هاجرت من العراق قبل 27 سنة: "تعلمت الإنجليزية في مركز لمحو الأمية وأصبحت مترجمة معتمدة بعدها"

أغنار

الفنانة العراقية الأستراليا أغنار نيازي تروي قصة هجرتها من بغداد إلى سيدني. Source: أغنار نيازي

الفنانة أغنار نيازي: "أول ما وطأت قدماي مطار سيدني شعرت بالوحشة والضياع خاصة مع عدم وجود من يستقبلنا في المطار".


مزجت بألوانها الزاهية ملامح العراق وأستراليا وأرست على شاطىء فنها النور بالألوان.

في سردها لقصة هجرتها إلى أستراليا، قالت الفنانة التشكيلية الأسترالية العراقية أغنار نيازي إن عائلتها قررت الهجرة إلى استراليا في أواخر عام 1994 في أعقاب حربين مر بهما العراق في ذلك الوقت؛ لتبدأ مسيرة جديدة مع عائلتها الصغيرة.

 "أول ما وطأت قدماي مطار سيدني شعرت بالوحشة والضياع خاصة مع عدم وجود أحد لاستقبالنا في المطار".


النقاط الرئيسية:

  • شعرت بالوحشة والضياع عند الوصول إلى أستراليا.
  • كانت تعبئة نماذج الطلبات أمرا مزعجا عند تقديم أي طلب في أستراليا.
  • أسماها والدها بـ "أغنار" تيمناً بقصيدة للشاعر اللبناني سعيد عقل.  
تعلمت في العراق الفنون التشكيلية وعملت كمعلمة للفنون في إحدى المدارس البغدادية. وكانت تُعلم الذكورمن الطلبة، قائلة إن ذلك شكل تحديا لها منذ تخرجها، ولكنها نجحت في تلك المهنة، خاصة وأن كثيرا من طلبتها تأثروا بتعليمها. وبعد سنين عدة، تواصلوا معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مما أشعرها بسعادة غامرة.
أغنار مع طلبة مدرسة الفن والزخرفة الثانوية الشاملة في الرصافة
أغنار مع طلبة مدرسة الفن والزخرفة الثانوية الشاملة في الرصافة Source: supplied by Aghnar Niazi
وحول دوافع الهجرة إلى أستراليا، قالت إنها تزوجت في بداية الثمانينيات، حيث كان العراق في حربه مع إيران ويخوض مرة أخرى حرب الخليح الأولى، في بدايات تسعينيات القرن الماضي.

عندها، ضربت قوات التحالف مدينتها بغداد، ووصفت أغنار: "السماء أصبحت مليئة بالرصاص والقنابل المدوية  ضربت المدرسة التي كنت أعمل فيها".

وأضافت: "كانت ليلة لاتنسى بسبب الرعب والخوف الذي عشناه"  عندها، اقترح أحد اصدقاء زوجها الهجرة إلى أستراليا لسوء الوضع في العراق في ذلك الوقت.
وما أصاب دهشة الفنانة التشكيلية أغنار نيازي عند وصولها إلى سيدني، حالة المنازل في ذلك الوقت.
كانت صغيرة ومليئة بالعفن، مبنية من الفايبر ومفروشة بنوع معين من السجاد المثير للحساسية ". وتقول: "كان منزلنا في العراق - ونحن نعتبر من الطبقة الوسطى – منزلا كبيرا من طابقين محاطا بحديقة.
وأضافت إن سيدني في ذلك الوقت لم تكن مكتظة بالسكان والمباني كما هي الآن.
أغنار نيازي تشارك مع ابنها مرتضى  في معرض دعما للعراق
أغنار نيازي تشارك مع ابنها مرتضى في معرض دعما للعراق Source: supplied by Aghnar Niazi
ووصفت بداية حياتها العائلية عند الاستقرار في استراليا بأنها كانت مليئة بالإصرار والتحدي ابتداء من تعلمها للغة الإنجليزية: "تعلمتها في مراكز لمحو الأمية في أستراليا".
شعرت بغصة، فكنت معلمة وحاصلة على الماجستير في العراق.
ولكن سرعان ما تغلبت على تحدي اللغة لتصبح مترجمة معتمدة، وتشترك في معارض تشكيلية عدة وتحظى بالتقديرعلى انجازاتها في التنسيق والعمل والابداع. بالإضافة لقيامها بواجباتها العائلية: "كنت في أحيان كثيرة أرضع طفلي بيد وأرسم لوحتي بيد أخرى".
وعن يومياتها كمهاجرة،  تذكر الفنانة التشكيلية نيازي حالة التعجب والملل في استراليا بسبب  "كثرة النماذج التي يجب إكمالها عند التقدم لأي طلب".

وعن اسمها، قالت إن والدها كان فنانا أديبا وصحفيا أطلق عليها اسم "أغنار" تيمناً باسم ورد في إحدى قصائد الشاعر اللبناني سعيد عقل. 
لوحة بغداد سيدني من رسم الفنة التشكيلية أغنار نيازي
لوحة بغداد سيدني من رسم الفنة التشكيلية أغنار نيازي Source: supplied by Aghnar Niazi
وبعد مرور حوالي عقدين من الزمن على هجرة الفنانة نيازي إلى أسترالي، ما زالت تحاول تجسيد العراق في لوحاتها الزاهية.

"في إحدى لوحاتي، حاولت المزج بين "معلم الشهيد" في بغداد و"دار الاوبرا" في سيدني، تعبيرا عن حبي لهذين البلدين".

وتضيف أنها لم تندم أبداً على قرار الهجرة، وأن العراق حاضر في وجدانها بشكل مستقل كما هي استراليا.
العراق هو العراق واستراليا هي أستراليا
وأبدت إمتنانها على الأيام الجميلة التي قضتها في استراليا، وتقول إن العراق أيضا مازال حاضرا في وجدان أولادها  كما هي أيضا أستراليا.

ونصحت الفنانة التشكيلية أغنار نيازي أي مهاجر بضرورة تحديد الأهداف واستغلال الفرص في استراليا التي تساعد الشخص الطموح على تحقيق طموحة. وشددت على أهمية العمل الدؤوب والتحلي بالإرادة القوية لتحقيق النجاح.

للإستماع لقصة هجرة الفنانة أغنار نيازي يرجى الضغط على الملف الصوتي المرفق بالصورة اعلاه.


شارك