أوقع فيروس كورونا سكان العالم في حالة من العزلة والسجن الانفرادي لبعض الناس، إذ عزز الإغلاق الطويل الأمد مشاعر الخوف والقلق وعدم الاستقرار وساهم سيل الأخبار المتدفق في إصابة الكثيرين بالقلق المستمر جراء عدم اليقين، مما يؤثر بشكل مباشر على صحتهم العقلية.
النقاط الرئيسية
- العزلة المفروضة واقع غير مألوف وطبيعي فرض علينا تغييرًا واضحًا في نمط حياتنا
- التغييرفي نمط الحياة الذي ورثناه يقابل بمقاومة طبيعية في المبدأ
- إدارة الوقت والانضباط والالتزام بروتين معيّن هي ركائز أساسية للفعالية وسط الإغلاق
لأن الصحة النفسية توازي الصحة الجسدية، سلّط برنامج Good morning Australia الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها الأستراليون على الصعيد النفسي مع الأخصائي في الطب النفسي دكتور سمير إبراهيم.
استهل الدكتور ابراهيم مداخلته بالتأكيد على أننا في ، وأن العزلة المفروضة هي واقع غير مألوف وطبيعي فرض علينا تغييرًا واضحًا في نمط حياتنا قائلًا: "المشكلة الأساسية أن الوباء فرض تغييرًا كاملًا في نمط الحياة المتعارف عليه من أجيال"؟
وشرح الدكتور ابراهيم أن أي تغيير يقابل بمقاومة داخلية وأن التكيّف معه أمر صعب ومتطلب قائلًا:
اي تغيير في نمط الحياة الذي ورثناه من أجيال يقابل بمقاومة طبيعية
وأعرب عن احترامه وتعاطفه مع كل من خسر وظيفة ويواجه تحديات أكبر من غيره دون أن يفوته أن يثني على دور الحكومة الأسترالية في موجهة الوباء والسعي بكل طاقتها للحد من انتشاره. كما نصح بالتركيز على النصف الملآن من الكوب مشددًا على التمسك بالإيجابية ومقاربة الأزمة بالنظر إلى الناحية المشرقة رغم التحديات، وهذا الموقف هو انعكاس لعلاقة الإنسان مع ذاته وأسرته ومجتمعه.
ترك وباء كورونا العالم بأسره في عزلة مما عزز الخوف من الآخر والمستقبل والأحداث، وكاد القلق الطبيعي يصبح مرضيًا.
وفي هذا الإطار قال الدكتور ابراهيم:
يصعب تحديد القلق المرضي أثناء الجائحة، إذ بات القلق مبررًا على عكس من يعاني من العوارض في الأيام العادية التي سبقت الجائحة
وشدد على أن علاقة الانسان مع ذاته، من الناحية الايمانية أيضًا، تحدد كيفية مواجهة واقعه والتحديات الكبيرة التي تعيشها العائلة التي أصبحت مكان العمل والدراسة، وركز على أهمية إدارة الوقت واستثماره بشكل جيد قائلًا:
نملك عملة صعبة هي الوقت. في الأيام العادية لم يكن لدينا الوقت لنقف، نفكر في ذواتنا ونستمتع بتفاصيل الحياة على عكس الآن
أما عن تحديات العائلة، فأوضح أن المنزل مرادف للإجازة بالنسبة للطفل ولذلك الانضباط وإدراة الوقت والالتزام بروتين معيّن مرادف للفعالية، وأردف قائلًا:
كيفية التعامل مع الأسرة في حد ذاته هو فنّ وعلم. فعلى الطفل أن يتبع نظامًا دقيقًا كما أيام الدراسة من وقت الاستيقاظ، الفطور، تغيير الملابس وغيرها من التفاصيل.
وختم برسالة تشجيعية قائلًا:
"تأكدوا أن الواقع ليس في الصعوبة التي نراها ولكننا نستطيع التطلع إلى النقاط المضيئة من هذا النفق المظلم"