كيف نتعامل مع القلق الذي تسببه التغطية الإعلامية لفيروس كورونا؟

Coronavirus

Source: AAP

"اترك القلق وابدأ الحياة"


في ظل ارتفاع حصيلة ضحايا فيروس كورونا والتي ناهزت 3000 شخص من أصل 90 ألف مصاب وانتشار الفيروس الذي بات يُعرف علمياً باسم COVID-19 إلى عشرات الدول حول العالم، بدأت وسائل الإعلام بنشر الأخبار والتحليلات والنصائح الطبية بشكل مكثف مما تسبب بإشاعة حالة من الهلع بدت جلية على مواقع التواصل الاجتماعي وتسببت بإقبال غير مسبوق على تخزين المواد الغذائية خوفاً من تفاقم الوضع وتحول الفيروس إلى وباء.

البحث عن بصيص أمل أو خبر ايجابي في هذا الطوفان من الأخبار السيئة ذات العناوين الرنانة "المرعبة" ليس أمراً سهلاً وحتى إن صادفت خبراً يؤكد مثلاً أن نسبة الوفيات لا تتجاوز 1% من إجمالي الإصابات، ستجد أن الأخبار السيئة أكثر تناقلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هكذا ويوماً بعد يوم، يتراكم في ذهن المتلقي انطباعات سلبية تفوق حجم المشكلة مما ينعكس على طريقة تعاطي الأشخاص مع الأزمة ومثال ذلك التهافت على الأسواق لشراء المؤن العذائية.


النقاط الرئيسية

  • كثافة التغطية الإعلامية لأخبار انتشار فيروس كورونا تسببت بإصابة الكثيرين بالقلق مما يستدعي حلولاً من خبراء
  • أخصائية اجتماعية ترى أن التعامل مع القلق يبدأ بالاعتراف بالمشكلة والبحث عن الأسباب الحقيقية التي تسبب
  •  كلية غرب سيدني للتعافي من الأمراض النفسية تنظم ورشة عمل اليوم بعنوان: فهم القلق

 

سألنا خبيرة الدعم المجتمعي في كلية غرب سيدني للتعافي من الأمراض النفسية السيدة عدلة أبو شنب عن الطريقة الأمثل للتعامل مع القلق المترافق مع تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا فبدأت حديثها بالقول أن الشعور بالقلق أمر طبيعي وقد يغدو في كثير من الأحيان دافعاً ايجابياً للتعامل مع متغيرات الواقع ومتطلبات الحياة.

ولكن متى يتحول القلق في حياة الشخص إلى مشكلة؟ تقول أبو شنب أن تحول القلق إلى شبح يتربص بحياة الشخص ويستحوذ على تفكيره طوال الوقت من شأنه أن يحرمه من النوم ويعكر مزاجه: "إذا بات الشخص يترقب الأخبار السيئة على وسائل التواصل الاجتماعي ويتابعها على الدوام ستصبح ساعات نومه أقل وبالتالي انتاجيته ستتأثر سلباً في اليوم التالي في العمل."
Coronavirus anxiety
Workers without paid sick leave have additional reasons to worry about the coronavirus outbreak. Source: Getty Images
وتتفق أبو شنب مع الطرح الذي يتهم وسائل الإعلام بالمبالغة في تضخيم أخبار فيروس كورونا ولكنها في ذات الوقت أشارت إلى اختلاف المنظور الذي يحكم تصور الأشخاص واستيعابهم لقصة معينة، فإذا كان الشخص ايجابياً سينظر إلى الجانب الملآن من الكأس ويتبع إجراءات السلامة لتجنب العدوى ولكن صاحب المنظور السلبي سيعاني أكثر: " سيشعر البعض بأن المستقبل بات مهدداً مما سيرهقه لأن الموضوع سيحتل حيزاً كبيراً من تفكيره وعلى نحو سيدفعه لاختلاق سيناريوهات غير منطقية والتصرف على أساسها."

نصائح للتعامل مع القلق

قالت أبو شنب أن الطريقة الأمثل للتعامل مع أي مسألة مقلقة هي البحث عن معلومات أكثر وفهم الموضوع بشكل كامل لكي تتبدد الشكوك وتتلاشى الاحتمالات غير المنطقية: "لنفترض أنك متوتر من مقابلة مثلاً ستعرف أن سبب التوتر هو قلة معلوماتك، قم بالبحث في التفاصيل وحضر نفسك. تعامل مع فيروس كورونا من نفس المنطلق، اذا اتخذت اجراءات السلامة والحيطة لن تشعر بالقلق."

جدير بالذكر أن كلية غرب سيدني للتعافي من الأمراض النفسية تقيم اليوم ورشة عمل بعنوان "افهم القلق؟"  في مبنى بلدية اوبرن وذلك ضمن سلسلة تثقيفية تستهدف أبناء الجالية العربية وجاليات اثنية أخرى. وتأمل أبو شنب أن تزود هذه الورشة الحاضرين بالمهارات الأساسية للتعامل مع القلق ومساعدة الآخرين على تخطي المتاعب النفسية المرافقة لهذه المشكلة.

استمعوا إلى المقابلة مع السيدة عدلة أبو شنب في التدوين الصوتي المرفق بالصورة. 

 


شارك