يقود بوتين روسيا منذ عام 2000، ويقول معارضوه أنه أحبط خلال عقدين أي منافسة سياسية لزعامته عبر إسكات المعارضة والإعلام المستقل.
وكان يفترض أن يتنحّى رجل روسيا القوي مع انتهاء ولايته الحالية عام 2024، إذ لا يسمح التشريع الروسي بأكثر من ولايتين رئاسيتين متتاليتين.
لكن وفق النصّ الذي وقّعه مطلع الأسبوع: "لا ينطبق هذا القيد على من شغلوا منصب رئيس الدولة قبل دخول تعديلات الدستور حيز التنفيذ".
بدوره، نشر فريق المعارض المسجون أليكسي نافالني شريط فيديو يعود إلى بداية الألفية يعلن فيه بوتين معارضته بقاء رئيس في المنصب أكثر من ولايتين.
ويأتي التعديل الذي أقرّه استفتاء في تموز/يوليو وصادق عليه البرلمان الإثنين بعد مراجعة مطولة، في وقت يحظى فلاديمير بوتين بشعبية تتجاوز 60 بالمئة وفق استطلاعات، رغم الوباء وتباطؤ الاقتصاد والاصلاحات الاجتماعية غير الشعبيّة التي أقرت عام 2018.
تولى بوتين عام 2008 منصب رئيس الوزراء تاركا رئاسة الدولة إلى حليفه ديمتري مدفيديف قبل أن يعاد بعد أربعة أعوام انتخابه رئيساً.
يتضمن القانون الجديد شروطا جديدة للترشح إلى الرئاسة حيث يجب على المرشح أن يبلغ 35 عاما على الأقل، وأن يكون مقيما في روسيا لفترة لا تقل عن 25 عاما ولم يحصل قطّ على جنسية أو إقامة دائمة في دولة أخرى.
تظاهرة في سانت بطرسبرغ احتجاجاً على حبس المعارض أليكسي نافالني في كانون الثاني يناير 2021. Source: AP
شعبية في الشرق الأوسط؟
رغم المعارضة الداخلية في روسيا، يتمتع بوتين بنوع من الشعبية على الصعيد العالمي ولا سيما في الشرق الأوسط وشمال افريقيا منذ أن بدأت روسيا تستعيد دورها كلاعب أساسي في المنطقة. المتصفح لوسائل التواصل الاجتماعي سيلحظ اهتماماً عربياً بمتابعة أخبار روسيا وبوتين على الصعيد الشخصي.
وقال الصحفي الروسي المقيم في موسكو أندريه كيرسانوف قال لأس بي أس عربي24 انه لاحظ هذه الشعبية لدى زيارته لدول عربية كثيرة.
واستطرد قائلاً عن ملاحظاته: "بدا لي أن عدد كبير من مواطني هذه الدول يرحبون بسياسات بوتين ويقولون أنه زعيم قوي. هناك أشخاص ينتقدونه طبعاً ولكن هناك من يحبونه ويحترمونه."
واسترجع كيرسانوف ذكريات من زيارة إلى العاصمة المصري القاهرة: "هناك تعاون مثمر بين القاهرة وموسكو ولاحظت أن عدداً كبيراً من المواطنين يحبون الرئيس بوتين وربما السبب وراء ذلك هو الاستثمارات الروسية في مصر ولا سيما عدد كبير يحبون الرئيس بوتين نظرا للاستمثارات والمشاريع بما فيها محطة الضبعة النووية في محافظة مطروح."
أما على الصعيد الداخلي، فيرى كيرسانوف ان أسهم شعبية بوتين ارتفعت بشكل كبير بعد الاستفتاء الشعبي في شبه جزيرة القرم في 2014 والذي أفضى إلى انضمامها إلى روسيا.
لكن الصحفي المقيم في العاصمة الروسية أشار أيضاً الى حركة الاحتجاجات واسعة النطاق والتي انطلقت في عدة مدن روسية من بينها موسكو: "هناك موجة انتقادات للسياسة الخارجية الروسية ونهج الكرملين على نحو أدى إلى عقوبات امريكية أثرت على الاقتصاد الروسي سلباً وتسببت بتدهور سعر العملة الروسية."
استمعوا إلى المقابلة كاملة مع الصحفي الروسي أندريه كيرسانوف في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
With AFP
