"كان يضربني وأنا حامل": ناجية من العنف المنزلي تروي تجربتها المروّعة

Eman

Source: Eman

تٌقتل امرأة واحدة على الأقل أسبوعياً في أستراليا على يد شريك حالي أو سابق.


لم تكن تعلم ايمان أن "زواجها التقليدي" سيؤدي إلى وقوعها ضحية للعنف المنزلي، فبعد رضوخها للضغط المجتمعي المفروض على الفتيات في الشرق الأوسط والتعليقات على شاكلة "نريد أن نفرح بكِ" و "نرغب برؤية أطفالك"، قررت الارتباط برجل كان يبدو "عادياً" وخياراً مناسباً للاستقرار.

وبعدما بات الاثنان تحت سقف واحد، بدأت ايمان تشعر بأن الواقع مغاير لتصوراتها السابقة: "في بداية زواجنا مارس ضدي العنف، ولكنه لم يكن عنفاً جسدياً وانما نفسياً ومادياً."

وفي حديث لأس بي أس عربي24 نقلت لنا صورة من داخل هذا المنزل الذي كادت تفقد فيه حياتها: "بدأت نبرة صوته تعلو، آرائي ممنوعة وليس هناك من متسع لديه للرأي الآخر. تدريجياً بدأ الأمر يزداد سوءاً."

المرة الأولى التي تعرضت فيها ايمان لعنف جسدي، كانت حاملاً في شهرها الرابع: "لم يتمالك نفسه أثناء نقاش والوسيلة الوحيدة لإسكاتي كانت ضربي."

كان الأمر صادماً بالنسبة لي. ضربه كان عنيفاً للغاية إلى درجة اضطرتني للذهاب إلى المستشفى. كنت خائفة على الجنين وفي جسدي الكثير من الكدمات. كنت منهارة نفسياً لأنها المرة الأولى التي أتعرض فيها للضرب.

عايشت إيمان هذه التجربة المروّعة قبل أن تهاجر إلى أستراليا في إحدى الدول العربية. ولكن هذه الظاهرة متفشية في المجتمع الأسترالي كذلك والضحايا يدفعون أثماناً باهظة جراء مرورهم بتجارب شبيهة فكل يوم تدخل ثماني نساء إلى المستشفى بسبب اعتداء من الشريك وكل اسبوع تُقتل امرأة على يد شريكها السابق أو الحالي.
could_the_coronavirus_pandemic_see_more_people_suffer_from_domestic_violence
Conceptual Close-Up Of An Abused Woman Source: EyeEm
ووفق تعريف الخبراء فإن العنف المنزلي لا يقتصر على الاعتداءات الجسدية وانما يشمل أيضاً الابتزاز العاطفي والمالي والتحكم بالشريك وابقاؤه في حالة خوف.

التجأت ايمان إلى عائلتها عندما تكررت الاعتداءات ولحسن حظها وفق والداها إلى جانبها ولكنها في نفس الوقت لمست في دائرتها المقربة لوماً لها على تصرفات زوجها: "أكثر التعليقات التي آلمتني جاءت من والدة زوجي السابق عندما كنت أشكو لها تصرفات ابنها فقالت لي مرة: "ماذا فعلتِ لتوصليه إلى هذه المرحلة من العصبية؟ ردها تسبب لي بصدمة كبيرة."

وبعد وساطات عدة، قررت ايمان إعطاء زوجها السابق فرصة أخرى بعد أن اعتذر لها وتعهد بعدم تكرار الاعتداءات وهكذا استمر الزواج الهش ورُزق الزوجان بطفلهما الأول.

ولكن الفصل الجديد في حياة العائلة الصغيرة ظلّ مطلخاً بالعنف وان لم يكن جسدياً في خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل: "لم يكن هناك في البداية عنف جسدي ولكنه كان يتعمد تحطيم نفسيتي. كنت مُتعبة في تلك الفترة بعد الحمل وما يترافق معه من تغيرات هرمونية. تدهورت العلاقة بيننا بشكل كبير ولكنني كنت أعتقد أن الوضع سيتحسن."

النقطة الفاصلة في حياة ايمان كانت عندما ضربها زوجها وطفلها الرضيع على يدها: "ضربني مرة أخرى ولكنه كان أكثر عنفاً من المرات السابقة. كان بكل لا مبالاة يضربني وأنا كنت كأم مستعدة لبذل روحي فداءً لابني. طلبت منه أن يتوقف لدقيقة عن ضربي إلى أن أضع الطفل جانباً."
شعرت أن حياتي مهددة. حاول خنقي بالضغط على رقبتي لكي لا أتمكن من التنفس. قررت إنهاء العلاقة خوفاً على حياة وحياة ابني.
في اليوم الذي قررت فيه طلب الطلاق، اختارت ايمان الاجتماع بزوجها في مكان عام تحسباً من ردة فعله ولكنه انتظر إلى أن غادرا المكان وعادا إلى السيارة ليعتدي عليها مجدداً: "حاول التسبب بحادث مروري. ظل يضربني بشكل عنيف وبعد ذلك أخذ مفتاح السيارة ورماه خارجها. كنت تقريباً فاقدة للوعي."

تعيش ايمان اليوم في أستراليا حياة مستقرة هادئة وترى أن مشاكل المرأة في كل مكان واحدة: "مطلوب من المرأة أن تقدم التضحيات دائماً وكأنها انسانة درجة ثانية. نحن نطالب بحقوقنا ليس رفاهية وانما لضرورة ترسيخ الحقوق لتغيير طريقة التفكير لاحقاً على نحو سينعكس على العلاقات عندما يشعر الطرفان بأنهما متكافآن."

استمعوا إلى المقابلة مع الناجية من العنف المنزلي ايمان في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه بحاجة إلى المساعدة ، فيرجى الاتصال بـ 1800 RESPECT على 1800737732 أو 1800RESPECT.org.au

خط مساعدة الأطفال على 1800 55 1800 أو اذهب إلى موقع kidshelpline.com.au

اتصل بخدمة إحالة الرجال 1300766491 أو اذهب إلى ntv.org.au

يمكنك الاتصال بـ Lifeline 13 11 14


شارك