"عائلات مصابة بكاملها": متحور دلتا يحوّل نعمة التزاور إلى نقمة

Delta Variant vaccine

Source: Daniel Pockett/Getty Images

من أبشع ما تسبب به كورونا، التغيّر في نمط العيش الإجتماعي المعهود والتخلي عن التزاور المعتاد، وفرض متحور دلتا على مجتمعاتنا المتعاضدة ان تتعلم التعايش مع الواقع الجديد وأصبحت الوقاية بتعديل السلوكيات.


حلّ كورونا على عالمنا، ضيفا ثقيلا، وأتى متحور دلتا ليغير المعادلة فاتجهت الأمور الى الأسوأ إذ قاربت نسبة العدوى بين أفراد العائلة الواحدة ضمن المنزل الواحد المئة بالمئة.

ومع تفشي الوباء بوتيرة مرتفعة في غرب وجنوب غرب سيدني، ازدادت أعداد العائلات المصابة برمتها بكوفيد19، بحيث انتقلت العدوى من فرد الى آخر بغض النظر عن الجنس أو الفئة العمرية.
وفي حديث لها مع أس بي أس عربي 24، روت السيدة جمال يعقوب، وهي من أصول لبنانية، كيف تسرب فيروس كورونا الى أفراد عائلتها ولم يوفر أحدا: "ابنتي تعمل في أحدى الصيدليات، التقطت العدوى ولم نظن بأنها مصابة بكورونا لأن الأعراض ظهرت على شكل آلام في البطن. وفي الوقت الذي أتت فيه نتيجة فحص كورونا أيجابية كانت العدوى قد انتقلت لي ولزوجي وأبنائي الآخرين ومن بينهم ابتي الأخرى التي تعمل أيضا في صيدلية وابني الصغير وهو في الثانية عشرة من العمر."

ولزمت العائلة المنزل خلال فترة التعافي ولم تستوجب أحوالهم الصحية الذهاب الى المستشفى، إلا ان حالة الزوج استدعت طلب سيارة إسعاف للكشف عليه وتقييم حالته: "زوجي يعانس من مشاكل في القلب، حالته كانت صعبة ولكن الحمدالله مرّت على خير."

أما صغار السن فهم دائما نقطة ضعف الأهل والقلق حولهم يزداد في حالة المرض: "ارتفعت حرارة ابني الصغير قرابة ثلاثة أيام، كانت أيام صعبة".

اعتادت العائلات على التزاور، فضلا عن أن التعاضد في وقت الضيق هو شعور إنساني وقاسم مشترك عند جميع الناس، وتتحلى به الجاليات الإثنية بشكل خاص، إلا ان التزاور ولو عن حسن نية وبهدف تقديم المساعد ويد العون في الأوقات الصعبة، يسبب بزيادة الإصابات وانتقال العدوى ما بين الأقارب والأصحاب، لذا تنصح السلطات الحكومية والصحية بالإمتناع عن التزاور خلال فترة الإغلاق للحد من انتشار الفيروس، حيث فرضت قيودا خاصة وتدابير مشددة.

هذا وتطبق التدابير بحسب نظام غرامات باهظة تّفرض على المخالفين كي لا تتحول النعمة الى نقمة.
وفي هذا الشأن قالت السيدة يعقوب: "لا يجب ان يزور أفراد العائلة الممتدة أي مصاب بكورونا، حتى الأشياء ان تركت خارج الباب قد تحمل الفيروس وتسبب الإصابة عند استلامها، ويجب تفادي العدوى لأن الإصابة بكورونا صعبة."

كما تحدثت سيدة عربية أخرى عن مدى سرعة انتشار عدوى متحور دلتا، بعد أن أصيبت هي وزوجها وحماتها وابنتاها وهما دون الخامسة من العمر.

ومن الأعراض التي اختبرتها السيدة التي لم تشأ الإفصاح عن اسمها بداعي الخصوصية، ما طال ضغط الدم بحيث عانى بعض أفراد العائلة المصابية بكورونا من هذه التداعيات.

ونصحت السيدة باتباع التعليمات الصحية للوقاية من العدوى قائلة: "أعلم ان ثقافتنا محبة وعطوفة ولكن الوقت الآن يتطلب التباعد الجسدي للحد من انتشار الوباء."

وتمنت كلا السيدتين الصحة والسلامة للجميع وخاصة لأبناء الجالية العربية، مع الأمل بالعبور معا من نفق كورونا المظلم إلى مساحات النور والسلامة.


شارك