د. منجد المدرّس: أستراليا بلد القانون وشعبها يتعاطف مع اللاجئين

Prof Munjid Mudaris

Prof Munjid Mudaris as a junior surgeon and after receiving the NSW Australian of the year award. Source: Supplied

قبل 20 عاماً، استقبلته أستراليا في معتقل! أمّا اليوم، فهي تسعى لتقرَّ له بعرفان الجميل.


هل يجب إعلانه أسترالي العام على الصعيد الوطني بعدما حصل على اللقب في ولايته؟ 

د. منجد المدرّس: أستراليا بلد القانون وشعبها يتعاطف مع اللاجئين

قبل 20 عاماً، استقبلته أستراليا في معتقل! أمّا اليوم، فهي تسعى لتقرَّ له بعرفان الجميل.

بعد سنوات قليلة من خروجه من معتقل كورتن الخاص بطالبي اللجوء في غرب أستراليا، أثبت هذا الطبيب الشاب، منجد المدرّس، جدارته، وأخرج أستراليا من قوقعتها في مجال جراحة الأطراف ليضعها في موقع الصدارة عالمياً في هذا الطب بفضل براعته.

عندما كان على متن قارب طالبي اللجوء، وهو في العشرينات من عمره، كان يدور على ركابه المرضى المصابين بغثيان البحر أو الحمّى أو أعراض أخرى ليطببهم بما تيسر له من أدوية أحضرها معه.

واليوم، يساعد الدكتور منجد، 47 عاماً، آلاف البشر في أستراليا وكل أنحاء العالم على استعادة قدرتهم على السير ليتكلوا على أنفسهم، من خلال عملياته الجراحية المتخصصة بتركيب أطراف اصطناعية، أكانت ركبة أو وركاً أو الأطراف كلها.

رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجكليان منحت الدكتور منجد، مع ثلاثة آخرين من السكان المميّزين في الولاية لقب أسترالي العام عن ولايتها، كلٌّ في حقله.

وقد مُنح الدكتور منجد، وهو عراقي الأصل، لقب أسترالي العام عن الولاية لخدماته في مجال جراحة الأطراف الاصطناعية ونشاطاته في مجال حقوق اللاجئين. وسيمثّل الدكتور مع مواطنيه الثلاثة الآخرين، ولاية نيو ساوث ويلز في مسابقة أسترالي العام للسنة 2020 عن كل أستراليا.

عرفُته شخصياً منذ أن كنا نتهاتف وهو في معتقل كورتن النائي قبل سنوات بعيدة، وتحديداً قبل بداية هذه الألفية ومع إطلالتها، لننقل إلى العالم عبر أثير أس بي أس وجع الأنفس البشرية التي تئن في غياهب النسيان، خلف الأسلاك الشائكة.

واليوم، وبعد بلوغه القمة في حقله المهني وفي تقدير وطنه الأسترالي ومجتمعه له، لم ينسَ وجوه الأمس ولا أصواتها! ظروفه تغيَّرت كثيراً، أمّا هو فلم يتبدل! كريم الأخلاق، رصين ومتواضع. اتصالٌ واحد كان كافياً ليجعله يترك ما كان يقوم به وينضم إلينا في لقاء مباشر على الهواء.

ممّا قاله الدكتورمنجد خلال هذا اللقاء إن الحكومة الأسترالية تعامل لاجئي القوارب بشكل سيء لكن الشعب الأسترالي يتعاطف معهم، مؤكداً في الوقت نفسه أن أستراليا بلد الأمان والقانون والدستور "وهذا ما نفتقده في أوطاننا العربية".

وحث اللاجئين والمهاجرين على العمل والعطاء وعدم اليأس، كاشفاً أن أول عمل قام به في أستراليا تنظيف الحمّامات، معتبراً أن هذا الأمر ليس عيباً لأن العمل شرف وأن "الذي يستطيع العمل ولا يعمل يكون بلا شرف".

وتطرّق الحديث إلى مهنته، مشيراً إلى أنه أجرى عمليات جراحية في أوطان عربية عدة مثل وطنه الأم العراق وفي الأردن ولبنان، وأن معظم هذه العمليات كانت على نفقته الخاصة، متمنياً أن تبذل الحكومات العربية جهوداً أكبر لمساعدة شعوبها.

للاستماع إلى اللقاء الكامل مع الدكتور منجد المدرّس يرى الضغط على الرابط أعلاه.

 


شارك