عاهد الشبيلي يحصل على الجنسية الأسترالية ورحلة اخراجه من اليمن محفوفة بالمخاطر

Ahmed Al-Shubili and his son Ahed

Ahmed Al-Shubili and his son Ahed Source: Supplied

من المتوقع أن تستغرق الرحلة شهرين على الأقل وما لا يقل عن 30،000 ألف دولار.


بعد أن عرضت الأس بي أس قضية الأب الأسترالي من أصول يمنية أحمد الشبيلي ومعاناته لاستعادة عائلته إلى أستراليا، حصل بالفعل على الجنسية الأسترالية لابنه الأصغر عاهد ذو الثلاث سنوات. 

وكان قد قدم أحمد لابنه طلباً للحصول على الجنسية الأسترالية منذ ولادته في 2017 باليمن. وبالرغم من كونه الشقيق الأصغر لأخويه من نفس الأب والأم، إلا أن الحكومة الأسترالية علقت الرد على طلبه لمدة ثلاثة سنوات. 

وجاء الفرج في 7 أيار\مايو، حين تم إبلاغ أحمد بصدور المستندات اللازمة لحصول عاهد على الجنسية في السفارة الأسترالية بدبي.
شكراً للأس بي أس على نشر الموضوع بحيث أوصلتم قضية عاهد إلى المستمعين والأجهزة الحكومية. هذا تم بمجهودكم ومجهود المحامين.

المعاناة الحقيقية تبدأ الآن

الآن أصبح من حق أولاد أحمد الثلاثة، الواثق بالله (10 سنوات) وانصاف (9 سنوات) وعاهد(3 سنوات) السفر إلى أستراليا كونهم يحملون الجنسية الأسترالية. ولكن أمهم يمنية ولا تمتلك تأشيرة تسمح لها بالزيارة. 

يقول أحمد إن تأشيرة الشريك تكلف ما يقارب 8،000 دولار وهو ما يفوق إمكانياته المادية. تأكدت الأس بي أس من كلفة التأشيرة وبالفعل تبين أنها تساوي 7،715 دولاراً. 

يعمل أحمد في أستراليا كسائق أوبر ودخله الشهري بالكاد يكفي تكاليف معيشته من إيجار الشقة وإيجار السيارة التي يستخدمها للعمل ومصاريف عائلته المتكفل بها كلياً في اليمن. بالإضافة إلى ذلك يتكفل أحمد بمصاريف والدته ويساعد ولديه الاثنين من زواجه الأول.

الهروب من اليمن: مهمة شبه مستحيلة

حتى إذا استطاع أحمد الحصول على تأشيرة زيارة لزوجته، تبقى عملية اخراج العائلة من اليمن محفوفة بالمخاطر. 

اليمن مازال في خضم حربٍ أهلية منذ 2015. الصراع الدموي بين الحوثيين و"التحالف العربي" أودى بحياة الآلاف من المدنيين. كما أدى النزاع إلى أزمة إنسانية بسبب شح المواد الغذائية وعدم توافر الخدمات الرئيسية التي تؤثر على ما يقرب من، يعانون من الجوع. ونتيجةً إلى تلك الأوضاع، لا يوجد طيران تجاري داخل أو خارج اليمن.

نظراً لهذا الواقع، ولضمان سلامة عائلته، سيضطر أحمد للسفر إلى اليمن عن طريق عمان، حيث سيعبر الحدود براً على مدى يومين من السفر الشاق، حتى يصل إلى منطقة "شبوة" القريبة من الحدود السعودية وسلطنة عمان في شرق اليمن. وكان أحمد قد قام بنقل زوجته وأولاده إليها  في محاولةٍ لإبعادهم عن خطر الحرب.

وعلى حد قوله بعد لم الشمل مع عائلته، ستبدأ رحلة العودة من نفس الطريق على مدى يومين آخرين، عبر الحدود إلى عمان. حيث يمكنهم الالتحاق باحدى الرحلات الجوية المتجه إلى سيدني، ومعظمها عبر الإمارات العربية المتحدة.

جائحة الكورونا تعقد كل شئ

وكأن التغلب على هذه التحديات الكبيرة ليس كافياً، زاد وباء الكورونا الطين بلةً، بسبب توقف حركة الطيران التجاري. كما ، إلا لحالاتٍ استثنائية.

ويقول أحمد إنه على أفضل الفروض، حتى إذا تم السماح له بالسفر إلى عمان، من المتوقع أن يفرض عليه الحجر الصحي الإجباري لمدة 14 يوماً. مما سيضطر بالطبع إلى تحمل تكاليفه مرتين، ذهاباً ومرةً أخرى مع عائلته إياباً. 

مع الأخذ بعين الاعتبار تكاليف السفر والتأشيرات والحجر الصحي في عمان وأستراليا، يتوقع أحمد أن تستغرق الرحلة شهرين على الأقل وما لا يقل عن 30،000 ألف دولار.

نداء استغاثة للحكومة الأسترالية

إذا لم يلزمهم القانون كواجب قانوني تجاه المواطنين وأطفالي اللي يحملوا الجنسية الأسترالية، أتمنى الواجب الإنساني يلزمهم
في حديثٍ خاص مع الأس بي أس أوضحت البروفيسور كيم روبينشتاين، خبيرة قانون المواطنة من جامعة كانبرا الوطنية، أنه ليس هناك ما يلزم الحكومة الأسترالية قانونياً على انقاذ عائلة الشبيلي.

"بجانب الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية، لا يستطيع أحمد الإدعاء قانونياً أن الحكومة الأسترالية تخرق حقوقه." هذا ما أكدته البروفيسور روبنشتاين.

بهذا الصدد يقول أحمد إنه ربما لا يكون هناك إلزام قانوني، ولكنه يتسائل:

"اليمن الآن موبوء بالكورونا وأعداد الوفيات كل يوم تزداد. والآن عادت الحرب إلى مناطق الجنوب بين الحكومة الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي."

"الوضع خطير جداً والمسألة هي إنسانية بالمقام الأول."


شارك