مخاوف سكان نيو ساوث ويلز من عودة الإصابات إلى مناطقهم باتت حقيقية للأسف مع ارتفاع تدريجي ولو بطيئ بأعداد الإصابات المنقولة مجتمعيا في الولاية.
من هذه الحالات، ثمانية وعشرون شخصاً تم تأكيد أن إصابتهم مرتبطة بحانة كروسرودز في منطقة كاسولا في غرب سيدني حيث دعت السلطات الصحية آلاف الأشخاص الذين زاروا المكان بين الثالث والعاشر من تموز/ يوليو إلى اجراء فحص كورونا فوراً وعزل أنفسهم لمدة 14 يوماً.
المحامية كاتي هي من بين هؤلاء الأشخاص الذين زاروا الحانة التي تحولت إلى بؤرة لتفشي كورونا خلال الفترة المذكورة. وبالرغم من أن نتيجة الفحص أتت سلبية إلا أن تجربة كاتي لم تكن بالسهلة.
فابنة الخامسة والعشرين ربيعاً توجهت ليلة الجمعة في الثالث من تموز/يوليو إلى الحانة التي تقع على مقربة من منزلها وذلك لتناول العشاء مع مجموعة من الأصدقاء لا تتعدى الأربعة أشخاص.
لم تستشعر كاتي يومها أي خطر من وجودها هناك خصوصاً أن قواعد التباعد الاجتماعي الأساسية كانت مطبقة بمعظمها، بالرغم من أن أحداً لم يسجّل الأسماء والأرقام عند دخولها مع أصدقائها: "سمحوا لنا بالدخول من دون أخذ أسمائنا بشكل منفرد ربما لأنهم كانوا يملكون تفاصيل الاتصال بصديقتي التي قامت بالحجز مسبقاً...هذا ولم نختبر زحمة عند المدخل لأنهم لم يدخلوا الجميع دفعة واحدة بل بشكل متفرّق".
على حد وصف كاتي، تتألف الحانة من عدة أقسام لم تدخل إليها جميعها، لكنها تصف التدابير الوقائية في القسم الذي جلست فيه مع أصدقائها بالجيدة والآمنة: "لم أقترب شخصيا من المجموعات الأخرى وبقيت مع أصدقائي ضمن مجموعتي. خدمة الطاولات لم تكن متوفرة وعندما قمنا بالطلبية لم يكن هناك أشخاص آخرون يقفون في الصف وحتى عندما قمت لجلب الطعام كان الجميع ملتزماً بالمسافة القانونية وليسوا قريبين من بعضهم البعض".

A COVID-19 testing alert sign at the Crossroads Hotel testing centre in Sydney. Source: AAP
لم تعلم كاتي بخبر وجود إصابة في حانة كروسرودز إلا بعد أسبوع من زيارتها المكان أي يوم الجمعة في العاشر من تموز/يوليو، وقد تبلغت الخبر عبر وسائل الإعلام غير أن المعلومات التي سمعتها في البداية كانت مربكة وغير دقيقة: "الأخبار لم تكن واضحة في البداية بحيث قالوا أن الشخص المصاب زار الحانة يوم السبت في الرابع من الشهر فاطمأنيت ثم عادوا ليصححوا المعلومة ويطلبوا من الأشخاص الذي كانوا هناك يوم الجمعة أن يقوموا بالاختبار."
تتذكر كاتي الخوف الشديد الذي شعرت به لحظة سماعها الخبر: " بكل صراحة لم أكن قلقة على نفسي شخصياً إذ أنني كنت بصحة جيدة ولم أكن أشعر بأي أعراض ولكنني كنت قلقة على الأشخاص الذين قابلتهم طوال الأسبوع الذي لم أكن أعلم خلاله بالأمر. فقد استمريت بالذهاب إلى العمل بشكل عادي كما قصدت الكنيسة وحضرت إحدى الحفلات في اليوم التالي فلو أتت نتيجة الفحص ايجابية كان كل هؤلاء الأشخاص الذين قابلتهم، وربما يتعدى عددهم المئة، معرضين للإصابة وعليهم أن يقوموا ايضاً بالفحص".
أرادت كاتي أن تقوم بالاختبار فور معرفتها يوم الجمعة ليلاً غير أنه كان هناك مئات السيارات تنتظر للقيام بالفحص عند المركز الذي تم استحداثه أمام الحانة في منطقة كاسولا: "كانت فترة الانتظار لن تقل عن أربع ساعات لذا قصدت مركز فحص آخر في المنطقة صباح اليوم التالي".
هذا ولم يكن الاختبار مزعجاً كما كانت تخشى كاتي فـ"الأمر لم يستغرق وقتاً طويلاً كما أنه لم يكن هناك أي ألم يذكر". ولحسن الحظ، وبعد يومين من الانتظار، أتت نتيجة الاختبار سلبية ولكن على الرغم من ذلك على المحامية الشابة أن تبقى معزولة حتى اليوم الرابع عشر من تاريخ زيارتها للحانة. غير أنها على الأقل تستطيع العمل من المنزل وهي سعيدة بأن أصحاب العمل كانوا متفهمين جداً لما حصل.
تقول كاتي إنها لا تستطيع لوم أحد حول ما حصل ولكنها تخشى في نفس الوقت أن الناس نسيت وجود خطر فيروس حولها وتتصرف على هذا الأساس: "مررنا في فترة إغلاق طويلة وقاسية وما لبثت السلطات أن خففت القيود حتى خرجنا جميعنا بدون قلق وبدون حذر شديد مثل ذلك الذي رافقنا في بداية الأزمة. السلطات والمطاعم يمكنها وضع المزيد من القيود ولكن هذه القيود لن تنفع إذا لم يكن هناك وعي وإرادة لدى الناس للالتزام بها".
وفي الختام، تخشى الشابة النشيطة والمحبة للحياة أنها لن تجرؤ على زيارة مطعم أو حانة في المستقبل القريب وتقول مازحة: "أصلا اشك أن يسمح لي أهلي بالخروج من المنزل في الوقت القريب بعد كل ما حصل والقلق الذي عشناه".