وصل مساء الأحد وزراء خارجية كل من الإمارات ومصر والمغرب والبحرين إلى صحراء النقب للمشاركة في مؤتمر وُصف بال"تاريخي" تستضيفه إسرائيل ويحضره وزير الخارجية الأمريكي.
واستقبل وزير خارجية اسرائيل، يائير لبيد، في صحراء النقب، حيث سيعقد المؤتمر، وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني.
ومن المقرر أن ينضم إليهم لاحقا وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، أنتوتي بلينكن، الذي التقى في وقت سابق الرئيس الفلسطيني، محمود عباس في رام الله.
واجتمع بلينكن أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في وقت تتعاظم فيه المخاوف الإسرائيلية من أن الولايات المتحدة على وشك التوقيع على اتفاقية جديدة مع ايران بحيث تكبح إيران برنامجها النووي مقابل إنهاء العقوبات المشددة التي تقودها الولايات المتحدة.
وتقول إسرائيل إن الاتفاقية الجديدة ستكون أضعف من سابقتها وسوف تمكن ايران من تكثيف أنشطتها العسكرية في جميع أنحاء المنطقة. كما وتخشى إسرائيل أيضًا من أن الولايات المتحدة قد تزيل فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني القوي من قائمتها للجماعات الإرهابية كجزء من اتفاق نووي جديد.
وكانت الإمارات والبحرين طبّعتا العلاقات مع إسرائيل في عام 2020 بوساطة أمريكية، في ما عُرف باسم "اتفاقات أبراهام". وحذا المغرب حذوهما العام الماضي. وقد وقع المغرب يوم الجمعة مع إسرائيل مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري، حسبما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، باللغة العربية عبر موقع تويتر.
ومن المتوقع أن تركز المحادثات على الحرب في أوكرانيا واتفاق إيران النووي.
ويأتي المؤتمر، الذي يستمر يومين، عقب قمة ثلاثية استضافتها مصر يوم الثلاثاء الماضي في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر وجمعت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل-نهيان.
وفي حديث مع SBS Arabic24 يقول رئيس تحرير موقع عدوليس الاخباري الأستاذ جمال همد إن "الحرب بين روسيا وأوكرانيا تعني نقطة وسطر جديد لمعظم دول العالم".
"تفكيك تحالفات قديمة، تشكيل تحالفات جديدة ربما تتضح في الشهور القادمة، ضمن هذا الأمر التحالفات العربية خاصة الخليجية مع الولايات المتحدة، التي يبدو أن الخليجيين بدأوا يتشككون بجدواها، وبدأوا يتجهون إلى اسرائيل، أما المغرب فمشكلته الأساسية هي الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو".
ويرى الأستاذ همّد أن "منطقة الخليج بدأت تدخل مرحلة جديدة، بدأت تشك أو تتهيب قليلا في علاقاتها مع الولايات المتحدة، وهي ترى الاجتياح الروسي لدولة مستقلة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اكتفوا بإرسال الأسلحة واستقبال اللاجئين والتنديد ليس إلا، حتى أن الاتحاد الأوروبي لم يحسم وضعه بعد من الصراع الدائر بين روسيا وجارتها. حتى أن الرئيس الفرنسي رفض وصف بوتين بالجزار أو السفاح. اللقاء ليس تاريخيا وليس مفاجئا لأنه سبقته عدة قمم في شرم الشيخ وفي العقبة".
وستضغط واشنطن من أجل مزيد من الدعم لجهودها على صعيد عزل روسيا، وهو ما عزفت عنه أطراف عدة في هذه المنطقة حتى الآن بسبب الوجود الروسي العسكري وكذلك مخاوف تتعلق بواردات القمح، كما ذكرت تقارير صحفية.