تخيل أن تتلقى اتصالاً من مكتب الضريبة لمطالبتك برد مساعدات مالية حكومية حصلت عليها بشكل قانوني؟ هذا بالضبط ما حدث مع حسن جابر علماً بأنه من حملة تأشيرات الحماية ويسكن مدينة ملبورن.
في بداية جائحة كوفيد-19 - وكملايين الأستراليين - انقطع مصدر رزق حسن الذي كان يعمل العام الماضي في ذروة الموجة الثانية للتفشي في فكتوريا سائق Uber فما كان منه إلا أن توجه إلى وكيل الضريبة الخاص به ليستعلم عما إذا كان مؤهلاً لاستلام دفعات JobKeeper وهي خطة حكومية كلفت خزينة الدولة 130 مليار دولار.
النقاط الرئيسية
- شطب مكتب الضرائب المبالغ التي طالب بها حسن جابر وتصل إلى حوالي 28 ألف دولار.
- تواصل مع حسن 22 شخصاً بعد مقابلة أجراها على أس بي أس عربي24 تلقوا اتصالات بخصوص رد مدفوعات مالية
- نجح حسن والـ Migrant Worker Centre في مساعدة 17 شخصاً على شطب المطالبات التي وصلتهم.
روى حسن القصة قائلاً: "تواصل وكيل الضريبة مع مكتب الضريبة والمكالمة استمرت 35 دقيقة وخلصت إلى أنني مؤهل وعلي تقديم طلب. تمت الموافقة بعد أسبوعين على طلبي وتلقيت المدفوعات لتسعة أشهر".
وبعد انقضاء هذه المدة أخذت الأمور منحى مختلف: "فؤجئت باتصال من مكتب الضريبة، طالبوني خلاله برد 27,900 دولار. تخوفت من أي يكون اتصالاً من محتالين ولكن بمجرد أن ذكرت اسمي ونوع تأشيرتي تأكدت أنه مكتب الضريبة. شرحت لهم أنني اتخذت الخطوات القانونية وتأكدت من أهليتي لاستلام المدفوعات. طلبوا مني تقديم اعتراض رسمي".
شرح حسن لموظف مكتب الضريبة ما حدث بالتفصيل وأنه تقدم بطلبه بشكل قانوني وتمت الموافقة عليه: "قلت لهم إن ما حدث لم يكن خطأي. بعد ذلك نصحوني بتقديم Objection Review لاستئناف القرار واعادة النظر في المطالبة."
وبعد أسبوعين أرسل له مكتب الضريبة رسالة مفادها أنه تم شطب 19,500 دولار من المبلغ الأصلي ولن يترتب عليه سوى دفع 8,400 دولار. وبعد أخذ ورد، نجح حسن في شطب كامل المبلغ ولكنه لم يتوقف هنا بل تواصل مع أس بي أس عربي24 وروى قصته على الهواء ضمن برنامج Good Morning Australia أملاً في مساعدة آخرين من أبناء الجالية ممن تلقوا إشعارات مشابهة من مكتب الضريبة.
كان عندي استعداد للذهاب إلى المحكمة. قلت لهم مستحيل أدفع.

Acting Minister for Education and Youth Stuart Robert. Source: AAP
وبعد التغطية الاعلامية التي حظي بها الموضوع، تواصل مع حسن والمركز 22 شخصاً مروا بتجارب مشابهة وطلب منهم مكتب الضريبة رد مبالغ مالية تراوحت بين 8 آلاف و18 ألف دولار: "قمنا بمساعدتهم على تقديم الـ objection review ونجحنا بالفعل في شطب المطالبات بحق 17 شخصاً ولا يزال خمسة أشخاص بانتظار قرار مكتب الضريبة".
وحسب بيان صادر عن ATO نشرته شبكة ABC فإن المكتب منذ كانون الثاني ينانير 2021، دأب على مراجعة الحالات التي تضمنت منح مساعدات مالية لأشخاص لم تتحقق فيه شروط الأهلية وخصوصاً بما يتعلق بنوع التأشيرة.
وورد في البيان "تبين لنا أن بعض الأشخاص ممن لا ينطبق عليهم شرط الإقامة الخاصة، حصلوا على دفعات JobKeeper. من 28 فبراير 2021، حدد المكتب 284 مليون دولار كمدفوعات زائدة، استرجعنا 138 مليون دولار ونسعى لاسترجاع 82 مليون دولار أخرى."
وفي سؤال من أس بي أس نيوز لوزير التوظيف ستيوارت روبرت حول الموضوع، أقرّ الوزير بأن الحكومة ستتنازل عن المبالغ المطلوبة في حال وقع خطأ ما ولكنه شدد على أن كل حالة سيُنظر فيها على حدة.
ولكن رغم تصحيح هذه الأخطاء وان تم تقديم الاعتراض بعد انقضاء الفترة القانونية (60 يوماً) فإن حسن يعتبر أن الضرر النفسي الذي لحق بمن وصلتهم هذه الاتصالات "كبير" خصوصاً في ظل الجائحة وتخوف الكثيرين من وصمهم "بالمحتالين" ممن حاولوا التحصل على مبالغ مالية ليست من حقهم.
استمعوا إلى قصة حسن جابر في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.