في إحصائية صادمة، توفي حوالي 471 شخصا في دور رعاية المسنين جراء الإصابة بفيروس كورونا في عام 2022 مقارنة ب 282 شخصا على مدار العام الماضي بأكمله.
تدق هذه الإحصائية ناقوس الخطر وتشير إلى أزمة في قطاع رعاية المسنين، وعن هذه الأزمة تحدثت أنا رامي علي مع سام إبراهيم وهو صاحب إحدى دور رعاية كبار السن في ملبورن حول هذا الأمر.
ولكن قبل أن نبدأ الحديث، ماهي الأزمة الحالية التي يعاني منها القطاع؟
يقول إبراهيم أن المشكلة تتمحور بشكل رئيسي حول نقص العمالة المتاحة" النقطة الأولى، نعاني من نقص العمالة المدربة نظرا لأن الكثيرين منهم أصيبوا بالفيروس أو تم اعتبارهم مخالطين وعليهم القيام بالعزل لمدة 7 أيام على الأقل".
ويضيف إبراهيم " النقطة الثانية، أن الشركات التي كانت توفر العمالة المؤقتة والموسمية لم تعد قادرة على توفير عمالة مدربة للعمل في قطاع رعاية كبار السن، وذلك بسبب قوانين العزل والمخالطة مما زاد من حجم المشكلة خلال الفترة الماضية".

Aged care Source: Getty Images/Dean Mitchell
يتضح أن الأزمة ليست فقط في نقص الأيدي العاملة والمدربة للعمل في هذا القطاع الحساس، وحول الإحصائية الذي ذكرتها في البداية أبدى إبراهيم قلقه موضحا " هذه أرقام مقلقة بالطبع"
ويتابع إبراهيم" عندما تنظر لأرقام الوفيات بين كبار السن حتى الآن مقارنة بالعام الماضي بالتأكيد مؤشر مقلق، ولكن باعتقادي أن الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات المختلفة على علم بهذه المشكلة ويحاولون التعامل معها بأفضل شكل ممكن".
في الوقت الذي يعاني فيه القطاع، أنكر ريتشارد كولبيك وزير رعاية المسنين وجود الأزمة ودافع عن موقفه للذهاب لمشاهدة مباراة للكريكت في هوبارت وسط أزمة تفشي الأوميكرون الأخيرة.
وعن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بشأن إمدادات التطعيم والجرعات المعززة لهذا القطاع الحساس يقول إبراهيم " أعتقد أن الحكومة الأسترالية قد وفرت التطعيمات والجرعات المعززة بشكل كبير لكافة القطاعات".

Minister for Aged Care Services Richard Colbeck during Question Time in the Senate chamber at Parliament House in Canberra, Wednesday, June 16, 2021. Source: AAP
وأضاف معلقا" في ولاية فيكتوريا، قامت الحكومة بإرسال ممرضات متخصصين لدور الرعاية حتى يتم تطعيمهم في بيئة آمنة، معظم دور الرعاية قد تلقت على الأقل جرعتين وبعضهم قد تلقى الجرعات المعززة أيضا".
أعلنت الحكومة منذ أيام قليلة عن قيامها بدعم القطاعات الحيوية مثل قطاع الرعاية الصحية والضيافة بتقديم مدفوعات نقدية للعاملين المتضررين من تفشي أوميكرون.
وعن هذا الدعم ومدى أهميته يقول إبراهيم" هذه المدفوعات النقدية متوفرة لكافة القطاعات وقد تعرضنا لهذا الموقف حيث أصيب 3 أشخاص من العاملين بكوفيد-19".
وأردف إبراهيم منوها" وعندما تواصلنا مع حكومة فيكتوريا، قامت بتحويل تلك المدفوعات النقدية للعاملين بشكل مباشر، ربما أقل قليلا مما كانوا سيحصلون عليه خلال العمل، ولكن على الأقل تضمن استمرار الدخل لهذه الأسر خلال فترة العزل الصحي بكل تأكيد".
تؤكد الأرقام والتقارير وجلسة الاستماع بالبرلمان والتي يخضع لها وزير رعاية المسنين أن هناك مشكلة في هذا القطاع.
وحول الحلول أو المقترحات الممكنة للخروج من هذه الأزمة يقول إبراهيم" ليس هناك حل سحري واحد للخروج من الأزمة الحالية وعلينا أن نتفهم ذلك جميعا".
ويرى إبراهيم أنه لابد على الجميع التعاون للوصول إلى حلول مرضية لجميع الأطراف موضحا وجهة نظره" لا يمكن للحكومة القيام بكل شيء، فترة الجائحة صعبة جدا على الجميع ويجب علينا أن نتحمل المسؤولية كأفراد وألا نساهم في انتشار العدوى لكبار السن أو لعائلاتنا، يجب اتباع جميع قواعد السلامة والوقاية الشخصية لمكافحة هذا الوباء".
وفي كلمة أخيرة لطمأنه الناس على الوضع الصحي بالنسبة لأقاربهم وأحبابهم في دور الرعاية يقول إبراهيم " أقول لكافة الأشخاص الذين لديهم أقارب في دور الرعاية، أرجوكم ألا تقلقوا، أحبائكم في أيدي أمينة".
واختتم إبراهيم حديثه " قطاع رعاية المسنين والمستشفيات والأطباء والممرضين يقومون ببذل كل ما في وسعهم من أجل راحة المرضى وكبار السن خلال هذه الفترة العصيبة".