عاشت زينب سنوات طفولتها الأولى في العراق، لكن خطراً محتوماً على العائلة أجبر والديها على أخذ القرار الأصعب والمجازفة بالصعود على مراكب الموت هرباً من قدر كان محتوماً عليهم.
صعدت زينب مع والديها وأخوتها على تلك المراكب من دون حتى حقيبة سفر، وأستراليا كانت الوجهة التي كان من المفروض أن يصلوها خلال يومين بحسب قول المهربين. لكن الرحلة دامت أسبوعاً في عرض المحيط الذي لم يعرفوا آنذاك ماذا يخبئ لهم وما إذا كانوا سيصلون وجهتهم أم لا.

المحامية زينب السويدي تستلم جائزتها. Source: Supplied
كنت أنا وإخوتي أطفالاً، لم ينادونا بأسمائنا، بل كان لكل منا رقم معين. كنا نأكل عندما يدق الجرس ثم نعاود الذهاب للغرفة أو نخرج للباحة. كنا وسط الصحراء لا نعلم ما إذا كان العالم الخارجي يعلم بوجودنا.
هذه التجارب التي عاشتها زينب دفعتها لأن تتخصص في مجال المحاماة وتحديداً الهجرة، لكي تمنح الآخرين فرصة القدوم إلى أستراليا بطريقة آمنة أكثر مما عاشته هي شخصياً ولمنحهم فرصة أفضل بالعيش في أستراليا، لا سيما أن مشاهد الهلع على القارب لا تزال مطبوعة بذاكرتها حتى اليوم.
لا تفارق مخيلتي مشاهد الصراخ على القارب عندما أراد أحدهم الانتحار، لأنه ربما كان اليوم الأخير لنا ونحن لا نرى حولنا سوى المياه.

المحامية الأسترالية العراقية زينب السويدي Source: Supplied
إن تفاني زينب في مجال عملها وخدمتها لأبناء الجالية أمر خوّلها مؤخراً وبكل فخر الحصول على جائزة أفضل محامية شابة لعام 2023 في جنوب أستراليا تقديراً لجهودها وعملها الدؤوب.
هذه الجائزة هي من حق أمي وأبي، لأنهم يشعرون بأنهم جاؤوا بنا إلى أستراليا عبر طريق صعب، ولكن النتيجة كانت جيدة.
كما كان لزوج زينب الدور الأكبر في دخولها عالم المحاماة، وكان الداعم الأكبر لها ومن شجعها لولوج هذا الطريق.
استمعوا إلى قصة المحامية الأسترالية العراقية زينب السويدي في التسجيل الصوتي أعلى الصفحة.