هل ولّى عهد الحمائم وجاء عهد الصقور في سياسة أستراليا الدفاعية؟

Prime Minister Scott Morrison said the defence strategy is in response to a "more dangerous and disorderly world".

Prime Minister Scott Morrison said the defence strategy is in response to a "more dangerous and disorderly world". Source: AAP

كشف رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم عن خطة لتعزيز قدرات الجيش الأسترالي في الدفاع والردع بكلفة 270 مليار دولار على مدى العقد القادم في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر في منطقة الباسيفك.


قبل إعلان النصر على وباء كورونا الذي اكتسح العالم وخلّف مئات آلاف الوفيات وأدى إلى تدهور كثير من  الاقتصادات، طالعنا رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم بالإعلان عن خطة يريد من خلالها تعزيز قدرة قوات الدفاع الأسترالية على ما أسماه "ردع التهديدات في المنطقة، والرد عند الضرورة".

نبرا عن تخصيص مبلغ 270 مليار دولار تنفق على مدى العشر سنوات المقبلة لإعداد الجيش الأسترالي وتعزيز قدراته الدفاعية بما في ذلك تجهيزه بصواريخ جديدة بعيدة المدى. وقال موريسون إن جهود أستراليا يجب أن تركز أكثر على الجهود في منطقة الهند- المحيط الهادئ.


النقاط الرئيسية

  • مبلغ 270 مليار دولار لتعزيز قدرة الدفاع والردع في أستراليا
  • أسلحة متطورة بحرية وبرية وجوية وفي الاتصالات والتجسس
  • التوتر في المنطقة في تصاعد 

يأتي الكشف عن هذه الخطة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة ومن ضمنها التنافس الاستراتيجي المتزايد بين الصين والولايات المتحدة، وجاءت هذه الخطة بمثابة تحديث وتسريع للتوجهات التي كُشف عنها في خطة الدفاع عام 2016، والتي كان أعلن فيها عن تخصيص مبلغ 195 مليار. وقال موريسون إن عام 2020 أثبت أن التحديات والتهديدات التي نواجهها كدولة تتطور باستمرار.

ويتزامن هذا التحول في أهداف الدفاع  مع تركيز موريسون في السياسة الخارجية على منطقة أستراليا، بما في ذلك خطة تعرف ب Pacific Step-Up التي تهدف إلى خلق علاقات أقوى مع الدول المحيطة. ويأتي أيضا تزامنا مع تحول السياسية الامريكية في عهد دونالد ترامب للتركيز أكثر على الشؤون الداخلية الامريكية.

ويقول العميد المهندس المتقاعد من الجيش المصري تادرس عزيز بدوي إن أستراليا قد تكون تأخرت في بناء قدراتها العسكرية مع بروز الصين ووجود بؤر ملتهبة ومتوترة في أنحاء العالم. 

ودافع السيد بدوي عن "حق أستراليا في امتلاك القدرة على الدفاع عن نفسها بوجه من لهم أطماع في المنطقة"، كما قال في حديث مع SBS Arabic24.
A Royal Australian Air Force F/A18F Super Hornet
Source: AAP
وبينما أعلن موريسون أن أستراليا ستدافع عن مبادئها وقيمها كمجتمع منفتح وحر، أعلن أن أستراليا ستبقى مستعدة للمساهمة العسكرية خارج منطقة المحيط الهادئ، بما في ذلك دعم التحالفات بقيادة الولايات المتحدة. لافتا إلى أن العلاقات الامريكية الصينية متصدعة الآن بسبب تنافس الدولتين على التفوق السياسي والاقتصادي والتكنولوجي.

لكنه شدد على أن تكون استراليا قادرة على الرد على أي تحد في المنطقة، وقال لكي تكون أستراليا حليفا أكثر فعالية يجب أن تستثمر في أمنها الخاص.

ويقول العميد المتقاعد تادرس بدوي إن الحرب القادمة ليست "حرب جنود" إنما هي حرب الكترونية. والمسألة تعتمد على نوعية السلاح وليس بالضرورة على عديد القوات المسلحة".

تشمل الخطة الدفاعية الجديدة تزويد القوات المسلحة الأسترالية بأسلحة قادرة على استهداف أهداف بحرية وبرية عن بعد آلاف الكليومترات، وأسلحة اختبار ما فوق الصوتية بعيدة المدى، وتعزيز قدرة المراقبة الإلكترونية، بالإضافة إلى بناء شبكة من الأقمار الصناعية تؤمن لأستراليا شبكة اتصالات مستقلة.
An undated file photo shows the radar domes of the
the radar domes of the top-secret joint US-Australian missile defence base at Pine Gap near Alice Spring in central Australia Source: AFP
وقال موريسون إن الواقع هو أن أستراليا انتقلت إلى عصر استراتيجي جديد أقل اعتدالا" وأضاف "إن المنطقة أصبحت الآن مركزا لمنافسة استراتيجية متزايدة".

 وأشار إلى المواجهة الأخيرة التي حصلت على الحدود المتنازع عليها بين الهند والصين، والنزاعات الأخرى في بحر الصين الجنوبي، وبحر الصين الشرقي.

وقال السيد موريسون إنه سيتم استثمار نحو 7 مليارات دولار في القدرات الفضائية على مدى العقد المقبل ، واستثمار 15 مليار دولار في القدرات الالكترونية وحرب المعلومات.

وختم موريسون بالقول إن استراليا بحاجة إلى قدرات ردع أقوى لردع من يحاول المساس بالمصالح الاسترالية، ومن أجل منع أي هجوم على أستراليا، وتجنب الحرب.

استمعوا إلى اللقاء الصوتي كاملا مع العميد تادرس عزيز بدوي في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة. 

 


شارك