مهاجر مصري: "عانيت من العنصرية في أستراليا بعد اعتداءات 11 سبتمبر"

Medhat Attia

مدحت عطية Source: Medhat Attia

هاجر إلى استراليا قبل أحداث 11 سبتمبر وواجه العنصرية لكنه تحداها بالصمود


هاجر إلى استراليا قبل سنة من أحداث 11 سبتمبر وواجه العنصرية لكنه تحداها بالصمود والإرادة. هذه بعض من أحداث قصة المهاجر الأسترالي المصري الذي وصل إلى مدينة ملبورن شهر  آب/أغسطس عام 2000.


 النقاط الرئيسية:

  • وجد المهاجر مدحت عطية الحياة في أستراليا منظمة والاحترام متبادل بين الناس 
  • المحكمة أنصفته في الدعوى التي تقدم  بها والقاضي أذهله   
  • تفاجأ بطقس أستراليا البارد في شهر آب/آغسطس

 وقال مدحت عطية إنه "درس المحاسبة وتوجه إلى مدينة ملبورن سائحا زائرا لها حيث يعيش أخوه." أعجبته ملبورن منذ وصوله لها، لكن صدمته الأولى كانت في جوها الماطر وهو القادم من مصر في عزّ صيفها. ساعده أخوه القاطن في ملبورن ليخطو خطواته الأولى في هذه المدينة التي وجدها مختلفة عن القاهرة ومصر؛ فهي مدينة باردة، تغلق محالها مبكرا والهدوء يسكنها بعد غروب الشمس.

بعد أيام من العيش في ملبورن، قرر الشاب الصعيدي أن تصبح أستراليا مقره ومستقره، وأن يبني حياته ومستقبله في أستراليا ويقول: "وجدت الحياة هنا منظمة، والاحترام متبادل بين الناس، مع رغبة واضحة لمساعدة الآخرين" ويضيف، "كنت متخيلا قبل وصولي إلى استراليا أن يكون سكان أستراليا  فقط من الأستراليين، لكني وجدتهم مختلفي المنابت والمشارب، وهو ما جعلني أشعر بالراحة عند التعامل مع الآخرين فهم سيتقبلونني كمهاجر مثل غيري."

بعد استشارة أخيه، بدأ بتعلم اللغة الإنجليزية، ليدخل بعدها إلى الجامعة ليدرس المحاسبة ليصبح مؤهلا للعمل. في أثناء دراسته، عمل سائقا للتاكسي وتدرج في أعمال كثيرة للتوفير أجر دراسة الجامعة.

ويصف  فترة الجامعة بأنها كانت مفيدة ولاحظ تعاونا من الأساتذة واستعدادا لتعليم الطلبة، مما أشعره بالثقة لطرح أي سؤال أومعنى أشكل عليه. بعد التخرج نصحته مديرة الجامعة بضرورة أن يحصل على الخبرة المحلية بأي شكل من الأشكال لضرورة تأمين العمل كونه حصل على المؤهلات الجامعية في سن متأخرة.

وبالفعل تقدم للعمل لدى أحد المكاتب ليعمل موظفا للإستشارة الضريبية؛ يزور كبار السن أو من لا يستطيعون الوصول إلى المكاتب لتقديم بياناتهم الضريبية. وتنقل بين الولايات حتى استقر به المقام في سيدني ليؤسس مكتبه الخاص لاحقا.
من اللحظات المؤلمة في رحلة هجرة مدحت، تعرضه للعنصرية بعد مرور سنة من وصوله إلى أستراليا فمع حدوث اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا، تعرض كثيرا للعنصرية بأشكال مختلفة بسبب ملامحه العربية، خاصة أثناء عمله كسائق تكسي، مما أدى به في إحدى الحوادث أن يتقدم بشكوى للقضاء ليأخذ حقه.

ويقول عن هذه الحادثة: "دخلت قاعة المحكمة بانتظار القاضي، فدخل رجل ضرير من الواضح أنه موظف هناك، فتسائلت في نفسي "ماذا يعمل هذا الضرير في المحكمة وما طبيعة عمله" ليصاب بالدهشة أن هذا الرجل الكفيف هو القاضي الذي حكم بالقضية لصالحه. يقول عن تلك اللحظة "شعرت بالفرحة وازاد احترامي لأستراليا من جانبين الأول أنني أخذت حقي وثانيا أن الحكومة الأسترالية دعمت هذا الرجل الضرير ليصبح قاضيا."
وبين مصر واستراليا، قال مدحت: "مصر أعطتني الكثير وهي في قلبي ووجداني، إلا أن استراليا أيضا منحتي الكثير."

وأكثر ما أعجبه في أستراليا النظام العدل والحق وعدم التمييز بالإضافة لإتاحة الفرص للمجتهد.

واصفا أستراليا بأنها "أرض الفرص." وأكد مدحت أن كل شيء في أستراليا جميل، لكنه تمنى أن يجلب لها من مصر "لمة العيلة"و الترابط الأسري وهو ما يراه مفقودا هنا.

أما ما سيأخد من أستراليا لمصر قال: "آخذ لمصر النظام الأسترالي بأحكامه وقوانينه في التعامل المشترك المتبادل بين الشعب والحكومة لمافيه منفعة الطرفين"، مؤكدا أن البناء يبدأ من المدارس و التعليم أولا.
مدحت عطية- قصة هجرتي
مدحت عطية- قصة هجرتي Source: supplied by: Medhat Attyaah


وتعلم مدحت أثناء دراسته علم التسويق نظرية شجرة الزيتون والتي تصف الشجرة بأنها تختلف عن غيرها من الأشجار وأنها تستطيع أن تأقلم نفسها مع أي بيئة تعطي الثمار أينما زرعت.

وهو ما اعتبره يصف مهاجري الشرق الأوسط وحوض البحر الابيض المتوسط مع شجرة الزيتون، اذ أن كليهما عندهما "قدرة على الاندماج في بيئة جديدة."

ونصح مدحت عطية المهاجرين الجدد بضرورة التخطيط والصبر والمثابرة، مع ضرورة الاندماج قائلا: " البلد فتحت لنا باب الفرص، لذا يجب أن نعمل من أجل أستراليا".

اضغطوا على التدوين الصوتي في الأعلى للاستماع للمقابلة مع المهاجر المصري الاسترالي مدحت عطية.


شارك