"ديمقراطية وهمية": هل يتكرر سيناريو أفغانستان في العراق بعد انسحاب الأميركيين؟

A protester waves the national flag while demonstrators set fire to close streets near Tahrir Square during a demonstration against the Iranian missile strike in Baghdad, Iraq, Wednesday, Jan. 8, 2020. Iran struck back at the United States early Wednesday

Source: AP

استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان يطرح تساؤلات حول مصير الدول العربية التي ما زالت القوات الأمريكية متمركزة فيها.


تابع العالم في الأيام القليلة الماضية تسارع الأحداث في أفغانستان واستيلاء حركة طالبان على الحكم مجدداً، والكثير من المقالات والتحليلات ومقاطع الفيديو المروعة، ولكن الصورة التي ستعلق بالأذهان ستبقى بين مئات الأفغان الذين حاول عشرات منهم التشبث بها هرباً من الموت المحقق.


النقاط الرئيسية

  • انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان بعد 21 عاماً مما سمح لحركة طالبان بالاستيلاء على الحكم مجدداً.
  • يتخوف محللون من استفادة التنظيمات المتطرفة من الهزيمة الأمريكية في أفغانستان.
  • ناشط عراقي يصف أثر دخول القوات الأمريكي على بلاده بالـ "كارثة".

مقطع الفيديو وهو يظهر سبعة اشخاص وهم يتساقطون منها أمواتاً على الأرض، سيظل يختصر لسنوات قادمة هذا الانسحاب الذي طرح تساؤلات حول المصير التي ينتظر دولاً أخرى ما زالت القوات الأمريكية متمركزة في أراضيها كالعراق وسوريا.

بعض المحللين يرون اليوم أن "الهزيمة الأميركية" في أفغانستان ستمنح إيران هامشاً أكبر للتوسع الإقليمي في المنطقة، وآخرون يرون أن الانسحاب الأمريكي قد يسمح لتنظيم داعش بلملمة صفوفه وتوجيه ضربات داخل الأراضي العراقية، وهو سيناريو يذّكر بما حدث في عام 2014 عندما سيطر التنظيم على أكثر من ثلث البلاد.

وعلّق رئيس جمعية بغداد الثقافية قاسم عبود لأس بي أس عربي24 قائلاً: "جرأة الميليشات الموالية لايران ستزداد بمواجهة الدولة. قبل فترة خرجوا بعروض عسكرية في بغداد وأحرقوا صورة رئيس الوزراء، وهم يشكلون قوة لا يستهان بها أمام الجيش العراقي حديث البناء."
"انتصار" طالبان جاء بعد عشرين سنة من الإطاحة بها على يد تحالف بقيادة الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي يتحدث اليوم عن ثغرات في نظام التدريب لا سيما وأن القوات الأفغانية التي أنفقت عليها مليارات الدولارات على مدار سنوات غابت عن المشهد تماماً.

وبالمقاربة بين التدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان، وصف عبود ما حدث بالعراق بالـ "كارثة والتدمير الهائل" وأضاف: "منذ استيلاء القوات الامريكية على السلطة بالعراق، عادت البلاد 100 سنة الى الوراء. طرق غير معبّدة، لا زراعة ولا صناعة، سرقات وفساد مالي وإداري ونهب للمال العام. مآسي لا تعد ولا تحصى."
قاسم عبّود: العراق بلد يطفو على بحيرة من النفط ويأكل بعض أبنائه من المزابل للأسف.
هل اللوم يقع فقط على واشنطن أم أن السلطات المحلية في البلاد التي دخلتها عجزت عن بناء نماذج حكم ديمقراطية ولعبت دوراً في إلحاق الضرر الهائل بشعوب استبشر جزء منها خيراً بالدبابات الأمريكية؟

يرى عبّود أن "الشعوب لا حول لها ولا قوة" و أن الأنظمة التي وصفها بالديكتاتورية "تتحكم برقاب العباد في الدول العربية" وختم قائلاً: "المسؤولية على كاهل الزمر التي نصبتها أميركا لخدمة المشروع الأميركي. جاءت بهؤلاء لتنفيذ برنامجها. في العراق لا كهرباء ولا حتى ماء في بلاد النهرين. أُيُعقل هذا؟"

استمعوا إلى المقابلة مع رئيس جمعية بغداد الثقافية قاسم عبّود في الملف الصوتي المُرفق بالصورة أعلاه.


شارك