"مهمة شاقة": هل يعيد رئيس الوزراء ألبانيزي ثقة الأستراليين في النظام السياسي؟

Prime minister Anthony Albanese with his partner Jody Haydon

Incoming prime minister Anthony Albanese with his partner Jody Haydon. Source: AP Image/Dean Lewins

بعد معركة انتخابية شرسة، فاز حزب العمال وأصبح زعيم الحزب أنثوني ألبانيزي أول رئيس وزراء للبلاد من أصول غير انجليزية.


من بدايات متواضعة، حقق ألبانيزي طموحه بأن يصبح رئيساً للوزراء بعد أكثر من 26 عاماً قضاها في البرلمان وبعد 9 سنوات من حكم ائتلاف الأحرار والوطنيين ونتيجة لأصوات الأستراليين والأستراليات والذي عبروا بقوة عن دعمهم لقضايا التغير المناخي وعلى اثر ذلك تمكن المرشحون المستقلون – ومعظهم من النساء – من انتزاع مقاعد أحراري تقليدية في سيدني وملبورن وبيرث.

"كانت لحظة هامة حقاً ولكن ما أريده هو تغيير الطريقة التي تعمل بها السياسة في هذا البلد" بهذه الكلمات خاطب ألبانيزي الصحافيين في مقهاه المفضل في ضاحية ماريكفيل في سيدني صباح أمس الأحد، قبل أن يؤدي اليمين الدستورية أمام الحاكم العام هذا الصباح ويتحضر لأول رحلة خارجية إلى طوكيو يجتمع خلالها بالرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيريه الهندي والياباني.

هذا الفوز العمالي الذي أصبح ألبانيزي على اثره رئيس الوزراء الحادي والثلاثين، وشكل الفوز الرابع على الأحرار منذ الحرب العالمية الثانية، لن يكون سهلاً في ظل تحديات اقتصادية وتغيرات جيوسياسية متسارعة ستحتم عليه طرح الحلول العملية لتلبية طموح الأستراليين.
نشأ ألبانيزي وهو يعتقد أن والده الإيطالي قد مات ولكنه عاد والتقى به في ايطاليا قبل وفاته في عام 2014.
Labor Party leader Anthony Albanese, right, celebrates with Labor senator at a party event in Sydney, Australia, Sunday, May 22, 2022, after Prime Minister Scott Morrison conceding defeat to Albanese in a federal election. (AP Photo/Rick Rycroft)
Labor Party leader Anthony Albanese celebrates at a party event in Sydney, May 22, 2022. Source: AP Photo/Rick Rycroft
ويرى الصحافي والمحلل السياسي علي رزق ان مهمة ألبانيزي "شاقة" في المرحلة المقبلة: "ما تميزت به هذه الانتخابات تقدم مرشحين احزاب غير تقليدية والمستقلين والخضر. الاحزاب التقليدية لم تعد تهيمن على المشهد ونسبة التصويت انخفضت لكل من الأحرار والعمال. الناس فقدت الثقة بالأحزاب الكبرى والنظام السياسي."

ورغم حماوة السباق الانتخابي لهذه الدورة، يرى رزق أن تداول السلطة بشكل حضاري بدا واضحاً في نبرة رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون، يفرض مقارنة مع مع الولايات المتحدة حيث كان رد فعل دونالد ترامب عنيفاً عندما تعرض للهزيمة.
أثبتت السياسة الأسترالية أن مستواها راق وهذا شيء ايجابي.

الانقسامات داخل حزب الاحرار

تعرض الأحرار لضربات قاسية من أبرزها خسارة وزير الخزانة السابق جوش فرايدنبرغ لمقعده في كويونغ والسفير الأسترالي السابق في تل أبيت ديف شارما في مقعد وينتوورث وكلاهما مقعدين أحرارين آمنين، دفع بأصوات الجناح اليميني في الحزب إلى المطالبة بـ "عودة الحزب إلى قيمه التقليدية" ما أثار مخاوف من انجراف الحزب إلى اليمين في ضوء غياب الأصوات المتعدلة.

وهذا ما يتفق حوله رزق: "الكثير من المحسوبين على المعكسر المعتدل خسروا مقاعدهم. بيتر داتون الآن هو مرشح لقيادة حزب الاحرار. قد تكرار سيناريو الولايات المتحدة حيث يتجه الحزب الجمهوري أكثر فاكثر لاقصى اليمين. اذا استمر ضعف وتراجع المعتدلين الليبراليين، سيتحول الحزب إلى نسخة من الحزب الجمهوري ونحن نتحدث هنا عن سياسات ضد المهاجرين وسياسات تصنف في خانة العنصرية."

استمعوا إلى تحليل الصحافي علي رزق لنتائج انتخابات 2022 في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.  


شارك