النقاط الرئيسية
- تخرجت تغريد من جامعة الموصل وحازت المرتبة الأولى بين أقرانها في قسم علوم الحياة عام 1981.
- رحلة الهجرة بدأت من الصفر فلم يكن مع هذه العائلة الصغيرة سوى الحقائب والأمل.
- لم تندم على الهجرة، فحماية عائلتها كان الهدف من الهجرة وحافظت عليها وبقيت العائلة متماسكة متحدة.
ضمن سلسلة "قصة هجرتي" التي تقدمها أس بي أس عربي24 في لقاءاتها مع أبناء الجالية العربية في أستراليا، قالت الأكاديمية الأسترالية العراقية الدكتورة تغريد استيفان التي حطت رحالها مع زوجها وطفلين في مدينة ملبورن بعد رحلة من التوتر بين الإقدام والإحجام لاتخاذ خطوة نحو الهجرة، حتى الوصول إلى القرار النهائي لترك العراق نحو تركيا وصولاً إلى هبوط الطائرة على مَدرج مطار ملبورن عام 1995.
وصفت الدكتورة الأكاديمية تغريد حياتها في العراق قبل قرار الهجرة بأنها حياة موفقة هادئة. فقد تخرجَت من جامعة الموصل وحازت المرتبة الأولى بين أقرانها في قسم علوم الحياة عام 1981 لتصبح معلمة ثم مُعيدة في الجامعة، وتكمل درجة الماجستير في جامعة الموصل في علم الأحياء الدقيقة.
اقترنت بزوجها الذي كان يمتلك عملاً مستقلاً في التصميم والخط العربي. لكن حرب الخليج وغزو العراق للكويت عام 1990 وتداعيات هذا الغزو على العراق سياسيًا واقتصادياً، أجبرها مع عائلتها الصغيرة على الهجرة: "أُرغمنا على السفر عبر الجبال بين حدود العراق وتركيا. مشينا أنا وزوجي وطفليّ الصغيرين، أحدهما بعمر سبعة أعوام والآخر بعمر العامين، في رحلة مدتها 12 يوماً بدأت في شهر نيسان/أبريل عام 1991 بين الثلوج وحقول الألغام، وفي أحد الأيام أكلنا الثلج والخبز فقط".
وسط هذه الظروف الصعبة، لم يستطيعوا إكمال المسير، وعادوا مرة أخرى للعراق، لكن هاجس الهجرة ظل في البال. لذلك توجهت العائلة مرة أخرى نحو تركيا، وقدمت طلباً للهجرة لأسباب إنسانية وانتقلت إلى أستراليا.
رحلة البدايات في أستراليا بدأت من الصفر، حيث لم يكن مع العائلة الصغيرة سوى الحقائب والأمل.
عن رحلة البدايات تقول الدكتورة تغريد: "انتسب زوجي لكلية إدارة الأعمال، ليبدأ عمله بنفس مهنته، أي التصميم والخط لكن بأدوات وتقنية جديدة. واستغرق ذلك وقتاً".
تقدمت تغريد هي الأخرى إلى جامعة RMIT عن طريق أحد الأساتذة العراقيين هناك، لتبدأ رحلة أكاديمية أخرى تأهيلية ثم تكمل الماجستير والدكتوراه.
وعن سبب بقائها في الحقل الأكاديمي قالت: "هذا مجالي وطموحي. للاستمرار في أستراليا، لا بد من الحصول على الشهادات الأسترالية".
وكيف استطاعت التوفيق بن العمل والبحث الأكاديمي وتربية الأبناء والزوج قالت: "كانت حياة مليئة بالتحديات كأم وزوجة وباحثة لدرجة أنني في أحد الأيام كنت أُدرّس ابني ونمت فجأة أثناء متابعتي لتدريسه".
في مسيرة حياتها الأكاديمية قامت بنشر أبحاث عدة وأشرفت على العديد من الأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه وحازت على جائزة "ميديا ستار" لبحث عن جزيئات صغيرة لمعالجة السرطان تقديرًا لجهودها.
الدكتورة استيفان عضوة في الجمعية الأسترالية لعلم الأحياء الدقيقة (ASM) والجمعية الأسترالية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية (ASBMB).
عن عراق الماضي والحاضر والحنين إلى الوطن تقول الدكتورة استيفان:" لدي حنين لعراق زمان، أما عراق اليوم فقد تغير وأصبح مختلفًا".
وتتساءل تغريد: "هل سأشعر بالأمان إذا وصلتُ للعراق الآن؟ بالطبع لا".
وتتمنى تغريد أن يحظى العراق بحرية الرأي واحترام حياة الإنسان وقيمته كما هنا في استراليا، فالإنسان في أستراليا له حقوق وواجبات مصانة: "أجمل ما في العراق جلبناه معنا هنا إلى أستراليا، كالحياة العائلية الاجتماعية بقيمها وارتباطها".
وأكثر تغريد معجبة بتنوع الثقافات واحترام أستراليا لهذا التنوع: "علينا كأبناء جالية أخذ محاسن ما في الثقافتين".
وتهتم الدكتورة تغريد بأبناء الجالية بحكم موقعها الأكاديمي وتنصح الجيل الثاني والقادمين الجدد بمواصلة التعلم وألا يغريهم الربح المالي السريع الذي لا يستند على أساس علمي مهني. كما تنصح بنات الجالية بتحديد الهدف للوصول إلى أعلى المراتب.
وعن شعورها كجدة بعد أن زوّجت أحد أبنائها قالت: "هو أحلى إحساس، فنحن نرى الأبناء يكبرون ونرى الأحفاد أيضاً يكبرون في كنفنا".
وعن قرار الهجرة وهل تشعر بالندم تقول: "بالطبع لا، كان هدفي صون عائلتي، فهي الهدف الأول الأخير وحافظنا عليها وبقينا متماسكين متحدين وهو الأهم".
للاستماع إلى قصة هجرة الأكاديمية الأسترالية العراقية البروفيسور تغريد ستيفان، يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على
يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand