كارلوس غصن: اللبناني الذي هز القبض عليه صناعة السيارات في العالم

A file image of Carlos Ghosn

Nissan chair and car industry superstar Carlos Ghosn has been arrested for financial misconduct. Source: AAP

انتشل شركتي رينو ونيسان من الخسارة وسقط بسبب مخالفات مالية


أثار توقيف السلطات اليابانية البرازيلي من أصول لبنانية كارلوس غصن هزة في أسواق السيارات حول العالم. وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيسان إن الشركة كشفت عن "سنوات من المخالفات المالية" تتراوح بين عدم الكشف عن الدخل الشخصي واستخدام أصول الشركة لأغراض شخصية.

وستطيح تلك الفضيحة على الأرجح بالرجل من مناصبه كلها التي تشمل قيادة التحالف بين عمالقة صناعة السيارات نيسان ورينو وميتسوبيشي بالإضافة لرئاسة مجلس إدارة شركة نيسان وأيضا الرئيس التنفيذي لشركة رينو.

من هو كارلوس غصن؟

ولد في البرازيل لأبوين لبنانيين عام 1954، ويحمل جنسيات فرنسا والبرازيل ولبنان. لكنه كما قال لأس بي أس عربي24 في مقابلة سابقة يعتبر نفسه لبناني في المقام الأول "والدي ولد في البرازيل وأمي ولدت في نيجيريا، والتزامي بلبنان وصلاتي هناك ما زالت قوية، أذهب إلى بيروت مرة أو مرتين في السنة ولدي عائلة واصدقاء هناك".

يملك غصن مصنعا لإنتاج النبيذ في لبنان قال عنه "هذه طريقتي لمساعدة لبنان من خلال الاستثمار وتوفير فرص عمل للبنانيين وتنشيط الاقتصاد اللبناني". قضى غصن جل نشأته في لبنان، حيث عاد مع والدته في عمر السادسة ودرس حتى الثانوية في مدرسة كاثوليكية ثم انتقل إلى باريس للدراسة في مدرسة "البوليتكنيك" المرموقة وتخرج منها 1974، ثم حصل على شهادة من كلية التعدين عام 1978.

بنى غصن سمعته في عالم صناعة السيارات بسبب نجاحه في إنقاذ شركة السيارات اليابانية العملاقة نيسان. غصن شرح لأس بي أس وضع نيسان عندما تولى مسئوليتها "نيسان في عام 1999 كانت تعاني من الإفلاس، حيث بلغت ديونها 20 مليار دولار في حين كانت مبيعاتها مليوني ومائتي ألف سيارة فقط".

بعد توليه رئاسة الشركة نجح في انتشالها من أزمتها وحصل على لقب "قاتل النفقات" بعد أن قام بإعادة هيكلة الشركة وإعادتها مرة أخرى لتحقيق الأرباح. وقال غصن إن كونه أول أجنبي يقود الشركة اليابانية مكنه من إنقاذها "مشاكل الشركة كانت معروفة، ولكن المشكلة أن لا أحد كان يجرؤ على اتخاذ القرارات اللازمة لأنها غير مقبولة من المجتمع. كأجنبي وضعت خطة لإنقاذ الشركة وأقدمنا على قرارات لا نحبها لكن تحتم علينا اتخاذها".

وقال غصن في المقابلة التي اجرتها SBS Arabic24العام الماضي إنه خلال 17 عاما من ترأسه الشركة قفزت مبيعاتها إلى نحو ستة ملايين سيارة سنويا. شملت إصلاحاته إغلاق عدد من المصانع وتسريح 21 ألف عامل وجعل اللغة الأنجليزية اللغة الرسمية للشركة. لكن غصن قال إنه بعد أن تلك الاصلاحات حظيت بدعم الجميع بعد أن حققت النتائج المرجوة "اليوم، كل موظفين نيسان سعداء بشركتهم وفخورين بالعلامة التجارية"، لكنه أكد مجددا "هذه النتائج تحققت فقط لأننا اخذنا القرارات التي لم يرغب أحد في اتخاذها عام 1999".

لم يلق غصن بالا للانتقادات التي طالته "في العمل أهم شئ هو سجل إنجازاتك، إذا كانت نتائجك جيدة فكل ما تفعله جيد. نحن استمرينا في إعطاء نتائج جيدة لمدة 17 عاما متواصلين، فالكل أقر بأن ما نفعله هو الحل الذي كانت تبحث عن الشركة".

لكن يبدو أن سقوط غصن المدوي سيلقي بظلاله على تاريخه مع نيسان وكما قال المدير التنفيذي للشركة هيروتو سايكاوا في المؤتمر الصحفي "يجب أن أقول أن هناك جانب مظلم من عهد غصن الذي امتد لوقت طويل".

لم تكن تلك المرة الأولى التي يقود غصن فيها اصلاحات جذرية، ففي عام 1996 تعاون مع رئيس شركة رينو التي كانت تعاني من خسائر مستمرة وكان أول قرارته إغلاق مصنع الشركة في بلجيكا وتسريح 3300 موظف وتقليل الحصة الحكومية في الشركة وتطبيق اصلاحات هيكلية أدت سريعا إلى انتعاش الشركة وزيادة مبيعاتها.

غصن لعب دورا رئيسيا في إقامة التحالف بين رينو ونيسان عام 1999 قبل أن تنضم شركة ميتسوبيشي إلى التحالف عام 2016. وينتج هذا التحالف الثلاثي سيارة من كل تسع سيارات موجودة في العالم.

وسيجتمع مجلس إدارة شركة نيسان يوم الخميس لتقرير مصير غصن، وقالت ميتشوبيشي إنها ترغب في انهاء علاقتها بغصن سريعا في حين سيجتمع مجلس إدارة رينو قريبا للبت في مصيره.

 

الاستماع لتقرير مفصل عن حياة كارلو غصن في الرابط أعلاه 

 

استمعوا  المباشر لإذاعتنا و إذاعة BBC أيضا

حمّل تطبيق أس بي أس الجديد على للاستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية

 


شارك