كانت أسيل تايه تقود سيارتها على أحد شوارع ملبورن ومعها ابنتها ريما. لكن السيارة توقفت فجأة فلم تدرِ أسيل ماذا تفعل. وفجأة رأت شابا يتقدم لمساعدتها، ثم تبعه رجل آخر.
قام الرجلان بمساعدة أسيل ولم يكونا يعرفانها من قبل.
قصة تشابكت فيها الصدف.
فلم تكد تتوقف سيارة أسيل بعدما نفذ منها الوقود حتى رأت شابا يهرع لمساعدتها. وتبعه رجل آخر.
الشاب هو أنجلو كربات، عراقي مولود في الأردن، وعمل في سوريا كمنقذ من الغرق.

أنجلو كربات الذي هبّ لمساعدة سيدة عالقة بسيارتها وسط الطريق Source: Angelo Kerbat
تقدم أنجلو وبدأ بدفع السيارة إلى جانب الطريق.
في هذه اللحظة كان جميل وهو فلسطيني من مواليد العراق مارّا في سيارته قرب المكان وكانت ابنته معه. فشاهد أنجلو وهو يحاول تحريك السيارة الخالية من البنزين إلى جانب الشارع، فهرع بدوره لمساعدة أنجلو.
في هذه الأثناء كانت أسيل تتصل بزوجها تتطلب منه الحضور إلى المكان لمساعدتها في ملء خزان الوقود. لكن مكان عمله بعيد.
وتقول أسيل: "لم يكن ليتمكن من الحضور بسرعة، وكنت لا أزال قرب السيارة لكن الرجلين غادرا المكان، واعتقدت أن المسألة انتهت هنا".
ولم تكن أسيل تدري بأنهما ذهبا لإحضار البنزين من محطة الوقود.
عاد أنجلو وجميل ومعهما البنزين الثمين!.
وتقول أسيل: "عادا وهما يحملان البنزين، ثم قاما بقص قنينة ماء من البلاستيك كانت في السيارة، وجعلوا منها محقانا لكي يضعا البنزين في خزان السيارة".
أسيل التي هاجرت إلى أستراليا منذ حوالي تسع سنوات، تقول إن هذه الحادثة جعلتها تشعر أن "البلد كلها نخوة ودفء وعروبة، وفيها كل الأصالة والشيء الجميل الذي يميزنا كعرب".
فما الذي دفع أنجلو للمسارعة في مساعدة أسيل؟
يقول أنجلو في حديث مع SBS Arabic24 إنه يساعد من أجل المساعدة وليس من أجل أي شيء آخر.
"هذا أنا، أحب المساعدة، ولا يهم لون البشرة أو العرق أو الدين. تكفيني أن أرى ابتسامة شخص قدمت له المساعدة".
ويعتقد أنجلو أن الصفات الإنسانية وقيم النخوة والمروءة لا تزال موجودة لأنه وكما يقول: "إن خليت خربت".
استمعوا إلى القصة بالصوت في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.
هل أعجبكم المقال؟ استمعوا لبرنامج "أستراليا اليوم" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الثالثة بعد الظهر إلى السادسة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على