محلل: "ستبقى علاقة أستراليا بالولايات المتحدة علاقة التابع والمتبوع"

Morrison Biden

الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون Source: AP

كيف ستكون علاقة أستراليا بالولايات المتحدة بعد خروج دونالد ترامب الذي كانت تربطه علاقة وثيقة مع رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون؟


انتهى عهد ترامب وبدأ عهد بايدن، فكيف ستكون علاقة أستراليا مع الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع القادمة؟

انضم رئيس الوزراء سكوت موريسون وزعيم المعارضة أنثوني ألبنيزي إلى قادة العالم في تهنئة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن والترحيب به كرئيس للولايات المتحدة الامريكية. وقال موريسون إنه يتطلع للعمل عن قرب مع الرئيس الجديد ونائبته على مدى السنوات الأربع القادمة.

رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون  قال إن العلاقة مع الولايات المتحدة هي اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، أما ألبانيزي فاعتبر أن التقارب الذي أبداه موريسون مع ترامب قد يكون مدمرا للعلاقة مع فريق بايدن – هاريس الجديد.

 وأضاف موريسون إن التحالف الأسترالي -الأمريكي لم يكن أكثر أهمية في أي وقت مضى، متمنيا للإدارة الجديدة النجاح.
وأضاف: أقدر المشاعر الدافئة التي تُبادُلنا إياها إدارة بايدن وهناك الكثير من التحديات التي سوف نعمل عليها معا ". وقال إنه هنأ كمالا هاريس على تنصيبها كنائبة للرئيس كأول أمرأة تصل إلى هذا المنصب، وأضاف إنه كأب لابنتين، لا يسعه إلا الاحتفاء بهذا الإنجاز.

وقال رئيس تحرير جريدة التلغراف الأسترالية انطوان القزي إن المرحلة التي تمر منطقة الباسيفيك مرحلة حساسة جدا، انطلاقا من التوتر في بحر الصين والعلاقة مع الصين.

وأضاف القزي إن نظرة الأستراليين للولايات المتحدة تختلف عن نظرة الأمريكيين لأستراليا قائلا إن الأحزاب الأسترالية تفرق بين من هو في الحكم في الولايات المتحدة، إن كان الديمقراطيين أم الجمهوريين، بينما لا يهتم الأمريكيون كثيرا لمن هو في السلطة في أستراليا.

"أستراليا بالنسبة للولايات المتحدة هي موقع متقدم للولايات المتحدة في منطقة الباسيفيك، فهناك قاعدة عسكرية أمريكية كبرى في دارون، كما ويوجد أكبر مركز للتنصت في العالم على الأراضي الاسترالية".
Australian Opposition Leader Anthony Albanese speaks to the media during a press conference at Parliament House in Canberra, Wednesday, December 9, 2020. (AAP Image/Lukas Coch) NO ARCHIVING
Australian Opposition Leader Anthony Albanese Source: AAP
من جهته نشر زعيم المعارضة أنطوني البانيزي صورة بايدن على موقعه على تويتر مقدما له التهاني.  وكان ألبانيزي انتقد رئيس الحكومة على طريقته في إدارة التحالف مع الولايات المتحدة قائلا إنه بالغ في احتضان الرئيس ترامب، نظرا للتقارب الشخصي بينهما من جهة، وللقاعدة الشعبية المشابهة لكل منهما من جهة أخرى. 

وقال البانيزي إن موريسون وضع تقاربه الشخصي مع دونالد ترامب قبل المصلحة الوطنية، بما يدمر العلاقات مع فريق بايدن – هاريس الديمقراطي القادم. وحذر ألبانيزي من أن خطة بايدن بما يتعلق بالمناخ سوف تترك أستراليا "معزولة كليا" على المسرح العالمي، داعيا موريسون إلى الانخراط من جديد في علاقات تعاونية متعددة الأطراف بعدما "روّج" لترامب بخطاب عن العولمة السلبية.
Antoine Kazzi
أنطوان القزي رئيس تحرير جريدة التلغراف الاسترالية Source: Antoine Kazzi
وذكر الأستاذ انطوان القزي أن هناك سبعة رؤساء أمريكيين قاموا بزيارة أستراليا ابتداء من الرئيس نيكسون، وهذا يدل على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لأستراليا، كما وذكر بأن هناك 21 اتفاقية توأمة بين مدن أسترالية وأمريكية، ناهيك عن عشرات الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية، ومعاهدة الدفاع المشترك.

وأشار القزي إلى أن حكومات عمالية تبعت سياسات الولايات المتحدة الخارجية وربما تقدمت عنها أيضا مذكرا بمواقف جوليا غيلارد رئيسة الحكومة العمالية تجاه الفلسطينيين الذي "كان أكثر تطرفا من الولايات المتحدة".

وكان موريسون حاول النأي بنفسه عن ترامب في الأيام الأخيرة، كما وأنه ندد بشكل غير مباشر بدوره في أعمال الشغب التي طالت مبنى الكونغرس (عندما قال إن كلام ترامب كان مخيبا للآمال وأدى إلى نتائج مخيفة) ، وكان لافتا أيضا اصرارُه على أنه ليس لديه خطة للحديث مع ترامب قبل مغادرته لمنصبه.

 وذكر البانيزي بزيارة  موريسون للولايات المتحدة عام 2019 التي استمرت أسبوعا كاملا،  والتي ظهر فيها مع ترامب في إحدى المناسبات الانتخابية لكنه أهمل اللقاء بأي شخصية من الحزب الديمقراطي. بأنه يتشارك مع ترامب بنفس القاعدة الشعبية. 

وكان موريسون أشاد في تلك الزيارة بأولويات ترامب السياسية، قائلا انهما يتشاركان في الكثير من الآراء.

 وهذا الشهر دافع موريسون عن حرية التعبير  لنواب من الائتلاف  لمحوا إلى موافقتهم على بعض النظريات التي تقول إن بايدن استفاد من "أصوات انتخابية مشكوك بأمرها".    

 وقال البانيزي إن موريسون لا يزال خائفا من أعضاء البرلمان المتطرفين اليمينيين الذين يؤمنون بما يؤمن به ترامب، وانتقد البانيزي موافقة موريسون على تسلم أرفع وسام عسكري منحه إياه الرئيس الأمريكي ترامب، على قيادته في التعامل مع التحديات العالمية.

للاستماع للحديث مع الأستاذ انطوان القزي نزلوا الملف الصوتي في أعلى الصفحة. 


شارك