تراجع نسبة الزواج في أستراليا: لماذا يعزف الأستراليون عن دخول القفص الذهبي؟

marriage rate drops in Australia

نسبة الزواج في أستراليا تتراجع وفقا لإحصاء عام 2021 Source: Pixabay

كشف نتائج الإحصاء السكاني 2021 والتي ظهرت هذا الأسبوع أن أستراليا أصبحت أكثر تنوعًا وأقل تدينًا، وأن نسبة الزواج في تراجع وأن الشباب الأسترالي يبقى في منزل الوالدين لفترة أطول.


قدمت بيانات التعداد السكاني لعام 2021 الصادر عن مكتب الإحصاء الأسترالي يوم الثلاثاء نظرة ثاقبة ومثيرة لوجه أستراليا المتغير وتكوين العائلات والطريقة التي نعيش بها.


  • تراجع نسبة الزواج المسجل في أستراليا: 46.5 % من الأستراليين فوق 15 عاما متزوجون
  • 48 ألف شخص متزوجون من نفس الجنس
  • أكثر من 1.8 مليون شخص مطلقون وأكثر من 670 ألف منفصلون
  • ارتفاع نسبة الأبناء الذي يبقون في المنزل بحوالي 16 بالمئة عن الإحصاء السابق

بالإضافة إلى تضاعف عدد السكان منذ عام 1971، وجد الإحصاء أن واحدا من كل 10 أستراليين يعيش الآن في شقة، وأنه وللمرة الأولى يوجد في أستراليا أكثر من مليون عائلة ذات ولي أمر واحد، أي ما يقرب من 16 في المائة من الأسر، وأن أربعة من كل خمسة من هؤلاء الأولياء هم من النساء.

أما بالنسبة للزواج، فإنه أصبح أقل انتشارًا.  فمنذ جيل مضى (في عام 1991) كان 56.1 في المائة من الأستراليين الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا في زواج مسجل. وقد انخفض ذلك الآن إلى 46.5 في المائة.

 وجد الإحصاء الأخير أن حوالي 48000 شخص متزوجون من نفس الجنس في حين أن أكثر من 1.8 مليون شخص مطلقون وأكثر من 670.000 منفصلون.
في الماضي كانت الاسرة والمجتمع يساهمان في التشجيع على الزواج وكانت هناك وصمة تطال من لا يتزوجون باكرا
ويقول أخصائي الصحة النفسية الدكتور محمود أبو عرب في حديث مع SBS Arabic24، إن هناك عدة أسباب لعزوف الشباب الأسترالي عن الزواج:ومنها:  

  • سبب اقتصادي، فالآن أصبح من الصعب تهيئة الفرد للزواج فمنذ خمسين عاما مثلا كان الشخص يتعلم مهنة من أبيه أو جاره ويبدأ العمل أما الآن فهو بحاجة إلى الدراسة والتدريب والبحث عن وظيفة، وهذا يأخذ جهدا أكبر ووقتا أطول. 
  • غلاء الأسعار وكلفة المعيشة، فهناك كلفة الإيجار أو شراء منزل وهذا ليس في متناول الجميع.
  • انتشار الأمراض النفسية مقارنة بأوقات سابقة نتيجة تغيرات في الظروف والحياة.
  • الخوف من الطلاق والمشاكل الاسرية، لأننا نرى أن نسبة عالية من الزواج ينتهي بالطلاق والمشاكل الأسرية وهذا شيء يردع الشخص عن دخول العلاقات الزوجية.
ويضيف الدكتور أبو عرب: "في الماضي كانت الاسرة والمجتمع يساهمان في التشجيع على الزواج وكان هناك وصمة على الذين لا يتزوجون مبكرا، كما وكان الأب والأم يضغطان على أبنائهم من أجل تأسيس أسرة ورؤية الأحفاد".
المجتمع أصبح يتقبل ظاهرة التأخر بالزواج وفكرة المساكنة
ويقول الدكتور أبو عرب: أما الآن فأصبح من اللائق أن يتأخر الشخص بالزواج إلى أن يدبر مستقبله، ويحصل شهادات ومهنة، وأصبح المجتمع يتقبل هذه الظاهرة، كما أصبح يتقبل فكرة المساكنة. فلم يعد الشباب يأخذون الزواج كحزمة متكاملة وإنما يختارون ما يرغبون منه."
Census 2021 result
Source: SBS News
وربما تكون جائحة كوفيد قد غيّرت أيضًا طريقة رعاية الأطفال حيث انخفض عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا والذين يعتنون بأبناء الآخرين، على الأرجح الأحفاد، بمقدار 50000 منذ عام 2016 إلى أقل من 775000.

وبحسب الإحصاء الجديد، فإن عدد جيل الألفية الذين يعيشون في المنزل قد ارتفع بالآلاف في ظل الوباء والعمل غير الآمن وسوق الإيجار الذي لا يمكن تحمل كلفته.

فلقد كشفت بيانات الإحصاء أن هناك 456 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما يعيشون في منزل الأهل، بزيادة 17 بالمئة تقريبا منذ إحصاء عام 2016.

ارتفع عدد الذكور في هذه الفئة العمرية الذين كانوا يعيشون في المنزل إلى 280133 - بزيادة قدرها 17 في المائة منذ تعداد عام 2016.

كما ارتفع عدد النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و 34 سنة ويعشن في المنزل إلى 413 176 - بزيادة قدرها 14 في المائة.

وكانت الأرقام متشابهة بالنسبة للرجال في الفئة العمرية 35-44 ، حيث يعيش أكثر من 97 ألف منهم في منزل الأهل، بزيادة قدرها 12 في المائة.    وبالنسبة للنساء في نفس الفئة العمرية ، فإن حوالي 47 ألف و500 امرأة  يعشن في منزل الاهل  بزيادة 13 في المائة.

بالنسبة للفئة العمرية 44-54 ، ارتفع عدد الرجال الذين يعيشون في المنزل بنسبة 15 في المائة ، بينما ارتفع بالنسبة للنساء بنسبة 14 في المائة.

بينما في المجموعة 55-64 ، كانت هناك زيادة بنسبة 23 في المائة للرجال و 22 في المائة بالنسبة للنساء اللائي كن يعشن في المنزل.

في عام 1981 كان 36 بالمئة من الشباب في الفئة العمرية بين 20 و24 عاما من العمر، يسكنون في منزل الأهل، وفي عام 2016 ارتفعت النسبة لتصل إلى 43 بالمئة.

استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.

  


شارك