"أحيوا يوم الأنزاك في مصر"، بوَسم حمل هذه الكلمات، أطلق الأسترالي المصري هاني عادل حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، يدعو خلالها الأستراليين إلى إحياء ذكرى أهم الأحداث التي طبعت ذاكرة البلاد وشكلت هويتها الحديثة، بعدما قضى أكثر من مئة ألف جندي من الكتائب الأسترالية النيوزلندية في معركة غاليبولي على يد القوات العثمانية في عام 1915 إبان الحرب العالمية الأولى.
فكرة هذه الحملة والتي حظيت بدعم من وزارتي الخارجية المصرية والأسترالية، خطرت لهاني وهو نائب رئيس المجلس الاستشاري الأسترالي المصري، عندما كان يشاهد على التلفاز مسيرة في وسط سيدني لتكريم ذكرى الجنود الذي قاتلوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية وكل الحروب التي شاركت بها البلاد.
وقال هاني في حديث لراديو SBS Arabic24 : "عندما شاهدت هذا العرض تساءلت عن سبب عدم تواجد مصر كشريك في هذا الحفل، فمصر احتضنت القوات الأسترالية - النيوزيلندية وأقيمت معسكرات لهم في منطقتي الهرم والمعادي، فكان ذلك الاختيار لتكون الصحراء مفتوحة لتدريباتهم، وكان يعسكر معهم جنود من فيالق العمال والهجانة المصريين".
أعداد كبيرة من الأستراليين تشارك كل عام في مراسم تكريم لأرواح الجنود في منطقة غاليبولي التركية، وتشهد هذه المراسم إجراءات أمنية مشددة فضلاً عن التوتر السياسي الذي ألقى بظلاله على العلاقة الأسترالية التركية على اثر تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي هدد فيها بإعادة الأستراليين إلى بلادهم بالأكفان في معرض تعليقه على هجوم كرايست تشيرش الإرهابي والذي قُتل فيه أكثر 50 مصلياً على يد مهاجم أسترالي.

Source: Australian War Memorial

Source: Australian War Memorial
ولكن بعيداً عن السجال السياسي، فإن احتفاء الأستراليين بالعلاقات الأسترالية المصرية يبدو أمراً منطقياً للغاية في هذا اليوم، فالكتائب الأسترالية تمركزت في مصر لأشهر طويلة وهي تعد العدة لمعركة غاليبولي، وقاتل الأستراليون كذلك إلى جانب القوات المصرية دفاعاً عن قناة السويس.

Source: Australian War Memorial
"توجهوا إلى مصر(..) لأجدادكم مقابر هناك ومتحف حربي ضخم في منطقة العلمين"
فضول هاني حول تواجد قوات الأنزاك (Australian and New Zealand Army Corps) في مصر لم يتوقف وأراد معرفة المزيد عن سر هذه العلاقة التي ربطت الجنود الأستراليين بمصر.
وجد ضالته عندما عثر على الشاب بايرون براون، الذي أخبره أن جده كان متواجدا في معسكر بالقاهرة لمدة خمسة أعوام أثناء الحرب العالمية، وشاركه بصور عدة له في شوارع القاهرة وقرب الأهرامات وتمثال أبو الهول الشهير.

Source: Australian War Memorial
جد بايرون واسمه برايفت ماكا فولاو (من جزيرة نيوي في منطقة المحيط الهادئ) كان واحداً من 160 من سكان هذه الجزر، سافروا بالبواخر للقتال في الحرب العالمية الأولى، وعانى كثير منهم من الأمراض وقضى في البحر; كانت المرة الأولى لهم خارج جزيرتهم الصغيرة.
عمة بايرون وتدعى غايل شارون تحدثت لـ SBS Arabic24 وقالت أن كثيرين ممن رافقوا عمها في الرحلة إلى مصر، كانوا متشوقين لرؤية الأهرامات لأنهم لم يكونوا يعرفون كيف كان العالم.