النقاط الرئيسية:
- ولدت هيلدا في سوريا في بلدة مشتى الحلو من ريف طرطوس، وقضت في هذه البلدة معظم مراحل دراستها، حيث عند بلوغها المرحلة الجامعية انتقلت هيلدا الى مدينة حلب
- تعرفت هيلدا على زوجها عند حضوره لأحدى الندوات الثقافية الذي كان يجريها المركز الثقافي الذي تديره، أعجب أبن مدينة دير الزور السورية بهيلدا وكان الإعجاب متبادلاً
- الحرب التي وقعت في سورية دمرت كل أحلام عائلة هيلدا، فهجّرت عائلة هيلدا كغيرها الكثير من العائلات من مدينة دير الزور
- قررت هيلدا مع عائلتها فتح مطعمهم الخاص في ملبورن وتقديم المأكولات السورية الشهية والتي تعدها هيلدا بنفسها للزبائن
ولدت هيلدا في سوريا في بلدة مشتى الحلو من ريف طرطوس، وقضت في هذه البلدة معظم مراحل دراستها، حيث عند بلوغها المرحلة الجامعية انتقلت هيلدا الى مدينة حلب لدراسة العلوم الطبيعية.
لم تجر الظروف بما يناسب هيلدا، فلطالما حلمت بالذهاب بعيداً في دراستها الجامعية، حيث أرادت الحصول على شهادة الدكتوراه، مما اضطرها في ذلك الوقت الى إنهاء المرحلة الجامعية والبدء بالعمل في مهنة التدريس.
شغلت هيلدا أيضاً منصب مديرة المركز الثقافي في مشتى الحلو.

كانت هذه من أجمل مراحل حياتي، حيث تعاملت مع كافة طبقات المجتمع مما أكسبني خبرة كبيرة في الحياة، وأثقل شخصيتي
تعرفت هيلدا على زوجها عند حضوره لأحدى الندوات الثقافية الذي كان يجريها المركز الثقافي الذي تديره، أعجب أبن مدينة دير الزور السورية بهيلدا وكان الإعجاب متبادلاً، حيث لم يمض ألا بضعة أشهر إلا وتزوجت هيلدا، لتنتقل للعيش في مدينة زوجها في دير الزور.
"حبي لزوجي كان سبب انتقالي من بلدتي مشتى الحلو الى مدينة دير الزور، ولم أشعر بالندم أبداً، فدير الزور مدينة جميلة جداً"
قضت هيلدا 20 عاماً في مدينة دير الزور وتصف هيلدا هذه السنين "بأجمل أيام حياتها".
عمل زوج هيلدا في مهنة التجارة في مدينة دير الزور، وحققت هيلدا نجاحات كبيرة في مهنتها في دير الزور، ولكن الحرب التي وقعت في سورية دمرت كل أحلام عائلة هيلدا، فهجّرت عائلة هيلدا كغيرها الكثير من العائلات من مدينة دير الزور، لتعود الى مشتى الحلو لكن هذه المرة مع زوجها وابنها الوحيد.

"افتتحنا المحل التجاري في صافيتا، وأكملت أنا عملي كمدرسة بالإضافة الى مساعدة زوجي، لاقى مشروعنا التجاري نجاحاً كبيراً، ولكن كانت الأوضاع تسوء بشكل كبير في سوريا، وهنا بدأنا التفكير في الهجرة الى أستراليا"
سافرت هيلدا مع العائلة الى لبنان قبل أن يتم الموافقة على طلب اللجوء الى أستراليا، لتبدأ مرحلة جديدة كلياً في حياة هيلدا وعائلتها.
"هنالك مراحل محزنة جداً سبقت سفرنا الى أستراليا، لا أحب الخوض في تفاصيلها وأحاول دائماً نسيانها"

"ابننا كان السبب الرئيسي في قرار هجرتنا الى أستراليا، حيث بسبب عدم الاستقرار والانتقال المتكرر من مكان الى أخر منعه من الذهاب المدرسة وإكمال دراسته لثلاث سنوات"
الانتقال الى أستراليا كان الأصعب على هيلدا، فهنا اختلف كل شيء، بلد جديد بعيد كل البعد عما سبق، لغة مختلفة، ونمط حياة جديد لا يشبه ما سبقه بشيء.
لدى هيلدا وزوجها عائلة كبيرة في أستراليا مما هون عليهم غربتهم.
عادت هيلدا الى مقاعد الدراسة بعد أن عملت كمدرسة لـ 30 عاماً، فكان عليها في أستراليا تعلم اللغة الإنكليزية.
كان من الصعب جداً قبول فكرة أن أعود الى مقاعد الدراسة، وأن أجد أسلوب مختلف تماماً عما مارسته في التعليم
طلبت المدرسة في أحد الأيام من الطلاب ومن ضمنهم هيلدا جلب بعض الأطعمة الخاصة بكل ثقافة خاصة بالطلاب، وهنا هيلدا جلبت أشهر المأكولات والأطباق السورية كما الحلويات والتي وجدت أستحسان كبير عند الجميع.
"لاحظت أن كل ما جلبته من طعام نفذ وبسرعة قياسية، وطلب الجميع مني جلب المزيد في المرات القادمة، وهنا راودتني فكرة المطعم السوري"

قررت هيلدا مع عائلتها فتح مطعمهم الخاص في ملبورن وتقديم المأكولات السورية الشهية والتي تعدها هيلدا بنفسها للزبائن، فعملت بدايتاً في إحدى المطاعم لاكتساب خبرة العمل المطلوبة.
"الانتقال من مهنة التدريس الى مهنة الطبخ كان تحدي كبير للغاية"
"مررنا بصعوبات كبيرة في البداية، ولكن الإصرار كان مفتاح النجاح"

نحن السوريين لم نتهجر نحن انتشرنا في العالم، وانتشارنا كان كانتشار الياسمين الشامي ذو الرائحة العطرة
المزيد في التدوين الصوتي اعلاه.