"هناك أناس حقيقيون على استعداد لشن هجمات": هل يهدد اليمين المتطرف المهاجرين في أستراليا؟

A group of white men stand under a burning cross at Gariwerd, Victoria.

A group of white men, part of the National Socialist Network, set fire to a cross in Gariwerd over the January 26 long weekend. Source: Sydney Morning Herald

"يرى المتطرفون اليمينيون في المهاجرين خطرا يهدد فكرتهم المثالية عن أستراليا وهي بالطبع أستراليا البيضاء."


"هذه ليست مجرد أرقام على ورق. هناك أناس حقيقيون على استعداد لشن هجمات على من يرون أنهم معادين لأفكارهم."

هكذا بدأت الدكتورة مريم فريدة الباحثة في مجال مكافحة التطرف العنيف حديثها حول صعود اليمين المتطرف الذي بات يقلق الكثيرين في أستراليا.


النقاط الرئيسية

  • سيحقق برلمان فيكتوريا رسميًا في تنامي التطرف اليميني في الولاية والمخاطر التي يمثلها على المجتمعات متعددة الثقافات
  • يعتقد أن المتطرفين اليمينيين تسللوا إلى التجمعات المناهضة للحكومة واللقاحات في ملبورن العام الماضي
  • يرى الكثيرون أن فترة الوباء شكلت بيئة خصبة لنمو التطرف اليميني

تصدر الوكالات الامنية تحذيراتها من وقت لآخر ولكن هل على الشخص الأسترالي العادي أن يشعر بالقلق من تنامي التطرف اليميني في بلد يفتحر بتعدد ثقافاته؟

تقول مريم: "إجابتي كانت ستكون مختلفة على هذا السؤال منذ ثلاث سنوات. كنت سأقول للأناس العاديين أن يكونوا منتبهين ولكن لم أكن لأشعر أن هناك خطرا حقيقيا في أستراليا. ولكن هذا تغير الآن."

تقول مريم أن الأرقام والتقارير التي صدرت مؤخرا وخاصة بعد هجوم Christchurch في نيوزيلاندا تشير إلى أن شيئا ما يحدث يجب أن ننتبه له.

سيحقق برلمان فيكتوريا رسميًا في تنامي التطرف اليميني في الولاية والمخاطر التي يمثلها على المجتمعات متعددة الثقافات.

وقد وافق برلمان الولاية يوم الأربعاء 1 فبراير/ شباط 2022 على اقتراح بإجراء تحقيق في ظهور جماعات متطرفة ونازية جديدة للعيان في الآونة الأخيرة.

ويعتقد أن المتطرفين اليمينيين تسللوا إلى التجمعات المناهضة للحكومة واللقاحات في ملبورن العام الماضي حيث قال الخبراء إنهم سعوا للاستفادة من الغضب الشعبي والتخبط في فترة الوباء.
anti-vaxxer
Protestors march through the city on February 20, 2021 in Sydney, Australia. Source: Getty
ولكن ما هي جذور التطرف اليميني في أستراليا؟

في شهر أكتوبر من عام 2021 كشفت الشرطة الفيدرالية الأسترالية أن عدد التحقيقات التي تجريها في التطرف اليميني قد ارتفع بنسبة 750٪ في الأشهر الثمانية عشر السابقة.

وحذر سكوت لي مساعد مفوض الشرطة من أن التطرف اليميني هو التهديد الأسرع نموًا في البلاد.

يقول الأكاديمي شهرام أكبرزاديه وهو مؤسس the Australian Association of Islamic and Muslim Studies (AAIMS) إن صعود اليمين المتطرف هو ظاهرة عالمية.

"صعود التطرف اليميني عالميا مرتبط بظاهرة الشعبوية السياسية."

ولكنه أيضا يرى أن ما يجعل الوضع الأسترالي أكثر تعقيدا من غيره هو ما أسماه بـ"المغازلة" من قبل الحكومة الأسترالية نحو المتطرفين اليمينيين.

"لا تلعب الحكومة دورا كافيا في مواجهة هذا التطرف بل تستغله في بعض الأحيان لكسب الأصوات."
ترى مريم أن جذور الفكر اليميني المتطرف تختلف من بلد إلى آخر ولكنها في أستراليا مرتبطة بشكل كبير بما يراه المتطرفون تهديدا لهويتهم الأسترالية.

"لا يعادي أولئك المتطرفون الأقليات الدينية أو العرقية فقط ولكنهم أيضا يحملون موقفا عدائيا تجاه ذوي الهويات الجنسية المختلفة عنهم."

رندا قطان المدير التنفيذي للمجلس العربي الأسترالي تقول إن أغلبية المتطرفين يرون أنهم سلبوا قوة يعتقدون أنها كانت لديهم.

"ينتشر التطرف اليميني بشكل خاص بين أولئك الذين يؤمنون بتميز العرق الأبيض ويرون أنهم لهم حق في أستراليا أكثر من المهاجرين."
muslim
Two people look at tributes left at the Linwood Islamic Centre n Christchurch on 23 March, 2019. Source: Getty Images
يثير صعود التطرف اليميني مخاوف الأقليات والجماعات متعددة الثقافات لما يشكله ذلك من خطر محتمل عليها.

زادت المخاوف بعد الهجومين الذين وقعا في مدينة Christchurch في نيوزلندا عام 2019 حيث قام متطرف يميني أسترالي الجنسية بمهاجمة مسجدين مستخدما أسلحة نارية. أودى الهجوم بحياة 51 شخصا كما أصيب آخرون.

يقول شهرام أن اليمين المتطرف دائما ما يبحث عن كبش فداء ليقوم بلومه على ما يراه المتطرفون نظاما غير عادل وعادة ما يكون كبش الفداء ذلك هو الأقليات والمجموعات متعددة الثقافات.

"يرى المتطرفون اليمينيون في المهاجرين خطرا يهدد فكرتهم المثالية عن أستراليا وهي بالطبع أستراليا البيضاء."

مريم ترى أن هذا الوضع "يهدد النسيج الاجتماعي الأسترالي."

تقول مريم: "أغلبية المناطق في أستراليا يعيش فيها سكان من خلفيات ثقافية متعددة. تخيلي ماذا يمكن أن يحدث لو مثلا تواجد أولئك المتطرفون مع المهاجرين في نفس الحي؟ قد يؤدي هذا إلى اعتداءات جسدية أو لفظية."
يرى الكثيرون أن فترة الوباء شكلت بيئة خصبة لنمو التطرف اليميني وهو مايراه شهرام صحيحا.

يقول شهرام: "التطرف يزدهر خلال الأزمات."

بحسب شهرام فإنه منذ بداية الوباء كانت الظروف سانحة لتداول المعلومات المغلوطة ونظريات المؤامرة.

"كانت أصابع الاتهام تشير إلى جماعات عرقية بعينها متهمة إياها بنشر الفيروس أو رفض الحصول على اللقاح."

عبرت مريم عن قلقها من أن مظاهر الغضب تجاه الحكومة وإجراءات الكوفيد مثلت في كثير من الأحيان غطاءا لأفكار متطرفة.

"كنا نرى المظاهرات تنظم تحت عنوان رفض الإغلاق ولكن عندما كنا ننظر بدقة للمتظاهرين والشارات التي يحملونها والشعارات التي يرددونها كنا ندرك أن هؤلاء يمينيون متطرفون."
أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على  

 


شارك