كيف تساعد طفلك على الحفاظ على تراث اللغة والثقافة أثناء نشأته في أستراليا؟

Child drawing Figures

Bilingual tend to better understand difference, the world around them and be more empathetic. Source: Credit: Getty Image / Catherine Falls Commercial

لا أحد ينكر الفوائد العديدة لتحصيل الدراسة بلغتين، والتي أصبحت موثقة ومثبتة بشكل جيد. وتظهر الدراسات المبنية على تجارب وخبرات شخصية، أن المرونة والتعديل في متطلبات المواد الدراسية ضروريان ليتناسبا مع رغبة وقدرات الطلاب وان النجاح في تعزيز الهوية الثقافية يكمن في أخذ احتياجات وقدرات الطفل بعين الإعتبار عند الإنخراط للتعليم الثنائي اللغة.


تكشف بيانات التعداد السكاني أن أكثر من خُمس الأسر الأسترالية تتحدث لغة أخرى غير الإنجليزية. 

وفيما يدرك الوالدون صعوبة تعليم الأطفال لغة ثانية ومتطلبات المام الكثيرة، تشير الأبحاث إلى أن الأمر يستحق العناء. 

ويشرح أستاذ اللغويات بجامعة ملبورن John Hajek ، أن الأمر يتعلق بالتنمية الشخصية في نطاقها الأوسع وأن الأطفال ثنائيّ اللغة يتفهمون الإختلاف وهم أكثر قابلية على فهم الناس من حولهم وعلى تحصيل نتائج أفضل في الإمتحانات.

ويشير البروفيسور حاجك الى أن تعلم لغة ثانية يساعد العائلات على نقل المعرفة الثقافية والتراث من جيل الى جيل، بالنسبة للعديد من المجتمعات الإثنية. لأن اللغة والثقافة مرتبطتان ببعضهما البعض بشكل وثيق.
وتقدم مدرسة Abbotsford الإبتدائية، وهي واحدة من 12 مدرسة حكومية ثنائية اللغة في فيكتوريا، أقدم برنامج باللغة الصينية في الولاية تم إنشاؤه في عام 1984.

يقول مدير المدرسة المذكورة ستانلي وانغ إن التركيبة الديموغرافية للطلاب قد تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الحين.

وكانت Vasso Zangalis وهي مواطنة أسترالية من الجيل الثاني من أصول يونانية، من أوائل الأطفال في أستراليا الذين تلقوا تعليما ثنائي اللغة في المدارس من خلال برنامج تجريبي في الثمانينيات.

وأضاف السيد وانج أنه عندما ينشأ الأطفال في بيئة متعددة اللغات، وفي أجواء تعتبر هذه التربية أمرا طبيعيا، فهذا سيساعد على تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات والهوية الثقافية أكثر.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالتعرف والغوص أكثر في الإرث الثقافي، يوضح البروفيسور حاجيك وهو جزئيا من خلفية سلوفينية، أن أهمية اللغة تختلف من عائلة الى أخرى وتتفاوت ما بين المجتمعات المتنوعة.
وتعترف السيدة Zangalis بالصلة القوية التي تجمع ما بين المجتمع واللغة والثقافة. 

وبصفتها والدة لطالبين في المدرسة، تقول السيدة زانجاليس إنها محظوظة جدا لتوفر شبكة دعم قوية لتعلم لغة ثانية في أستراليا، وهي وتنصح الوافدين الجدد إلى البلاد باتخاذ خطوات عملية لتحفيز البرامج اللغوية على الصعيد المجتمعي وفي المدارس.

وعندما تتذكر زانجاليس تجربة أطفالها ومشاركاتهم في فقرات سرد القصص في المكتبة العامة، تقول إنه يمكن أيضا إطلاق برامج ثنائية اللغة وإنشاؤها من الصفر خارج المدرسة.

بالمقابل ينصح البروفيسور حاجك العائلات المتحدثة بلغتين، بإبقاء التوقعات واقعية ومعقولة بشأن أطفالهم.

ووفقًا للسيد وانج، فإن التكيف مع تعليم لغة ثانية أمر ضروري مع الواقع الذي يعيشه الطفل، لتجنب الشعور بأن اللغة والثقافة عبء إضافي.


شارك