اتهمت السلطات الأردنية الأخ غير الشقيق وولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين، بالتواصل مع جهات خارجية بهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة الأردنية وذلك بعد حملة اعتقالات طالت 16 شخصاً من بينهم رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد.
وقال محللون سياسيون ان التطورات الأخيرة ألقت بظلال الشك على صورة الأردن كدولة مستقرة في الشرق الأوسط.
وأكد وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي على أن دائرة المخابرات العامة والتعاون مع القوات المسلحة تتبعت أنشطة وتحركات الأمير ورصدت التحقيقات اتصالات كان الأمير طرفاً فيها ونوقش خلالها التوقيت المناسب للبدء بخطوات من شأنها استهداف أمن البلاد.
وفي سابقة نادرة في تاريخ البلاد، وُضع الأمير حمزة قيد الإقامة الجبرية. وظهر الأمير في مقطعي فيديو باللغتين الانجليزية والعربية نشرتهما هيئة الإذاعة البريطانية BBC دفع فيهما ببراءته، نافياً وجود أي مؤامرات تطرقت لها الرواية الحكومية الرسمية.
واعتبر ولي العهد السابق الذي أبعده العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من منصبه في 2004، الحديث عن مؤامرات "مجرد أداة للاستبداد".

Source: ABACA
وذكر الصفدي أن السلطات الأمنية راقبت شخصاً على صلة بجهة أجنبية، تواصل مع زوجة الأمير حمزة وعرض عليها مغادرة الأردن إلى دولة أجنبية على متن طائرة خاصة.
وفي خضم هذه الروايات المتناقضة، انحازت الولايات المتحدة الأمريكية والحكومات العربية إلى جانب الملك عبد الله الثاني وعلى نحو يعكس الأهمية الاستراتيجية للمملكة الأردنية في منطقة مضطربة لا تزال الزوابع السياسية والاقتصادية تعصف بها.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان ان العاهل الأردني شريك أساسي للولايات المتحدة، وأصدرت جامعة الدول العربية بياناً أكدت فيه على وقوفها إلى جانب الملك الأردني وتأييدها للاجراءات المتخذة حفاظاً على أمن البلاد.
ونشرت وزارة الشؤون الخارجية الأسترالية تغريدة عبّرت فيها عن دعم أستراليا للملك عبدالله الثاني، مشيدة بالعلاقات القوية بين البلدين.
وذكرت شبكة رويترز في تقرير خاص ان الأمير حمزة سعى إلى تكثيف التواصل مع أفراد معارضين داخل العشائر الأردنية الكبيرة وأن هؤلاء دعوا إلى احتجاجات ضد الفساد في الأسابيع الأخيرة الماضية.
تجدر الإشارة إلى أن اقتصاد الأردن تضرر بشكل كبير من وباء كوفيد-19 وارتفع معدل البطالة إلى مستويات قياسية ما أدى إلى خروج تظاهرات محدودة تخللها اعتقال العشرات.
حسن أبو علي، أحد سكان العاصة عماّن وصف ما حدث بالمقلق ولكنه امتدح النظام الملكي معتبراَ إياه الأفضل في الوطن العربي مشيداً في ذات الوقت بقيادة البلاد وجيشها.
وأعرب بعض ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي عن دعمهم للأمير حمزة واصفين إياه بـ "أمير القلوب".
أما المحلل والخبير السياسي الأردني عامر السبايلة فاعتبر الانتقاد العلني للنظام الملكي الأردني من قبل بارز في العائلة المالكة أمراً فريداً. وأضاف السبايلة ان الخلافات داخل العائلة قلما تُنشر بهذه الطريقة مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على وحدة العائلة.
وبادرت الملكة نور، أرملة العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال، إلى الدفاع عن نجلها حمزة، ووصفت في تغريدة لها على توتير ما ورد من اتهامات بحقه بمحض "افتراء شرير" وكتبت بالانجليزية انها تصلي من أجل أن تنتصر الحقيقة والعدالة لكل الضحايا الأبرياء على حد وصفها.
استمعوا إلى التقرير الصوتي المرفق بالصورة أعلاه لمزيد من التفاصيل.