هل حفزت الاقتصاد فعلا؟ هكذا أنفق الأستراليون دفعة مساعدات كورونا

COVID-19, Coronavirus, real estate, NACA Feature, Mortgages, superannuation,

Federal Budget to include cash payments worth $500 for aged, family and disability welfare recipients. Source: Getty

حلقة بودكاست لنحكِ عن المال الجديدة ستكشف كيف أنفق الأستراليون دفعة مساعدات كورونا، وسنستمع فيها أيضا كيف أثرت الضغوطات المالية على فئات عديدة من المجتمع الاسترالي ودفعتهم نحو خيارات استدانة مختلفة قد تؤثر على مستقبلهم المالي سلبا.


دفعت الحكومة الفدرالية في شهر اذار/مارس الماضي 750 دولار اضافية كدفعة واحدة لكل متلقي اعانات السنترلينك ضمن خدماتها التحفيزية للاقتصاد الأسترالي.

وبلغ مجموع هذه الدفعات 4.5 مليار دولار، واستفاد منها حوالي 6.5 مليون استرالي.

ولكن أين أنفق متلقو الإعانات هذه الدفعة؟

بودكاست لنحكِ عن المال سيطلعكم في حلقته الجديدة على اجابة هذا السؤال بحسب تقرير مكتب الإحصاء الأسترالي الأخير.

وسنستمع في هذه الحلقة أيضا كيف أثرت الضغوطات المالية على فئات عديدة من المجتمع الاسترالي ودفعتهم نحو خيارات استدانة مختلفة قد تؤثر على مستقبلهم المالي سلبا.

وللتذكير جميع المعلومات الواردة في هذه الحلقة هي على سبيل المعلومات العامة فقط وليس نصيحة خاصة.
Australia, let's talk money podcast
Australia, let's talk money podcast available on all podcast platforms. Source: SBS Arabic24
تظهر نتائج مكتب الإحصاء الأسترالي بعد إحصاء اجراه على 2600 شخص، في الفترة الواقعة بين 10 و 23 مايو/ايار ان ثلث الحاصلين على دفعة الـ 750 دولار قاموا بادخارها في حسابتهم المصرفية وان الثلث الآخر قاموا بصرفها على دفع فواتيرهم.

ويقول المحلل الاقتصادي عبدالله عبدالله أن ادخار هذه المبلغ يعد بادرة إيجابية ويظهر بأن متلقيها لم يكونوا بحاجتها أو لا يمرون بضائقة مالية.

"جزء كبير من هذه الفئة هم من الذين ينتمون الى برنامج الـ pension، والذين شكلوا 70٪ من متلقي هذه الاعانة."

وكان من الملفت أن متلقي اعانة الـ 750 دولار في ولاية نيو ساوث ويلز بعكس باقي الولايات الأسترالية، صرفوها على تسديد فواتير منزلية. ويقول عبدالله ان هذا يعكس نسبة غلاء المعيشة في الولاية وخاصة أسعار ايجارات المنازل في سيدني.

وصرف 14٪ من سكان نيو ساوث ويلز و16٪ من سكان فيكتوريا هذه الدفعة على المأكل والمشرب.

"تعد هذه النسب مرتفعة جدا مقارنة بالولايات الأخرى. وهذه الأرقام تعكس الازمة المالية التي تمر بها الولايتين اللتين يعتبر حجم مردود اقتصادهما الأكبر في استراليا والأكثر تأثرا بالأزمة الاقتصادية."
stimulus package
Treasurer Josh Frydenberg and Prime Minister Scott Morrison announced measures to curb the economic impact of coronavirus. Source: AAP
وكان الهدف من هذه الدفعة أن تساعد الاقتصاد الأسترالي عبر ما يعرف بالتحفيز الاقتصادي. ولكن يقول عبدالله ان هذه الخطة لم تفلح في تحقيق الهدف الأساسي من توزيعها. وذلك لأن ثلث هذه الأموال تم ادخارها في الحسابات البنكية و ثلثها الآخر سدد فواتير شهرية ودفعات الايجارات المستحقة. وبهذا لم يصل من هاتين الفئتين أي مبالغ لتساعد في تحفيز الاقتصاد.

"عندما يذهب اقل من ثلث هذا المبلغ للاستهلاك المباشر، فمن المؤكد ان الهدف التحفيزي الأساسي للدفعة فشل. ولكن من المتوقع ان تصرف المبالغ التي تم توفيرها في حسابات البنوك في الفترة القادمة."

