما هناك الكثير من الإنجازات التي نفخر بها، لكنه من الواضح أن النتيجة التي أردناها من أفغانستان لم تتحقق، فلم يكن أحد يريد أن يرى عودة طالبان السريعة الى كابول. لا أحد كان يريد أن يفر الآلاف من الناس من البلاد مع انسحاب القوات الغربية".

وأضافت أن أكثر الناس الذين يشعرون بخيبة الأمل هم من قاتل في تلك الحرب.

وسوف ينظر التحقيق بجهود أستراليا العسكرية والديبلوماسية والإنمائية في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين، وكيف يجب أن تكون الاستجابة للتطورات الراهنة.

وهذا سيشمل النظر في نجاح أهداف الحكومة الاسترالية، تكاليف الحملة، والانهيار اللاحق للحكومة الأفغانية.

استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.


شارك