مهاجر مصري: "بعتُ مصنعين وهاجرت في عمر الخمسين إلى استراليا"

قصة هجرتي : سام إبراهيم

قصة هجرتي : سام إبراهيم Source: supplied: سام إبراهيم

سام إبراهيم: "رغم حصول أبنائي وزوجتي على الجنسية الأسترالية لكنني لم أحصل عليها إلى الآن لانشغالي عن تقديم الاوراق."


في رحلة الحياة ينقلك القدر إلى حيث لم تكن تتوقع، وما كنتَ تستبعد حدوثه يفرضه عليك الواقع لتجد نفسك بعد ذلك ممتنا لما حدث؛ فتبدأ رحلة جديدة مليئة بالإنجازات.

هذا بالضبط ما حدث مع المهاجر المصري سام إبراهيم الذي هاجر من مصر إلى أستراليا وتحديدا إلى مدينة ملبورن.

اذ كان إخوته يحاولون الهجرة إلى استراليا في عمر مبكر، الا أنه كان هو الوحيد بينهم الذي يرفض الهجرة مفضلا البقاء في مصر.


النقاط الرئيسية:

  • هاجر إلى أستراليا ليبقى سنتين فقط  ثم "أصبحت سنين ممتدة"
  • كنت أرفض الهجرة لكن الفوضى أثناء ثورة يناير كانت مقلقة
  • يعمل مع أبناء الجالية العربية لإنشاء مكان يجمعهم لعله يكون بديلا مصغرا عن الجامعة العربية التي لم تحقق شيئا للعرب

في لقاء مع إذاعة أس بي أس عربي 24 قال سام إبراهيم: "سبقني إلى استراليا إختي وأخي منذ سنوات، وطلبوا مني الهجرة إلى استراليا مرارا أوعلى الأقل تقديم الأوراق والقدوم للزيارة، لكنني كنت أرفض لرغبتي في البقاء في مصر".

وبعد زواجه و وإنجاب الأولاد استقر به الحال في مصر وتطورت أعماله ليمتلك مصنعين أحدهما لصناعة المطاط والآخر لتدوير إطارات السيارات.

في عام 2006 طلب أخوته منه مرة أخرى تقديم أوراق الهجرة لأستراليا فقدم المعاملة وحصل على (تأشيرة العمال المهرة) ووصل إلى استراليا كزيارة أولى لتفعيل التأشيرة فقط، لكنه في داخله كان لايرغب الاستقرار في  استراليا.
عاد سام إلى مصر ليعيش حياته العملية ما بين المصنعين قائلا:" كنت أعمل 12 ساعة في اليوم، ويومي بالكاد يسعفني للقاء أولادي وأصدقائي والحياة كانت مستقرة إلى أن حدثت ثورة يناير وأصبح الوضع الأمني منفلتا وخرج عدد كبير من المسجونين من السجون وتوقفت الحياة الاقتصادية وكان هناك شلل في كثير من القطاعات".

بقي يصارع مقاومة البقاء في القاهرة المدينة التي يحبها وبين الذهاب إلى استراليا حيث لم يتبق على موعد انتهاء صلاحية تأشيرته سوى أشهر بسيطة.

ويضيف سام: "قررت السفر إلى استراليا لأبقى فيها سنتين إلى أن تستقر الأوضاع في مصر، إذ لم يكن من السهل أن أبدأ حياة مهنية وأسرية من جديد في عمر الخمسين".

لكن السنتين "أصبحت سنين ممتدة كما قال سام.
سام ابراهيم أيام الجامعة
سام ابراهيم أيام الجامعة Source: supplied سام إبراهيم
مع استقرار عائلته في ملبورن، اضطر لبيع المصنعين في مصر، وليبدأ رحلة جديدة مابين التأقلم مع مدينة وملبورن والبحث عن عمل جديد.

ويصف تلك المرحلة: "على الرغم من إعجابي بالنظام المتقن والترتيب والنظافة في ملبورن، على قدر ما كنت أصاب بالدهشة لحالة السكون الغريب الذي يغمرها بعد السادسة مساء فتتحول الى مدينة أشباح وأقول متعجبا في نفسي، هي الناس اللي هنا راحت فين."

وهو الذي عاش في مدينة القاهرة التي تبقى على مدى 24 ساعة لاتنام من الحركة والتفاعل بين أهلها وزوارها.
في رحلة التأقلم مع الحياة في ملبورن والبحث عن عمل بقي سام لمدة عام دون عمل إذ أن فرص العمل لمن في عمره تصبح ضئيلة. إلا أنه كان يدرس بتأن فكرة طرحها عليه بعض الأصدقاء لافتتاح دار لرعاية المسنين وهو ما لاقى صدى في وجدانه.

ورأى في هذا العمل جانب إنساني وآخر عملي، ويقول: "بعد سنة تقريبا بدأنا المشروع أنا وزوجتي، وواجهنا بعض الصعوبات للترخيص وتحقيق المتطلبات المطلوبة و استمرينا نقدم الخدمات للمسنين وبحمدالله نحقق النجاح و السمعة الطيبة".
سام ابراهيم بعد الهجرة بعشر سنوات
سام ابراهيم بعد الهجرة بعشر سنوات Source: supplied: سام ابراهيم
لم يكن الاستقرار سهلا، إذا استغرق ثلاث سنوات ليشعرسام بالاستقرار وفهم القوانين و نظام السير واستيعاب الأنظمة في أستراليا والانخراط في الجالية العربية التي وصفها عند وصوله بانها كانت "متفككة".
يلتقي فقط ابناء الجالية من الديانة الواحدة في أيام الأحد للمسيحين والجمعة للمسلمين.
"نعمل حاليا مع أبناء الجالية العربية بكل إختلافاتها لإنشاء مكان يجمعنا جميعا لعله يكون بديلا مصغرا هنا عن الجامعة العربية التي لم تحقق شيئا للعرب."

وعن علاقته مع مصر وأستراليا يقول: "رغم حصول أبنائي وزوجتي على الجنسية الأسترالية لكنني لم أحصل عليها إلى الآن لانشغالي عن تقديم الاوراق."

ووصف أستراليا بأنها مكان يستحق أن ينتمي إليه لأنها تحترم الإنسان بغض عن النظرعن من هو ومن أين أتى.

فيما وصف مصر بأنها بلده الدافيء بلد العلاقات الانسانية العميقة، وأنه مازال يزورها سنويا لولا جائحة كورونا التي منعته مؤخرا من الذهاب إليها.

ويصف رحلة هجرته قائلا: "الانسان في رحلة الحياة بيخطط لكن الحياة بتاخذه لطرق أخرى فيها خير له."

وردد عبارة: "انت تريد وأنا أريد والله يفعل مايريد".

وينصح سام المهاجرين الجدد بالعمل لأن النجاح سيكون حليفهم بالإصرار."

للاستماع لقصة هجرة المهاجر المصري سام إبراهيم، يرجى الضغط على التدوين الصوتي في الأعلى. 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على  و و

توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.  

يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر  أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على   



شارك