ويضيف عبدالله اذا كان ولا بد أن نصرف نقودا في التسوق "فلنصرفها على بضائع استرالية وغير مستوردة، لأننا بهذا نساعد الاقتصاد ككل للنهوض بشكل اسرع."

الضغوطات المالية وحلول استدانة الأموال البديلة

يقول عبدالله أن هناك أزمة مالية كبيرة تواجه المدن الكبرى وخاصة بين الشباب والذي يعمل الكثير منهم بدوام casual وفي قطاعات تأثرت بالإغلاق. وهي الفئة التي كانت تعاني قبل أزمة كورونا، من مشاكل اقتصادية أبرزها ارتفاع أسعار المنازل والإيجارات وعدم ارتفاع الأجور.

ويلجأ الكثير منهم للاستدانة بوسائل متعددة متل البطاقات الائتمانية والقروض.

ويقول عبدالله "من أحد الحلول الملفتة التي تلجأ لها هذه الفئة العمرية، ان كان يعتبرها البعض حلا فعلا، هو نموذجا جديدا من الاستدانة والمعروف بالـ After Pay، وعلى ما يبدو سيكون بديلا للبطاقات الائتمانية الـ credit card في المستقبل."

وتظهر أرقام نشرت حديثا انخفاض ملحوظ في أعداد حسابات البطاقات الائتمانية. فعلى سبيل المثال، تم اقفال 100 ألف حساب   credit card في شهر مايو/ايار وحده، في المقابل ارتع مبلغ المشتريات من خلال نظام الـ after pay.
An Afterpay sign is seen in a store window in a shopping centre in Sydney, Tuesday, February 26, 2019.
An Afterpay sign is seen in a store window in a shopping centre in Sydney, Tuesday, February 26, 2019. (AAP Image/Derek Rose) NO ARCHIVING Source: AAP Image/Derek Rose

نموذج الـ after pay

يعتمد مبدأ الـ after pay على شراء منتج معين ودفع ثمنه لاحقا عبر دفعات مقسمة على مدة محددة ومتفق عليها، مثل 8 أسابيع او 6. وتقدم هذه الخدمة في معظم المتاجر ومنصات التسوق الالكترونية. وغالبا ما تستخدم هذه الطريقة في الدفع لشراء حاجيات تتراوح أسعارها بين 500 و1500 دولار تقريبا.

كيف تجني خدمة الـ after pay أرباحها؟

  • تحصل خدمة الـ after pay نسبة من قيمة المشتريات من المتاجر مقابل الخدمة التي تقدمها للزبائن.
  • تجني هذه الخدمة بعض الأرباح من رسوم التأخر عن الدفع late payment fees.
  • يفرض بعض من مقدمي الخدمة فائدة مرتفعة قد تصل الى 20٪ سنويا على المبلغ، النسبة التي تشابه تلك التي تحتسبها البطاقات الائتمانية. وقد تصل نسبة الفائدة في بعض الأحيان الى 29٪ في بعض الأحيان.

الأمور التي يجب أخذه بعين الاعتبار عند استخدام الـ after pay

يقول عبدالله أن اغلب الشركات المقدمة للخدمة تقوم بالاطلاع وفحص التاريخ الائتماني للزبون والمعروف بالـ credit check بشكل سريع. ولكن بعكس البنوك والشركات الدائنة الأخرى لن يكون تفصيليا.

بالإضافة لهذا، يعد هذا النوع من الدين مثل أنواع الديون الأخرى التي تدخل في تاريخنا الائتماني credit history. أي أن أي تقصير في سداد الدفعة عبر نظام الـ after pay ستُحتسب في سجلنا كنقطة سلبية، وبالتالي ستؤثر على إمكانية الاستدانة في المستقبل.

ويقول عبدالله ان هذه الخدمات تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب والذين ما يزال المستقبل أمامهم للاستدانة من أجل شراء منزل او البدئ بمصلحة تجارية او الاستثمار.

"فمن غير المعقول أن يسمحوا لهذه النقاط السلبية في تاريخهم الائتماني، بالتأثير سلبا على خططهم المستقبلية. النقاط سلبية قد تعود الى شراء منتجات استهلاكية من المقدور الاستغناء عنها."

ويضيف: " بالنسبة لي تعد البطاقات الائتمانية او خدمة الـ after   pay وغيرها عبارة عن وسيلة دفع لا أكثر، وليست وسيلة استدانة."


شارك