أعلنت بريطانيا عن تولي الملك "تشارلز الثالث" العرش في المملكة المتحدة وعن تنكيس الأعلام حداداً على رحيل الملكة اليزابيث الثانية في قصر بالمورال في اسكتلندا.
وأصدر قصر باكنغهام بياناً أعلن فيه رحيل الملكة، موضحاً أن الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا سيبقيان في بالمورال على أن يعودا غداً إلى لندن.
كما انضم إليهما كل من الأمير هاري الذي كان من المقرر أن يأتي إلى المملكة المتحدة قريباً للمشاركة في حفل تم إلغاؤه، بالإضافة إلى الأميرين أندرو وألبرت.
وأصدر الملك تشارلز الثالث بيانًا قال فيه: "وفاة والدتي الحبيبة، جلالة الملكة، لحظة حزن كبير لي ولكل أفراد عائلتي".
وأضاف: "نحزن بشدة على وفاة صاحبة الجلالة العزيزة والأم المحبوبة للغاية. أعلم أن خسارتها ستكون كبيرة في جميع أنحاء البلاد والعالم والكومنولث، وخسارة لعدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء المعمورة."

Prince Charles Source: Flickr / By Dan Marsh (Flickr: Prince Charles) [CC BY-SA 2.0 (https://creativecommons.org/licenses/by-sa/2.0)], via Wikimedia Commons
سيتم نقل جثة الملكة بعد ذلك إلى محطة ويفرلي في إدنبرة ووضعها في القطار الملكي لنقلها إلى St Pancras، حيث سيكون هناك رئيسة الوزراء ليز تروس وأعضاء حكومتها.
في الأسابيع الأخيرة ، شوهدت الملكة في منطقة بالمورال وهي تزور كوخ الصيد وتمشي ببطء بعصاها ، وكلاب كورغي تجري حولها. لكن قبل أيام قليلة ، فاتتها إحدى أبرز الأحداث السنوية ، وهي ألعاب Braemar Highland ، لأول مرة في فترة حكمها التي استمرت 70 عامًا.
ومن جانبه، قال قال رئيس الوزراء أنثوني ألبانيزي في بيان النعي الرسمي: "عهد تاريخي وحياة طويلة مكرسة للواجب والأسرة والإيمان والخدمة قد انتهىت".

Source: AAP
هناك راحة تكمن في كلمات صاحبة الجلالة:" الحزن هو الثمن الذي ندفعه مقابل الحب.
وقال أيضاً: "من رحلتها الأولى الشهيرة إلى أستراليا ، صاحبة السيادة الوحيدة التي تزورها على الإطلاق ، كان من الواضح أن أستراليا تحتل مكانة خاصة في قلب صاحبة الجلالة."
واستطرد قائلاً: "اليوم يصادف نهاية حقبة ، نهاية العصر الإليزابيثي الثاني. سوف يمر وقت الحداد هذا ، لكن الاحترام العميق والاحترام الحار اللذين كان لدى الأستراليين دائمًا لجلالة الملكة لن يتلاشى أبدًا ".
تحدثنا إلى الصحافي في العاصمة البريطانية لندن، أحمد زكي، وسألناه عن تفاعل الشارع مع الخبر فقال: "الملكة اليزابيث الثانية تمثل ثقلاً كبيراً بالنسبة لعائلتها وللشعب البريطاني وشعوب العالم. الملكة الراحلة تمثل مؤسسة ملكية وجودها راسخ في المؤسسات الكبرى البريطانية."
قد تكون المقارنة بين شعبية الملك تشارلز ثالث وشعبية والدته الراحلة التي حكمت زهاء سبعين عاماً أمراً غير عادل كون الأخيرة عاصرت مع البريطانيين تغييرات مفصلية طالت العالم بأسره ولكن زكي يرى أن الملك الجديد قادر على الاضطلاع بدوره بكفاءة.
وتابع قائلاً: "الملك تشارلز الثالث سيكون قادراً على أداء مهامه ليس بسبب أدواره في المجتمع والمؤسسات الخيرية وحوار الأديان وإنما لأن لا يأتي لوحده حيث أن المؤسسة الملكية وراءه قادرة على الحفاظ على استقرارها."
تجدر الإشارة إلى أن الملكة اليزاليث تولت الحكم في عام 1953 وعمرها لا يتجاوز السادسة والعشرين عاماً، بعد وفاة والدها الملك جورج السادس بشكل مفاجئ وهو بعمر السادسة والخمسين.
ويقول زكي أنه رغم التطورات المتسارعة التي مر بها العالم خلال العقود السبعة الماضية، إلا أن العائلة المالكة البريطانية تمكنت من التكيف مع الظروف: "في بداية حكمها، سمحت بتصوير فيلم وثائقي ظهرت فيه برفقة أفراد أسرتها وهي تعيش حياتها بشكل اعتيادي. كان الهدف من ورائه إظهار الملكة كإنسانة عادية أمام الشعب البريطاني."
استمعوا إلى المزيد في اللقاء مع الصحافي في لندن أحمد زكي في المدونة الصوتية أعلى الصفحة.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على