"سمعة أستراليا على المحك": انعكاسات الأزمة الدبلوماسية بين كانبرا وباريس على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي

In this photo provided by U.S. Navy, the Los Angeles-class fast attack submarine USS Oklahoma City (SSN 723) returns to U.S. Naval Base in Guam, Aug. 19, 2021. Australia's Prime Minister Scott Morrison on Friday, Sept. 17, rejected Chinese criticism of Au

Source: US Navy Office of Information

اعتبرت فرنسا تخلي أستراليا عن صفقة الغواصات "تقويضاً للثقة" وينافي الطريقة التي ينبغي على الحلفاء التصرف وفقها.


قال رئيس الوزراء سكوت موريسون أن فرنسا كانت على علم بـ "مخاوف بلاده" من صفقة الغواصات التي أبرمتها الحكومة في عام 2016 مع شركة نافال المملوكة للدولة، لبناء أسطول غواصات قبل أن تقرر إلغاء الطلبية والاستعاضة عنها بأسطول غواصات تعمل بالدفع النووي ضمن اتفاقية دفاعية أمريكية-أسترالية- بريطانية كُشف عنها النقاب الأسبوع الماضي.


النقاط الرئيسية

  • وزير الخارجية الفرنسي اتهم أستراليا والولايات المتحدة بالكذب وازدراء بلاده.
  • سحب فرنسي سفيرها من كانبرا وواشنطن على اثر الغاء الاتفاقية الأسترالية الفرنسية التي كانت تقضي ببناء أسطول غواصات فرنسي لأستراليا.
  • دبلوماسي سابق يرى الاتفاق الجديد مع الولايات المتحدة يخدم مصالحها أكثر من مصالح أستراليا.

ولكن باريس أصرت كذلك على موقفها بأن كانبرا "أخفت نيتها" إلغاء الصفقة التي كانت تقدر قيمتها بتسعين مليار دولار، وازدادت الأزمة عمقاً بقرار سحب السفيرين الفرنسيين من كانبرا والعاصمة الأمريكية واشنطن.

وألقى موريسون باللوم على التغييرات المستارعة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، واعتبر الغواصات الفرنسية غير قادرة على تلبية احتياجات البلاد الدفاعية والدفاع عن مصالحها السيادية، دون أن يشير صراحة إلى التعزيزات العسكرية الصينية في بحر الصين الجنوبي.

ومن جانبه، قال الدبلوماسي الأسترالي السابق والناشط المجتمعي حسن موسى، ان سحب السفراء أقل ما يمكن فعله في هكذا ظروف: "الاتفافقية ابرمت منذ 5 سنوات وكان هناك مشاكل في الاتفاق ولا سيما تعدي الكلفة المتفق عليه سابقاً."
French President Emmanuel Macron greets Australian Prime Minister Scott Morrison upon his arrival at the Elysee Palace in Paris in June.
French President Emmanuel Macron greets Australian Prime Minister Scott Morrison upon his arrival at the Elysee Palace in Paris in June. Source: EPA
ويرى موسى أنه "لم يكن هناك مؤشرات" على نية أستراليا الانسحاب من الصفقة الفرنسية، وأن إعلان الحلف الجديد "جاء مفاجئاً" لفرنسا ولا سيما أنه تم استثناؤها من هذا الحلف.

وعن تبعات الأزمة على الصعيد الاقتصادي مستقبلاً، قال موسى: "فرنسا لاعب مؤثر في الاتحاد الاوروبي وأستراليا تسعى منذ 2018 لعقد اتفاقية تجارة حرة. سمعة أستراليا على المحك".

الاتفاقية الأمنية الجديدة التي حملت اسم AUKUS ستضمن حصول أستراليا على ثماني غواصات تعمل بالدفع النووي خلال العقدين القادمين.

وسيهاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي جو بايدن بعد أن تأزمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ولا سيما في ضوء تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان والذي اتهم واشنطن وكانبرا بالـ "كذب".

ويرى موسى أن الاتفاق الجديد في هذا التوقيت يخدم المصالح الأمريكية أكثر من الأسترالية: "الولايات المتحدة خرجت من أفغانستان بعد 20 عاماً بخسائر فادحة وكان على بايدن رد الاعتبار لبلاده ومن جاء هنا جاء هذا الحلف. إلى الآن لا تعلم شروط الاتفاق ولا حتى الكلفة المتوقعة للغواصات الجديدة".

وعن قرار سحب السفير الفرنسي من العاصمة الأسترالية السفير، قال موسى: "دعونا لا ننسى أن الانتخابات الفرنسية ستُجرى في نيسان أبريل المقبل وما حدث مهم للرأي العام الفرنسي. العلاقات لن تبقى متوترة ولن تتأزم أكثر ولكن كان لا بد من تسجيل موقف فرنسي واضح أمام الناخبين".

استمعوا إلى اللقاء مع الدبلوماسي السابق حسن موسى في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.


شارك