استحوذت قصة مدير بنك في قرية جبلية ايطالية على اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في كل أنحاء العالم. القصة التي نقلتها وسائل الأعلام الإيطالية المحلية ثم تناقلتها وكالات الأنباء العالمية تتناول اقرار مدير بنك في أيطاليا بالنب في سرقة أموال من البنك. حتى الآن الخبر عادي، لكن غير العادي أنه لم يدخل جيبه سنتا واحدا من تلك الأموال بل وضعها جميعا في حسابات عملاء البنك الفقراء.
جيلبرتو باسكيرا وصفه متابعو القصة ب"روبن هوود". يدير باسكيرا بنكا في بلدة جبلية صغيرة في أيطاليا أسمها فورني دي سوبرا. بدأت قصته عام 2009 عندما كانت آثار الأزمة المالية العالمية لاتزال قوية خاصة في جنوب أوروبا. دخل مواطن من البلدة إلى البنك ساعيا لاقتراض مبلغ من المال. ولكن بسبب عدم وجود رصيد كاف في حسابه كان يجب رفض طلبه طبقا للقواعد البنكية. باسكيرا حول مبلغ صغير إلى حساب هذا الشخص من أموال مودعين آخرين في البنك، هذا المبلغ كان كافيا لتأمين القرض، ثم سدد هذا الرجل القرض والمبلغ "الإضافي".
كرر باسكيرا هذا الأمر على مدار سبع سنوات، وبلغ إجمالي المبالغ التي حولها لحسابات المودعين الصغار نحو مليون يورو. وقال خبراء أن باسكيرا أنشأ نظام تمويل في الظل، يقوم بموجبه صغار المودعين بالحصول على مساعدات ويتعهدون بشكل شخصي وودي بردها. بعضهم نجح في تنفيذ تعهده لكن البعض الآخر لم يتمكن من ذلك وهو ما وضع مدير البنك في مازق.
مدير البنك قال في تصريحات لصحف إيطالية إنه يعلم أن واجبه كمدير بنك أن يحمي ودائع المدخرين لكنه أيضا يعتقد أن مهمة البنك هي مساعدة المحتاجين.
فقد باسكيرا وظيفته بالطبع بالإضافة إلى منزله وسيارته لكنه نجا من السجن بأعجوبة حيث أقر بالذنب واعتبرت السلطات أنه لم يستفد شخصيا من الأمر وحكمت عليه بالعقوبة سنتين مع إيقاف التنفيذ.
المتابعين على تويتر أثنوا على ما فعله الرجل رغم مخالفته للقانون فقال أحدهم "العالم يحتاج إلى المزيد من هذا الرجل
وسأل آخر إن كان هناك صفحة لجمع أموال لصالح باسكيرا؟ قائلا إنه لم يشارك في حملة تبرعات من قبل لكن لا يوجد الكثير مثل هذا الرجل في العالم، وهو قد فقد بيته ووظيفته جراء "جرائمه".
الاستماع للقصة كاملة في الرابط أعلاه
استمعوا المباشر لإذاعتنا و إذاعة BBC أيضا
حمّل تطبيق أس بي أس الجديد على للاستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية