رسمت الحكومة مسارا للمساعدات الحكومية التي خصصتها لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا في أستراليا. وطبقا للخطة الحكومية فإن نهاية شهر مارس آذار القادم سيكون موعد العودة إلى ما قبل كورونا من ناحية المدفوعات.
في هذا الوقت سيكون قد مر عام تقريبا منذ أن أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون عن دفعتين طارئتين لمواجهة التداعيات الاقتصادية لتفشي وباء كورونا، الأولى هي دفعة JobSeeker الإضافية والثانية هي JobKeeper.
JobSeeker
أقرت الحكومة دفعة إضافية للباحثين عن عمل بقيمة 550 دولارا ليصبح إجمالي دفعة البطالة للشخص الأعزب دون أطفال 1100 دولار على الأقل.
ولكن في الرابع من أغسطس آب الماضي، أعادت الحكومة شروط الإلزام المتبادل للبحث عن عمل من قبل متلقي إعانة البطالة، والتي تلزمهم بالذهاب إلى مكتب العمل وقبول الوظائف المعروضة عليهم.
وفي نهاية أيلول سبتمبر تم تقليل الدفعة من 550 دولارا إلى 250 دولارا وحتى نهاية ديمسبر كانون الأول الجاري.
وأعلنت الحكومة عن مد الدفعة الإضافية مطلع الشهر الماضي حتى نهاية مارس آذار عام 2021، ولكنها ستصبح 150 دولارا بداية من الأول من يناير كانون الثاني القادم.
هذه الدفعة تضاف إلى قيمة الإعانة الأصلية وهي 550 دولارا في الأسبوع.
أي أنه بحلول نهاية مارس آذار القادم ستعود إعانة الباحث عن العمل إلى 40 دولارا يوميا، وسط مخاوف من عدم قدرة متلقي الإعانات على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وقالت منظمة Anglicare الأسترالية إن قيمة إعانة البطالة ما قبل كورونا لم تترك أكثر من 7 دولارات أسبوعيا لمتلقيها بعد دفع الإيجار.
وأشار استطلاع شاركت فيه أكثر من 600 شخص أن متلقي الإعانة قبل كورونا كانوا يضطرون إلى تفويت وجبات خلال اليوم والنوم بشكل دوري في منازل الأصدقاء.
وقال الخبير الاقتصادي عبد الله العجلان إن وقف الدفعات الإضافية لإعانة البطالة سيؤثر سلبا على الاقتصاد الأسترالي.
وأضاف "كلفة وقف تلك الإعانات الإضافية ستقارب 31 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي، كما سترفع عدد الأشخاص الذين يعانون من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية إلى 2.4 مليون شخص."
وقال الدكتور العجلان إن "الاقتصاد الأسترالي يتعافى ولكن ليس بنفس السرعة التي قدرتها الحكومة عندما اتخذت قرار إيقاف العمل بدفعة كورونا الإضافية."
وأضاف "الأثر الاقتصادي لهذا الإجراء سيكون عميقا لأن سرعة التعافي لا تتماشى مع سرعة الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة."
JobKeeper
كانت دفعة الحفاظ على الوظائف إحدى الوسائل المستحدثة التي اعتمدتها الحكومة الفيدرالية من أجل خفض معدلات البطالة وتحضير الاقتصاد الأسترالي للتعافي بعد مرور أزمة كورونا.
وتعتمد فكرة تلك الدفعة التي ظهرت مع تفشي الوباء على دفع مبالغ إلى الشركات الأسترالية لمساعدتها على دفع رواتب موظفيها والحفاظ عليهم خلال الأزمة.
بدأت الدفعة بـ1500 دولار لكل العاملين بغض النظر عن نوع التعاقد سواء بدوام كامل أو جزئي أو متقطع.

JobKeeper payments have been reduced since 28th September 2020 Source: Getty Images/recep-bg
وقررت الحكومة في سبتمبر أيلول تخفيض الدفعة إلى 1200 دولار للعاملين بدوام كامل و750 دولارا لمن يعمل أقل من 20 ساعة أسبوعيا.
وبداية من يناير كانون الثاني القادم ستصبح الدفعة 1000 دولار للدوام الكامل و650 دولارا لأقل من 20 ساعة على أن تنتهي بنهاية مارس آذار القادم.
لكن الدكتور عبد الله العجلان اعتبر تلك الخطوة متعدلة، حيث قدرت وكالة الاحصاءات الأسترالية أن أكثر من 35 في المائة من الشركات تتوقع صعوبة في الوفاء بالالتزامات المالية خلال العامين القادمين.
وقال العجلان إن "دفعة JobKeeper ساعدت الكثير من الشركات على الحفاظ على علاقتها مع الموظفين خلال العام الجاري." وأضاف "لكت الشركات لن تتمكن من الحفاظ على الموظفين مع توقف الإعانات."
وأكد العجلان أن "إنهاء إعانة JobKeeper ستؤدي إلى تراجع معدلات التوظيف في الاقتصاد، حيث من المتوقع أن تفقد أستراليا 145 ألف وظيفة أو أكثر بدوام كامل خلال العامين القادمين بنسبة 1.2 في المائة."